ركز الرائد مصطفى لجنف إطار متقاعد في الجيش الوطني الشعبي في طرحه على أهمية اعتماد الموضوعية لوضع الأمور في نصابها بعيدا عن الذاتية والتضخيم ، خاصة و أن الأمر يتعلق بمؤسسة مهيكلة ومنظمة و لديها خارطة طريق ورؤية واضحة محددة الأهداف منذ الاستقلال.
في هذا الإطار وانطلاقا من التحديات التي تواجه الجزائر من كل حدب وصوب أوضح مصطفى لجنف ضيف «الشعب» انه يجب أن ندرك مكانتنا ونتعامل على هذا الأساس، وهو أمر تدركه القيادة العليا للبلاد، خاصة وأن بلادنا أصبحت دولة محورية في مجالها الإقليمي.
وأشار المتحدث، أن الجزائر بالنظر لإمكانياتها تسير بخطى ثابتة بما في ذلك الجيش الوطني الشعبي وهذا الأمر ليس وليد اليوم بل هو مبني على قاعدة نوفمبرية وخط سير الحركة الوطنية و تفكيرها ،و لهذا تم التركيز على اكتساب التسيير الذي لا يمنح حسبه مع اقتناء التكنولوجيات الحديثة، بل يكتسب ويجب أن يكون حسب ذهنية الأمة .
وعلى هذا الأساس اعتبر المتحدث أن المستوى الحالي للجيش الوطني الشعبي لا بأس به ومرضي، خاصة ما تعلق بمستوى العلوم، كون أن القيادة العليا للجيش أولت اهتماما كبيرا بهذا الجانب، مشيرا إلى أن التحديات اليوم و الرهانات فرضت منطقا آخر وغيرت من المفاهيم .
وأوضح الرائد لجنف أنه يجب ان نفهم أن القوة اليوم ليس فيما تملك من دبابات وطائرات و أسلحة بل في أن تكون حلقة من حلقات الانتاج العالمي، و لعل المتحدث يشير إلى ان الاحترافية اليوم تتطلب ذلك و لهذا يتم الاتجاه نحو التركيب و ربط علاقات استراتيجية مبنية على المصالح المشتركة.
نفس الطرح و التفكير الموضوعي تناوله ضيف «الشعب» عند التطرق لتاريخ الجزائر و كذا الجيش منذ الاستقلال و مختلف الهزات الارتدادية للنصر والظروف و تداعيات مرحلة ما بعد الاستقلال التي عرفت جراحة الجسد والنفس والأمة على حد قوله، فكان لابد من اختيار الحلول المناسبة لتلك المرحلة، داعيا إلى ترك التأريخ لأصحاب الاختصاص لأنهم يتطرقون إلى النتائج و مختلف زوايا الحدث بعلمية بعيدا عن الذاتية.