محمد أمين غالمي

فنان تشكيلي يحلم بتشريف الجزائر في المحافل الدولية

محمد مغلاوي
محمد أمين غالمي، فنان طموح تحدى كل الصعاب، أبدع برسوماته في التعبير عن حبه للحرف العربي، واختار الخط المغاربي كمادة جمالية، ونال تقدير واحترام كل عاشق للفن التشكيلي في كل مكان نزلت فيه لوحاته في الفن الحروفي، الإفريقي، الرمزي والغرافيكي. ومثل الكثير من المبدعين الشباب، يدعو إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من المسؤولين والمشرفين على الفن والثقافة ببلادنا.
ولد محمد أمين غالمي في ٠٤ مارس ١٩٨٥ بسيدي بلعباس، درس بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة وهران، ملحقة سيدي بلعباس، من ٢٠٠٧ إلى ٢٠١١، واحتل المركز الأول في الدفعة الرابعة للملحقة. حاصل على شهادة الدراسات الفنية العامة، ودبلوم وطني دراسات في الفنون الجميلة.
شارك في عدة معارض وتظاهرات ثقافية، منها معرض الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي، والقافلة الثقافية للتضامن من سيدي بلعباس نحو غرداية ماي ٢٠٠٩، والمشاركة في التربص التدريبي والتكويني في التنشيط لـ سيني كليب نظم بزرالدا ٢٠٠٩، وشارك في معرض بمناسبة الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للرقص الشعبي ٢٠١٠ وبمناسبة مرور ٥٠ سنة على مظاهرات ١١ ديسمبر ١٩٦٠ بدار الثقافة كاتب ياسين بسيدي بلعباس، كما كانت له مشاركات في معارض بالعاصمة كمعرض المدرسة العليا للفنون الجميلة بمناسبة الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي ٢٠١٠، والمهرجان الثقافي الوطني للمدارس، وفي تلمسان بمعرض دار الثقافة عبد القادر علولة، وشارك في تظاهرة ثقافية بمدينة براست الفرنسية ٢٠٠٨، ٢٠٠٩، ٢٠١٠.
تحصل على عدة جوائز، منها الجائزة الثانية في الرسم الجداري بالمهرجان الوطني لمدارس الفنون الطبعة الأولى ٢٠٠٩، وتحصل في الطبعة الثالثة على الجائزة الأولى في الرسم الجداري ٢٠١١، وكرم بمناسبة اليوم الوطني للفنان في ٠٨ جوان ٢٠١٠ من طرف مسرح سيدي بلعباس.
وعن بدايته مع الفن التشكيلي، أكد غالمي لـ«الشعب» أن «الموهبة كانت مبكرة جدا، بحيث أن أول قلم أمسكت به كان قلم رصاص وليس قلم جاف، فأول ما عبرت عليه في طفولتي كان رسما، وكان المتنفس الوحيد لدي للخروج من واقع طفولة قاسية نوعا ما بسبب المرض، فكانت لدي قدرة عجيبة وسابقة لسني في إعادة رسم شخصيات كرتونية، أقتبسها من مشاهدتي للرسوم المتحركة، فكانت والدتي أول من إنتبه لقوة ذاكرتي البصرية وتحكمي في القلم، ولاقيت كل التشجيع من كل المدرسين خلال فتراتي التعليمية، ثم شجعني بعض فناني الولاية ممن أعرفهم على الإلتحاق لاحقا بمدرسة الفنون الجميلة للولاية».
وعن توجهه الفني، قال «أنا فنان تشكيلي ذو توجه حروفي ورمزي، وإنتمائي لمدرسة الحروفيات ناتج عن حبي للخط العربي لكن ليس كخطاط كلاسيكي، إذ أحاول إدراج الحرف العربي كعنصر جمالي وكسفير للهوية العربية الإسلامية في الفن المعاصر، وإخترت الخط المغاربي كمادة جمالية. أما مضمونا، فأبعاد الحروفية التشكيلية لها علاقة وطيدة بالتصوف الإسلامي الشريف في بلاد المغرب العربي، وتمتد سيمياء الحرف العربي في الصوفية إلى الروحانية التي تربط هذا الجمال بالجمال المطلق الذي هو الله عز وجل»، وأضاف «جمالية الحرف المغاربي في عفويته المقتبسة من التيفيناغ والرمز الإفريقي».
وبخصوص مشاريعه، أوضح «أعكف على دراسة نظرية في شكل ''بحث تشكيلي حروفي''، وسأتوجها بخمسين لوحة بعضها نشرته عبر الفايس بوك». وأضاف «كل منشوراتي من كتابات أو أعمال تندرج في المواضيع التالية: الفن الحروفي، الفن الإفريقي، الفن الرمزي والغرافيكي، كلها متوفرة عبر صفحتي على الفايس بوك».
إعادة الاعتبار للفنان التشكيلي وفتح الأبواب لإبداعات الشبابأما عن المشاكل التي إعترضته، ذكر غالمي «في مرحلة التكوين الفني عانيت ككل الطلبة من إهمال مدرسة سيدي بلعباس، بحكم أنها ملحقة تابعة لمدرسة وهران، وبالتالي نقص في كفاءة بعض الأساتذة ونقص المواد البيداغوجية التي تثقل كاهل الطالب ماديا، وكل من نجح من طلبة المدارس الجهوية وجد عدة عوائق في طريقه، كما أن المجتمع غير مشجع لهذا الفن، إضافة إلى نقص الإهتمام من طرف الوزارة» .
ثم اردف يقول «أكبر عائق أن شهادة دراسات في الفنون الجميلة المتحصل عليها من المدارس الجهوية غير معترف بها في الوظيف العمومي، ويعترفون فقط بشهادة المدرسة العليا، ومجال التوظيف الوحيد هو القطاعات التابعة لوزارة الثقافة، إما مساعد أستاذ أو منشط ثقافي بإحدى دور الثقافة وفقط، وهذه الوظائف لا تؤمن العيش الكريم حتى لفرد واحد للأسف، ومن اختار العمل كفنان حر مثلي أنا فالأمور أسوء، فدخلي يقتصر على الأعمال الفنية الحرة وهو غير كاف لتأمين رحلات الاتصال بشيوخ الصوفية، والإطلاع على مخطوطاتهم في علم الحرف، أو الاتصال بالمتاحف للحصول على معلومات عن الرموز الإفريقية والبربرية بالجزائر، أو توفير المراجع. مع العلم أن بعضها نادر جدا، أو في شكل مخطوطات فقط. كما أن الأبواب موصدة بمديرية الثقافة ودورها في سيدي بلعباس لأسباب مجهولة، هذه الولاية التي تعرف ركودا ثقافيا على جميع الأصعدة وخاصة الفن التشكيلي عكس مثلا ولايتي تلمسان أو وهران الوضع أحسن بكثير».
وختم كلامه بالقول «حلمي ككل فنان تشكيلي شاب، هو ورشة فنية ودخل محترمين، للتفرغ للبحث الفني وتشريف الجزائر الغالية في المحافل الدولية، وأن أكون سفيرا لبلدي أينما حللت، ويؤسفني أن معظم الشباب الفنانين هاجروا، لأنهم وجدوا من يتبنى مشاريعهم الفنية خارج البلاد لا داخلها».
 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024