أكد مدير الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية بشارأحمد تادبيرت، في حوار مع “الشعب” أن مشروع المزرعة النموذجية لتربية المائيات التي تم تدشينها من طرف الوزير مؤخرا من شأنها إنتاج أزيد من 50 طنا في السنة وسيعزز إمكانيات الولاية في إنتاج أسماك المياه العذبة.
«الشعب”: كيف تقيّمون العمل المنجز والنتائج المحقّقة بالقطاع؟
أحمد تادبيرت: يحظى هذا القطاع باهتمام خاص باعتباره موردا أساسيا ومهما في تنمية الاقتصاد المحلي، ففي ولاية بشار تم انجاز العديد من المشاريع منها المزرعة النموذجية لتربية المائيات بـ “بوكايس” والتي كلفت خزينة الدولة 120 مليون دينار، ومن شأنها أن تنتج سنويا أكثر من 50 طنا، وهذا المشروع يصنف ضمن المشاريع المسجلة والخاصة بتنمية مناطق الجنوب والمناطق الريفية حيث تم الانتهاء منه وتم استلامه في بداية شهر فيفري، وقد تم وضع هذه المزرعة تحت تصرف المركز الوطني للبحث وتنمية تربية المائيات من أجل تسييرها وهذه الأخيرة توّفر 16 منصب عمل موزع كالتالي، منها مهندس دولة في تربية المائيات و 06 حراس وسائقين وتقني سامي في تربية المائيات بالإضافة إلى 06 عمال مهنيين، ويتم خلال سنة 2015 توظيف ملحقين بالبحث، مهندسين دولة لدعم البحث بالإضافة إلى تقني سامي لدعم البحث، ضف إلى ذلك فإن المزرعة تمت زراعة الأحواض بها بحوالي 1200 من البلاعيط لعدة أنواع من الأسماك وقد يصل عدد المناصب بالمزرعة إلى 50 منصبا مباشرا.
وما هي الأفاق المستقبلية لهذه المزرعة؟
المزرعة ستكون بمثابة مزرعة نموذجية لتشجيع المستثمرين الراغبين في الاستثمار وفي مجال تربية المائيات، وكذلك تخصيص البحث العلمي في هذا المجال وفك العزلة عن المناطق الريفية والمساهمة في الحد من النزوح للمناطق الحضرية وتوفير مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، مع المساهمة أيضا في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير أسماك طازجة للمستهلك.
توجد العديد من المسّطحات المائية بولاية بشار، هل تم استغلالها في استزراع السمك؟
عندما نتحدث على المسّطحات المائية المستغلة لزراعة الأسماك، فإن سد جرف التربة ببشار يعد المركز الرئيسي باعتباره مرفق دائم المياه حيث بدأنا عملية زرع الأسماك سنة 2002 بـ 195 نوع ما يسمى بـ “البلطي النيلي” ثم سنة 2006 بـ 200.000 سمكة من نوع الشبوط الفضي و 50.000 سمكة من الشبوط ذو الفم الكبير وتليها سنة 2013 بـ 1900.000 سمكة من نوع الشبوط الصيني، حيث أعطت عمليات الزرع تحقيق إنتاج من السمك يقدر بـ 107 طن سنة 2013 لينخفض سنة 2014 إلى 3 طن للأسف ما يلاحظ انعدام الانتاج نظرا لغياب المستثمرين، رغم كل المحاولات التي قامت بها مصالح المديرية حيث تم نشر إعلانات على مستوى مديريات الصيد البحري وغرف الصناعة والتجارة عبر كل ولايات الوطن، كما تم انتاج 82.94 طن بسد بريزينة بولاية البيض رغم صغر السد وضعف كمية الأسماك المزروعة وهذا من جانب الصيد القاري.
