سمير خميسي (صاحب مبادرة التوعية المرورية) يفتح قلبه لـ«الشعب”:

قررت التنقل عـبر دراجة صغيرة الحجم من العاصمة إلى بشار لأوضح بأنـك “عندما تسـير ببـطء حتما ستصل”

حاوره : محمد فوزي بقاص

مبادرة فريدة من نوعها وشجاعة في نفس الوقت قرر القيام بها سمير خميسي،  حين تنقل من العاصمة إلى بشار بدراجة نارية من نوع “سكوتور”، بسرعة لا تتجاوز السبعين كلم في الساعة، جاء هذا بعدما دهست سيارة والدته وفر صاحبها لترمي بوالدته في الفراش بعد عجزها عن الوقوف على أقدامها مرة أخرى، مبادرة تستحق التشجيع من هذا الشاب الذي قرر تكثيف نشاطاته على المستوى الوطني قصد توعية أكبر عدد ممكن من السائقين عبر إنشاء موقع الكتروني أمان ووقاية للتوعية. فتح لنا قلبه في هذا الحوار :

الشعب : لو طلب منك تقديم نفسك لقراء الشعب ماذا تقول ؟
سمير خميسي : خميسي سمير مسؤول تسويق، في الثاني من جانفي الماضي قمت بمبادرة للتوعية المرورية، حيث قررت التنقل من العاصمة إلى بشار عن طريق دراجة نارية من نوع “سكوتور”، كي أبرهن للناس بأننا عندما نسير ببطيء سنصل حتما إلى المكان الذي نصبو إليه، واخترت “السكوتور” خصيصا لأنه من المستحيلات أن تقطع كل تلك المسافة بذلك النوع من المحرك وبدون أي ظروف راحة، كما أننا جسدنا على أرض الواقع المثل الشعبي الذي يقول “من يسير ببطء سيصل حتما”، وهي بداية لمجموعة من المشاريع المستقبلية بإذن الله التي ستمس كل التراب الوطني.
  وكيف جاءت الفكرة ؟
* الفكرة جاءت بعدما تعرضت الوالدة لحادث مرور بعدما دهسها سائق متهور وفر، الآن هو من قام بالخطأ والأم تعاني في فراشها من ويلات هذا الحادث المؤلم، ننتظر الآن كي تقوم بعملية جراحية نتمنى أن تكون ناجحة لكي تقف مرة أخرى على رجليها، وهو الأمر الذي جعلني أقرر القيام بهذه المبادرة رفقة أخي وزوجته، سنشرع في تقديم مخططاتنا لكل الجمعيات والسلطات المعنية لمساندتنا فيما نهدف القيام به، كما قمنا بإنشاء موقع الكتروني أمان ووقاية مخصص لكل ضحايا الطرقات، وهذا ما سيساعدنا على توعية كل السائقين وتمثيل كل هؤلاء الضحايا، قريبا وفي الفترة الصيفية سنقوم بثلاثة أنشطة في بلديتنا برايس حميدو والحمامات لتوعية الشباب، وهناك يوم توعوي خاصة أن تقرير عدد الضحايا جد ثقيل في بلديتنا، لذا قررنا بداية العمل على مستوى بلديتنا، وكذا تخليدا لذكرى القيام بأول ممهل طريق بالعاصمة على خلفية خروج سكان حي “ميرامار” للتنديد بسرعة السائقين التي أدت إلى وفاة العديد من سكان الحي، والحدث الكبير الذي نهدف إليه سيكون يوم 16 نوفمبر المقبل الذي يصادف التاريخ العالمي لضحايا الطرقات، وهنا قررنا أن نكون أربعة دراجين للتنقل في جولة عبر ولايات الوطن وكل واحد يمثل منطقة (الوسط، الشرق، الغرب، والجنوب) وسنمر عبر نفس الطريق التي مررت بها في المبادرة الأولى لكن هذه المرة ستكون عبر 3000 كلم وسنتوقف في بعض الولايات، الانطلاقة ستكون من العاصمة نحو سعيدة بعدها ستكون بشار وتيميمون وغرداية ثم المدية والعودة بعدها نحو العاصمة، وهذه المبادرة سيكون لها صدى كبير مقارنة بالأولى لأننا هذه المرة سنكون مصحوبين بالكثير من المتطوعين والمرافقين الإعلاميين. أنا أهدف إلى محاربة هذا العنف الممارس في