اعترف الباحث المختص في الإسلام وعلوم الدين، صهيب بن شيخ، من منبر «ضيف الشعب»، بأن هناك خوف من الإسلام في فرنسا، وأن العديد من الفرنسيين من أديان أخرى ينفرون من كل ما له علاقة بالدين الحنيف، نتيجة صورة التشدد والتطرف التي ترسخت في ذهنهم عن بعض المسلمين، ما انعكس سلبا على الجالية المسلمة بالديار الفرنسية، التي تعاني أصلا من التهميش والإقصاء في دولة علمانية قانونها يساوي بين جميع الفرنسيين بغض النظر عن ديانتهم وأصولهم، لكنها لم تعر اهتماما لهذه الجالية التي يبلغ عددها أكثر من خمسة ملايين نسمة، بإمكانها تقديم الكثير لوطنها فرنسا، مشيرا أن درجة هذا النفور تتصاعد أحيانا وتنخفض أحيانا أخرى حسب الظروف والأحداث .
وأوضح بن شيخ، في رده عن سؤال حول مسؤولية السلطات الفرنسية في ازدياد مظاهر الشغب في وسط المسلمين بفرنسا، ودفعها إياهم إلى ارتكاب العنف نتيجة تجاهلها لظروفهم الاجتماعية الصعبة واحتياجاتهم المختلفة، قائلا أن المسلمين يعيشون بين نارين، نار تخوف الفرنسيين منهم ونار التهميش والإقصاء، دفعهم إلى نهج سلوكيات متشددة وراديكالية وأضعفت فيهم الشعور بالانتماء للدولة الفرنسية، رغم أنهم ولدوا وتربوا هناك، «فمسلمو فرنسا الذين أغلبهم جزائريون وجدوا أنفسهم تحت ضغط اقتصادي اجتماعي مفروض عليهم فرضا، ووجدوا كل الأبواب موصدة في وجوههم، وفقدوا مكانتهم الاجتماعية بالمقارنة مع باقي أفراد المجتمع الفرنسي، وأصبح الحصول على تلك المكانة في بعض الأحيان مشروط بعدة شروط، هذا ما ولد ضغطا رهيبا على شباب المسلمين من بينهم الجزائريون، وجعلهم يزدادون تعلقا أكثر بأصولهم الجزائرية، وما لصافرات الاستهجان خلال عزف النشيد الفرنسي في المباراة الودية التي جمعت المنتخبين الجزائري والفرنسي لدليل على ذلك الشعور» قال بن شيخ.
واستغل صهيب بن شيخ الفرصة لدعوة السلطات الجزائرية إلى الاهتمام بالجالية الجزائرية في فرنسا، التي تعاني ـ كما قال ـ من عدة مشاكل، فهي سفيرة الجزائر هناك وجسر تواصل بين الضفتين، وبإمكانها المساهمة في دفع التنمية بالبلاد إلى الأمام، خاصة أنها اثبت في أكثر من مناسبة عن قدرات هائلة وعن مدى تعلقها بالوطن في كل الظروف والأوقات.
يواجهون يوميا حملات أسلاموفوبيا
مسلمو فرنسا يشعرون بالإقصاء والتهميش
محمد مغلاوي
شوهد:1298 مرة