مجاهدون يؤكدون على ضرورة إعادة صياغة تاريخ الثورة

دعا المجاهدون المشاركون في منتدى جريدة «ديكا نيوز» الذي نظمته أمس عشية الذكرى 59 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، إلى ضرورة إعادة صياغة تاريخ الثورة، وتربية الأجيال على مبادئ أول نوفمبر، لغرس الروح الوطنية، لصيانته من الغزو الثقافي في زمن العولمة.
أكد المجاهد صالح القبي على أسس الثورة التحريرية، فهي مبنية على «السياسية، السلاح، الإدارة والدبلوماسية»، وان أول نوفمبر لم يأت صدفة، بل نتيجة تنظيم محكم من قبل المجاهدين والمهندسين لهذه المرحلة الحاسمة في حياة شعب عاش ويلات استدمار أزيد من قرن من الزمن مطالبا «بإعادة صياغة تاريخ الثورة لأنه مشوه».
بعد النكسات التي شهدتها المعارك والمقاومات منذ ان وطأت أقدام المستعمر الغاشم أرض الجزائر، جاء أول نوفمبر الذي كان نتيجة مخاض هذه التضحيات الجسام كما قال هذا المجاهد، والذي لولاه لما سمع العالم بالويلات والتدمير والإبادة الوحشية التي كان يتعرض لها شعب أعزل، حيث كان أول انتصار دبلوماسي للثورة إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال مؤتمر «باندونغ» يوم 20 ديسمبر 1954، والانتصار الثاني كان سبتمبر 1955 حين أدرجت القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن جهته وجه المجاهد يوسف ميسار ضابط سامي في جيش التحرير الوطني، حيث كان تحت قيادة قائد الأركان قايد صالح، دعوة للشباب إلى التشبع بالروح الوطنية، ومبادئ أول نوفمبر المجيدة، لتحصينهم من المحاولات التي تستهدف الهوية الوطنية وتشويه صناع أمجاد الجزائر.
وفضل هذا المجاهد ذكر بعض التفاصيل عن بعض الأحداث الهامة، كالأسلحة التي استخدمت في الثورة التحريرية، والتي كانت من بقايا السلاح الذي استخدم في الحرب العالمية الثانية، الذي زود به الجزائريين لمحاربة الألمان، وقد تم إخفاؤه في المزارع بالإضافة إلى الذخيرة الحربية والمؤونة اللازمة لشن هجومات على العدو الفرنسي.
كما دعا المجاهد مختار بوشيبة إلى المحافظة على القيم النبيلة لأول نوفمبر، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته الجالية الجزائرية في الخارج، حيث كانت القاعدة الخلفية للثورة، وساهمت بصفة فعالة في نقل الثورة إلى الخارج، بل إلى البلد المستعمر.
وأبرز المجاهد نقطة يراها هامة، تتمثل في الحصار الإعلامي الذي كانت تمارسه السلطات الاستعمارية، وإعطاء معلومات كاذبة ومشوهة لحقيقة الشعب الجزائري، مشيرا إلى التشويه التاريخي الذي قام به مؤرخون فرنسيون، وضرورة الانتباه إلى ذلك.