لا خيار أمام اليمنيين إلا بإقامة دولة حديثة، قوامها مؤسسات قوية هذا ما أكده لنا أمس الوفد الشباني اليمني الذي نزل ضيفا على جريدة « الشعب» لأن مفهوم الدولة حسبهم لم يرتق إلى السقف المأمول الذي كان الكثير من أبناء هذا الوطن شغوفين به وعملوا كل ما في وسعهم قصد تجسيده في الميدان وهذا عن طريق فتح الطريق أمام الأحزاب السياسية والانتخابات النيابية والرئاسية وكذلك توسيع دائرة المجتمع المدني كل هذه الآليات تعد بمثابة البوادر الأولية للاقتراب من مصطلح الدولة.
وبالرغم من تسجيل محاولات في هذا الشأن الا أن عقلية أو ذهنية القبيلة أثرت تأثيرا مباشرا في هذا الاستعداد ملحقة ضررا معنويا بمصالح الشعب اليمني ومعطلة كل انطلاقة ضاربة للتخلص من سلبيات الماضي التليد وسلطة القبيلة في اليمن ليست بسيطة كما يعتقد البعض وإنما هي «فكر» قائم بذاته هو جزء لا يتجزأ من تركمات الشخصية اليمنية، التي ترى بأن تركيبة المجتمع في هذا البلد سارت وتسيير على هذا النحو، لذلك فمن الصعوبة بما كان أن تجد البديل بالسهولة التي يتصورها البعض خاصة أنصار بناء الدولة اليمنية الحديثة.
وأكد لنا الوفد الشباني اليمني بأن طبيعة المجتمع معقدة ومتداخلة إلى درجة كبيرة بالاضافة إلى وجود عوامل خارجية لها تأثير مباشر على مايجري، صعبت كل مبادرة في هذا الاتجاه أي إقامة الدولة بكل مؤسساتها المتعارف عليها في العالم وفي هذا الشأن فإن شايف جار اللّه، مستشار وزارة حقوق الانسان طرح إشكالية تطبيق القانون على الجميع دون العودة إلى مقاييس معينة قد تكون موجودة عند شخص معين.. وغير متوفرة عن فرد أخر ولابد حسب الوفد الشباني اليمني من العودة إلى مفهوم الدولة وعدم تغييبه لأسباب ذاتية أو موضوعية.
من ذهنية القبيلة.. الى مفهوم الدولة
جمال أوكيلي
شوهد:1277 مرة