استطاعت أغنية “هابي” لـ«فاريل ويليامز”، التي صدرت في 21 نوفمبر 2013، أن تحقق أكثر من 300 مليون مشاهدة عبر “اليوتيوب”، واحتلت المركز الأول في سباق الأغنيات بأكثر من 20 دولة، كما رُشحت لجائزة الأوسكار لأفضل أغنية. ولم يقتصر نجاحها على الدول الغربية، حيث امتد نجاحها إلى الدول العربية، بما فيها الجزائر، التي عرفت صدور عدة فيديوهات على إيقاعاتها بشوارع وأحياء مختلف المدن، يظهر فيها شباب وشيوخ وأطفال ونساء يمشون ويرقصون ويغنون “هابي” قام بإنجازها شباب مبدعون. ومن بين تلك الفيديوهات “هابي عنابة” و«هابي افري أوزلاقن”. جمعنا حديث مع منتجي العملين وكان هذان الحواران.
الشعب: نود أولا التعرف عليك؟
محمد نسيم حرز الله: أعمل كمنتج ومسؤول الإعلام بمؤسسة خاصة، أقطن بسيدي عمار ولاية عنابة، أسست رفقة صديق وكالة للإشهار وتنظيم الحفلات، أحب ميدان التصوير والإعلام الآلي منذ 1992، خطوتي الأولى في عالم السمعي البصري كانت في 2009، حين قمت بإنجاز فيديو كليب، إضافة إلى إنتاج أعمال خاصة بإيقاع “الهيب هوب”، شاركت في بلاتو تصوير فيلم لمحمد لخضر حامينا بالفيتنام، استفدت كثيرا من هذه المشاركة التي أعطتني فكرة أوسع عن مراحل تصوير وإخراج أعمال سينمائية محترفة، كما اكتسبت خبرة جيدة من خلال احتكاكي بالمشرفين على العمل. قمت بكتابة سيناريو لفيلم قصير أحضر لإنجازه منذ مدة، وبسبب غياب الدعم والإمكانيات لم يتم تجسيد المشروع، الذي أريده أن يكون في المستوى من جميع النواحي الفنية والتقنية ويبلغ الرسالة المرجوة.
* نتحدث الآن على “هابي عنابة”، كيف جاءت فكرة إنجاز هذا النوع من الأعمال، وماهي الأهداف المتوخاة منه؟
بصراحة فكرة إنتاج فيديو “هابي عنابة” جاءت منذ ظهور فيديو كليب “فاريل ويليامز”، الذي حقق رواجا في جميع دول العالم، ولكن تأخر نوعا ما لأننا كنا نريد أن ننجز “هابي عنابة” بجودة عالية من ناحية الإخراج والتركيب، بلقطات تشمل أجمل الأماكن في المدينة ومشاركة أكبر قدر ممكن من الأشخاص. أشرفت شخصيا على كل مراحل إنتاج هذا الفيديو بإمكانياتي الخاصة، وكنت الوسيط بين المشاركين في العمل، جمعنا موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، فأغلب من ظهروا في الفيديو لم أكن أعرفهم عدا الراقص هشام خليفي، ينتمون لمختلف الشرائح العمرية والمستويات الدراسية، حيث شارك طلبة وبطالون ومسنون وثلاثة راقصين، اتفقنا على اللقاء وقمنا بتصوير لقطات الفيديو في يوم واحد من الصباح إلى غاية السهرة، وقمت بتركيبه في وقت وجيز، اعتمدت على ثلاثة برمجيات وحمّلته على اليوتيوب في 4 أفريل 2014، حقق مشاهدة عالية واتصل بي عدة منتجين من الجزائر والخارج لمعرفة بعض التفاصيل خاصة فيما يتعلق بلقطة نهاية الفيديو التي نالت الإعجاب، وحاولوا معرفة وضعية التصوير والتركيب. تم بث الفيديو في الخارج وشاركت به في مسابقة بالولايات المتحدة، سمحت لي بالفوز بتربص هناك في الأشهر القادمة.
أما فيما يخص الهدف من العمل فهو محاولة لإبراز قدراتي وإمكانياتي في مجال الإنتاج السمعي البصري وإظهار مواهب الشبيبة الجزائرية في الميدان الفني، ومن خلال “هابي عنابة” عبرنا عن وجودنا وبأننا قادرون على إنتاج أعمال ناجحة وممتازة بلمسة فنية خارقة للعادة بأبسط الإمكانيات.
في رأيك كيف تتحقق السعادة؟
الشاب الجزائري كغيره من شباب دول العالم يصبح سعيدا لما تتوفر إمكانيات وظروف تجعله مرتاحا نفسيا وذهنيا ومهنيا، فقد يكون الحصول على وظيفة مصدرا للسعادة، كما أن توفر وسائل التسلية والراحة ووجود فضاءات للتعبير عن قدرات الشاب في الرقص والغناء وممارسة الرياضة تجعله سعيدا، هذا إلى جانب طبعا الصحة النفسية والروحية.
ما أود أن أقوله بالمناسبة هو أن الشاب الجزائري يحتاج إلى دعم ومتابعة دائمة لمشاريعه وإبداعاته، فمثلا في مدينة عنابة هناك شباب موهوبون كثر لم تتطور مشاريعهم بسبب غياب المرافقة والدعم.