زوّار من مختلف الأعمار لاستكشاف لوحاته

متحف باردو يستقطب العائلات خلال شهر رمضان

محمد مغلاوي

سهرات فنية وجلسات حميمية في ليالي ساحرة

محرز رابية: “استطعنا جلب أكثر من 500 زائر خلال مبادرة “موسيوم لونج باردو”

لبس متحف باردو بالعاصمة منذ بداية شهر رمضان حلّة جديدة، واستقطب زوّارا من مختلف الأعمار ليس لاستكشافه والاطلاع على اللوحات المعروضة فقط، بل للاستمتاع بالجلسات العائلية والسهرات الفنية المنظّمة بساحة وحديقة المتحف، تستمر إلى وقت متأخّر من الليل، خُصّص لها ديكور متميز يجمع بين الإبداع الفني والضوئي راعى فيه المنظّمون طبيعة المكان التاريخي.

هذه المبادرة التي تهدف إلى تنشيط متحف باردو وترسيخ ثقافة زيارة المتاحف، حملت تسمية “موسيوم لونج باردو”، هي نتاج تعاون بين إدارة المتحف ومجموعة “فابريك برود” التي يترأّسها محرز رابية.
وأكّد رابية لـ«الشعب” أنّ تنظيم هذه التظاهرات كان يراوده منذ تقريبا 5 سنوات حين كان طالبا جامعيا بفرنسا، مشيرا إلى أنّه تفاجأ لما تمّت دعوته لأخذ عشاء بمتحف بباريس، لكن الأمر كان عاديا بالنسبة لزملائه الطلبة الذين تعوّدوا على هذا النوع من الزيارات واللقاءات، مبرزا أنّه أحسّ براحة ومتعة بعد حضوره عدة سهرات ولقاءات هناك، وهو ما جعله يرغب في تجسيد الفكرة بالجزائر.
وأضاف أنّه قبل حوالي 6 أشهر من شهر رمضان، تمّ تقديم ملف للجهات الوصية من أجل تجسيد المشروع، وكان الرد إيجابيا من وزارة الثقافة وإدارة المتحف الذين ساندوا الفكرة لبعدها الثقافي والسياحي، وسُمِحَ لنا استغلال الحديقة والساحة دون المساس بالمبنى التاريخي. وذكر رابية أنّه تمّ تجهيز حديقة وساحة المتحف بـ 150 إضاءة وأجهزة صوت متطورة حتى لا تؤثّر الموسيقى على السكان المجاورين للمتحف، إضافة إلى وضع 9 كابلات لإضاءة الأشجار وأسوار المتحف من أجل إظهار جماليته وهندسته الرائعة للزائرين.
وكشف رابية أنّ المتحف عرف توافدا كبيرا للزوار منذ انطلاق السهرات، حيث وصل العدد إلى حوالي 500 زائر في اليوم، سواء لأخذ الراحة والاستمتاع بالموسيقى والعروض الفنية وتناول مختلف الحلويات، أو للاطلاع على اللوحات المعروضة بالمتحف، معتبرا أنّ هذا الكم الهائل من الزوار لا يقارن بالأيام العادية أين لا يتجاوز فيه 50 زائرا، “وهناك من أخبرنا أنّه لم يسبق له زيارة متحف، وبفضل هذه المبادرة ساهمنا في إعادة الحيوية للمتحف، كما كان للوفود الأجنبية والدبلوماسية حضور يومي للسهرات، الذين استحسنوا الفكرة وهذا ما سيشجّعنا أكثر لتقديم خدمات أفضل في باقي الأيام”.
وأشار رابية إلى أنّ المبادرة كانت نتاج مجهود جماعي بمساعدة مموّلين، وخصّصت لها أموال كبيرة وكل هذا من أجل تنشيط المتحف وإعادة ثقافة زيارة المتاحف التي غابت عن الجزائريين منذ سنين، موضحا أنّه بالإضافة إلى المغزى الثقافي والسياحي للمبادرة كان هناك مغزى اجتماعي “حيث يشتغل معنا 77 عاملا أغلبهم طلبة طيلة رمضان، وتكفّل حرفيون من القليعة بإنجاز ديكور السهرات، وهذا في حد ذاته نجاح ّ آخر”.
وقال رابية أنّ مهنته كصحفي ومنشط لا يمنعه من تنظيم مثل هذه التظاهرات، لأن الميدان الصحفي له ارتباط بالثقافة والفن والاتصال والكل متكامل، فالصحفي يقوم بتغطيات يومية لمختلف النشاطات يطلع على كل كبيرة وصغيرة تخص الحدث الفني والثقافي، وتجربته هذه تسمح له بمعرفة احتياجات الجمهور والنقائص الموجودة تمكنه من تجسيد أي مشروع فني أو ثقافي، معتبرا أنّ مبادرة متحف باردو ما هي إلا بداية لمشاريع أخرى مستقبلية في متاحف أخرى بالعاصمة، ولم لا بولايات أخرى عبر ربوع الوطن، مؤكدا أنّ الثقافة هي أكسجين المجتمع، لذلك لابد من تشجيع ودعم كل ما هو إبداع وفن وإبراز المكنوز السياحي الذي تزخر به بلادنا، داعيا الشباب إلى عدم التردد في تجسيد مشاريعهم السياحية والثقافية “حتى نجعل من الجزائر الوجهة المفضلة للسائح المحلي والأجنبي”.
ووجّه محرز رابية في الأخير شكره لوزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على الدعم المقدم لمبادرة “موسيوم لونج باردو”، داعيا الجمهور الاقبال بكثافة في الأيام القادمة على السهرات التي ستتواصل إلى غاية نهاية شهر رمضان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024