قطعت جريدة “الشعب” التي نحتفل اليوم بخمسينية تأسيسها أشواطا كبيرة في مسارها الاعلامي الهادف، بالرغم من العراقيل التي إعترضتها. فكانت بذلك أم اليوميات الصادرة فيما بعد باللغة العربية وأدت رسالتها النبيلة بعد الاستقلال بكل إخلاص، وكانت مواضيعها تهتم بإنشغالات المواطن.
وقد إرتبط إصدار العدد الأول من الجريدة بذكرى مظاهرات الــ 11 ديسمبر 1960، التي تعبر عن كفاح الشعب الجزائري، وإلتفافه حول جبهة التحرير الوطني الممثل الشرعي والوحيد له. كما أن إسم اليومية أختير تبركا بشعبها المجيد. وبالتالي فنحن نحيي الذكرى المزدوجة لهذين الحدثين الهامين.
وبفضل تظافر جهود صحافيين وتقنيي وإداريي الجريدة، إستطاعت إجتياز المحن والمؤامرات التي كانت تحاك ضدها من أجل القضاء على لغة الضاد، حيث شهدت اليومية تطورا ملحوظا خلال الفترة 1985و1989، و ارتفع عدد صفحاتها من 12 صفحة إلى 16 صفحة من الحجم الكبير، وعرفت تحسنا شكلا ومضمونا.
من خلال الملاحق المتخصصة التي أصدرتها كالشعب الثقافي والرياضي والاقتصادي والدبلوماسي، لتأسس فيما بعد منتدى »الشعب« للدراسات الاستيراتيجية الذي استطاع في وقت وجيز تنظيم خمسين ندوة فكرية نشطها نخبة من المفكرين والمثقفين، وكذا الباحثين من داخل وخارج الوطن، حيث تطرقوا للقضايا الراهنة التي تشغل العالم.
وتوصل المركز إلى إبرام اتفاقيات مع خمس جامعات جزائرية و22 مركزا للدراسات الاستيراتيجية. وباعتبار الجريدة لسان الشعب الجزائري وتتضامن مع القضايا العربية العادلة، فقد خصصت لإخواننا الفلسطينيين ملحقا أسبوعيا يصدر كل يوم خميس يدعى »الشعب المقدسي«، والذي يتناول القضية الفلسطينية وتطوراتها والتجاوزات التي تقوم بها الهمجية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية ولا تزال، ثم غيّر اسم الملحق إلى »الأسير«.
وبمجيء المديرة الجديدة للجريدة أضفت عليها العديد من التحسينات، كالصفحة الخاصة بالصحة، التاريخ، الشباب والمرأة دون التخلي عن الملفات المحلية، الاقتصادية، الرياضية وتلك المتعلقة بالقسم الدولي.
وللترفيه عن القارئ وجذبه استحدثت صفحة سميت قطوف وحروف، وكانت صاحبتها ذكية في اختيار النكت والمعلومات التثقيفية والأمثال وكذا القصص القصيرة، التي تحمل عبرة ودرس لكل شخص كونها تتناول مواضيع نعيشها في عصرنا الحالي.
وبهذا تبقى جريدة »الشعب« أم الجرائد التي تخرّج على أيديها أقلاما صحفية لامعة، بالرغم من التنافس الذي تواجهه حاليا من قبل الجرائد الخاصة التي ظهرت حديثا في ظل التعددية الإعلامية، والتي تهتم بجانب الاشهار والترويج أكثر من إعطاء المعلومة النزيهة.
50 سنة من الإعلام الهادف
سهام بوعموشة
شوهد:1925 مرة