شخص أمس نخبة من الشخصيات الرياضية وتقنيين في كرة القدم نظام الإحتراف الحالي.. بعد موسمين ونصف من دخوله حيز التنفيذ وبلوغه مرحلة متقدمة من التطبيق مشيرين إلى أن المعاينة الأولية تصنف هذا «العمل» في خانة عدم القدرة في التوجه إلى عمق الأشياء والإكتفاء فقط بالأمور السطحية التي لا تدفع إلى تحقيق الغاية المنشودة من كل هذا الخيار في رياضة هي الأكثر شعبية في العالم.
وإجتهد كل من اللاعبين القدامى عبدوش وشعيب وعيبود والحكم برڤي من أجل تشريح واقع الإحترف في الجزائر.. على ضوء حركية هذه اللعبة من كافة الجوانب التنظيمية والتقنية والمالية وكذلك مجال التكوين.. وإلتقت كل هذه الآراء في مصب واحد وهو أن الإحتراف مازال يتطلب الكثير من الإرادات القوية من أجل الإرتقاء به إلى مصاف أخرى.
ودار النقاش جله حول هذه النقطة التي أخذت قسطا وافرا من الأخذ والرد إلا أن ما سجلناه ـ للأسف ـ هو كل هذا التحامل على «تجربة الإحتراف في الجزائر»، إلى درجة أننا لم نسمع ولو كلمة واحدة عن مزايا هذه المحاول من ناحية الولوج في أسلوب عمل جديد يختلف إختلافا جذريا عن سابقيه خاصة من ناحية تغيير الذهنيات.. والتحضير النفسي لآفاق واعدة تسمح بالإنتقال إلى وضعية لا يكون فيها الهامش للعواطف والحالة الإجتماعية كما كان الأمر سائدا خلال العشريات الماضية.
وإنما اليوم وفي خضم مجرى الإحتراف هناك الدعوة الملحة للمسؤول الأول على الفريق من أجل الذهاب إلى طرق تسيير عصرية تستند على تدعيم آليات المحاسبة وتعزيز أدوات المراقبة حتى وإن كان ذلك يعد صعبا من نواحي عديدة لكن من الضروري الدفع بالكثير إلى الإتكال على كفاءاتهم من كل الجوانب وبالتحديد التحكم في مصادر التمويل، وإيجاد المداخيل لديمومة الفريق إلى آجال معينة، ومثل هذه الأشياء تأتي رويدا رويدا، ومع مرور الوقت فإن الهاوي يتحول آليا إلى محترف، لأن القوانين المسيرة لهذا القطاع شهدت نقلة نوعية من ناحية تنظيم الإحتراف وإن كانت أحيانا لا تتماشى مع الوضع الراهن، إلا أنها في نهاية المطاف ستتكيف مع البقية المتبقية ونقصد بذلك إستحداث ذلك التكامل والتوافق في النصوص.. لتكون لها أبعاد منطقية مع التوجهات القطاعية الأخرى كدفع الضرائب وغيرها ويمكن في مرحلةمعينة من سيرورة الإحتراف أن تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي.. ونعني بذلك تجاوز الوضع الحالي، لاصدار المزيد من القوانين لتجذير الإحتراف.. ولا يمكن في الوقت الحاضر إحداث المزيد من التداخل والخلط على هذا المسعى.
والتساؤلات الصادرة عن الكثير من متتبعي كرة القدم في الجزائر عن طبيعة الإحتراف المطبق حاليا.. نابع من غيرتهم وحبهم لهذه اللعبة إلى درجة أن اللاعب القديم لشبيبة القبائل عيبود إغرورقت عيناه بالدموع.. عندما آثار مختار كلام وضعية اللاعبين القدامى الذين يجدون في وضعية يرثى لها في الجانب الإجتماعي.. ورغبتهم العميقة.. وآمالهم الكبير هو أن يتم إصلاح هذا الوضع فورا وفي أقرب الآجال حتى لا يتواصل الحديث عن السلبيات فقط، وتتطور كرة القدم في الجزائر.
تشخيص دقيق ونقاش مثمر حول الاحتراف
عمل مضني وشاق ينتظر الجميع
جمال أوكيلي
شوهد:1561 مرة