الطرقات ولن أتنازل عن ذلك، خاصة بعدما تلقيت الدعم من محيطي ومن مختلف الجمعيات في مقدمتها جمعية البركة التي اتصلت بي بعدما اضطلعت على مشروعي، وهناك مركز الوقاية عبر الطرقات الذين دعموا خطوتي، الحمد لله ابتداء من شهر ماي سأبدأ في وضع كتاباتي في وزارة النقل ووزارة الداخلية وعند مديريات الأمن الوطني والدرك الوطني والحماية المدنية، بدأت التحضير ليكون الحدث الذي أحضره ناجحا، ولا نطلب شيء من السائقين سوى احترام قانون المرور وكل السائقين يلتزمون بالرزانة، ويجب على كل سائقي العربات بمختلف أحجامها أن يفهموا بأن السياقة هي الحياة ليس الموت، السياقة مسؤولية، ولسنا نلعب في “البلايستايشن”، كما أطلب من وزارة العدل أن تقوم بعقوبات ثقيلة على كل المتهورين في الطرقات، لأن ما يحدث في طرقاتنا غير مفهوم وغير مقبول في نفس الوقت، وليس السائق وحده الذي يتحمل المسؤولية فحتى الراجلين نراهم يتركون الأرصفة ويمشون في الطريق وهناك من يقطع الطريق السريع ويعرض نفسه للخطر.
حدثنا بعض الشيء عن الموقع الإلكتروني ؟
*  قمنا بتأسيس هذا الموقع خصيصا للتوعية، وسيساعدنا فيه كل الضحايا الذين يعانون من حوادث المرور، حيث ستبعث لنا مقالات لعائلات الضحايا الذين فارقونا ويقصوا لنا حكايتهم، وسنستقبل مقالات كل الضحايا الذين لازالوا على قيد الحياة بغية توعية أكبر عدد ممكن من متصفحي موقعنا الإلكتروني، يضع الصورة، الاسم واللقب وما هي قصته، وفكرته للحد من حوادث المرور التي تشهد تزايدا من سنة لأخرى في الجزائر.
 ولماذا اخترت الذهاب عبر دراجة وليس سيارة ؟
 *  لأني أعي بأن الأمر لن يكون سهلا وسيكون مذهلا في نفس الوقت شخص قطع مسافة من الجزائر إلى بشار عبر دراجة نارية صغيرة الحجم، لأن الأمر متعب جدا من الناحية البدنية وقمت بتحضير بدني كبير وتدربت كثيرا قبل انطلاقي، لأن الجلوس على “سكوتور” لأكثر من 12 ساعة ليس بالأمر السهل، خاصة أنه موجه للسير داخل المدن وليس عبر كل تلك الولايات، ومع خبرتي الكبيرة في سياقة الدراجات تمكنت من تسيير التعب والبرد القارص الذي واجهته طوال الطريق، ورافقني متطوعون رائعون، سنعيد الكرة هذه المرة، وإذا رأينا بأننا نجحنا، سنباشر في القيام بنفس العملية في المناطق السوداء في الجزائر على غرار ولاية المدية، سطيف وغيرها من الولايات عبر التراب الوطني التي تشهد عددا كبيرا من ضحايا الطرقات، وكمفاجأة سنجلب دراجين دوليين متطوعين من مختلف أنحاء العالم، وبدأنا في الاتصال بهم عن طريق الانترنيت.
 كلمة أخيرة ؟
 *  هناك عبارة لا أتحمل سماعها، عندما نخرج من المسجد حينما نصلي على الميت أو عند خروجنا من المقبرة كلمة “المكتوب”، صحيح أن الموت مكتوبة علينا، لكن الذي يجري بسرعة 200 كلم في الساعة ويقتل معه مجموعة من الناس ويقول بعدها الناس «مكتوب»، لا هذا ليس مكتوبا، الذي يشرب الخمر ويقوم بحادث مرور، هذا ليس مكتوبا، سائق دراجة الذي لا يرتدي الخوذة ويسقط، هذا ليس مكتوبا، هذا أعتبره قتلا عمديا، ومع أخي نحن نهدف إلى تحسيس مهندسي مدارس السياقة لأنه قبل أن يمر المرشح على الامتحان يجب أن يكون كفء للسياقة، وسأضحي من أجل نجاح مشروعي النبيل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024