أما بالنسبة لإنتاج السمك الخاص بالصيد الترفيهي حيث يمارس هذا النشاط الصيادين الهواة المنخرطين في الغرفة المشتركة ما بين الولايات للصيد و تربية المائيات و كذا بعض الجمعيات وعددهم الإجمالي وصل إلى أكثر من 400 صياد، كما قدر الإنتاج السمكي للصيد الترفيهي في سنة 2014 بأكثر من 35 طنا من سمك الشبوط العادي والباربو - هذا حسب الكمية التقديرية - كما أشير الى شيء آخر أن الأحواض المستزرعة قبل سنة 2014 وصل عددها إلى 11 حوضا و كمية الأسماك بـ 6875 من نوع و30 حوضا بكمية 50.000 من نوع الشبوط الملكي موجه للإنتاج السمكي الخاص بأحواض الفلاحين ويبقى الإنتاج متذبذب وغير دقيق.
وماذا عن جانب التكوين والتحسيس؟
افتتح سنة 2014 فوج يضم أعوان تربية المائيات وهذا بمركز التكوين المهني والتمهين بالقنادسة في إطار الشراكة مع القطاعات الأخرى وتضم 17 متربصا.
أما من جانب التحسيس والإرشاد فيتم عبر ملتقيات وحصص إذاعية أو مقالات صحفية وتم أيضا تنظيم خرجة ميدانية إلى سد جرف التربة و بالتنسيق مع محافظة الغابات لولاية بشار قصد الاطلاع على وضعية حيوان كلب الماء المتواجد هناك، مع تنظيم مسابقات في الصيد الترفيهي في سد جرف التربة و حضر أزيد من 230 متسابق مع تنظيم ملتقى جهوي حول البرنامج العملي “أكواباش 2020” بحضور ممثل عن وزارة الصيد و ممثلين عن القطاعات التي لها صلة مع القطاع لولايات الجنوب الغربي. ونظمت أيضا خرجات ميدانية لمعاينة المشاريع المنجزة وكذا المسطحات المائية لتثمين الموارد الصيدية وأفاق استغلالها بالتنسيق مع خبراء من المركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات وممثل عن الوزارة الوصية، كما تم المشاركة في اليوم الإعلامي الذي نظمته الغرفة الفلاحية لولاية بشار بدائرة بني عباس بمناسبة اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي. كما أشير أن المديرية دائما تعمل بالتنسيق و التشاور مع الجمعيات الناشطة في الميدان والغرفة المشتركة بين الولايات للصيد البحري و تربية المائيات.
كما أن جمعية صيادي الصيد القاري تضم أكثر من 350 منخرط وتنسق باستمرار مع المديرية في نشاطاتها وخاصة مسابقات الصيد الترفيهي. من جهة أخرى استقبلنا عدة طلبات لإنشاء مزارع لتربية المائيات وهي 04 ملفات موجودة على مستوى ENCEJ للحصول على مركبات صيد وشاحنات التبريد. أشير أيضا أن هذه المشاريع ستوفر أزيد من 219 منصب عمل وقد تصل إلى إنتاج ما يقارب 700 طن من الأسماك.
استفادت المديرية من مشروع إنجاز مقر جديد، أين وصلت الأشغال؟
هناك مشروع انجاز مقر مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بغلاف مالي يقدر بــ 65 مليون دينار حيث تم الانتهاء من انجاز الأشغال الكبرى بـ 12.090.656 دج و مدة الانجاز تقدر بـ 05 أشهر كما أن عملية الانطلاق في الشطر الثاني من المشروع بمبلغ مالي مقدر بـ 46.696.416 دج ومدة الانجاز بـ 12 شهرا، مع العلم أن نسبة الانجاز الفيزيائي بلغت 60 % و من المتوّقع تسليم المشروع شهر ديسمبر 2015 ، و لا يفوتني بهذه المناسبة أن أنوّه بالدور الكبير لوالي الولاية الذي عمل على توفير جميع الإمكانيات اللازمة للقطاع.