بعثت حركية داخل مجلس الأمن الدّولي

الجزائر المنتصرة تعيد أمّهات القضايا للواجهة

آسيا قبلي

حمايـة الأصـول اللّيبيـة المجمّـدة..إنجــاز جزائــري تاريخي

 لقي نشاط الجزائر، ممثلة في وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، السيد احمد عطاف، وبتكليف من رئيس الجمهورية، احترام واستحسان الدول الأعضاء من الدول العربية والافريقية خصوصا، كما لقيت الثناء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، الذي أجرى معه محادثات ثنائية استعرض خلالها الجهود المشتركة الرامية إلى إعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وخدمة قضايا السلم والتنمية في العالم على ضوء أولويات الرئاسة الجزائرية لمجلس الأمن، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة غداة دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 أثنت نائب الأمين العام للأمم المتحدة على حرص الرّئاسة الجزائرية على الربط بين المسائل الأمنية والتنموية، وكذا السياسات القائمة على حقوق الإنسان في صياغة الجهود الإفريقية لمكافحة الإرهاب.

إقامـة دولـة فلسطينيـة

 تعهّدت الجزائر، بصفتها رئيسا لمجلس الأمن الدولي لشهر جانفي، بالوقوف على متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والحرص على الالتزام التام به، وفي هذا السياق أكّد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، احمد عطاف، أنّ الجزائر ستأخذ على عاتقها من خلال رئاستها لمجلس الأمن متابعة هذا الاتفاق”، وشدّد على حرصها على متابعة تنفيذه وتقييمه مرحليا، وكذا التدخل لرفع الحواجز والاختلالات به إن ظهرت في تطبيقه”.
وبصفته مبعوثا لرئيس الجمهورية، ورئيسا للاجتماع المخصص للشرق الأوسط، الذي التئم منتصف الأسبوع الجاري، أكّد عطاف أنّ وقف إطلاق النار في غزة لن يكون شاملا ونهائيا ومستداما، إلا إذا استند إلى عملية سياسية هادفة ومتبصرة وجريئة وصادقة تضع نصب أولوياتها تحقيق التسوية النهائية للقضية الفلسطينية، وفق صيغة حل الدولتين المتوافق عليها دوليا.
كما أكّد سعي الجزائر إلى “تحصين حل الدولتين الذي تقرّه الشرعية الدولية بالحفاظ على مقومات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة، وتمكينها من العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة، وكذا تعزيز الاعترافات الدولية بها في أفق المؤتمر الدولي المقرر انعقاده منتصف 2025.
وأعرب في السياق عن مواصلة الجزائر لدورها المعهود في كافة الجهود الدولية للتكفل بالاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة فور رفع الحصار الجائر المفروض.
من جهة أخرى، ينظّم مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بدعوة من الجزائر وروسيا، اجتماعا يخصّص للوضع الذي يعيشه الأطفال في غزة، جراء الجرائم التي يقترفها الاحتلال الصهيوني خلال حرب الإبادة التي شنّها طيلة 15 شهرا ضد قطاع غزة

حمايـة إفريقيــا من الإرهـاب

 سلّط وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، احمد عطاف، خلال ترؤّسه اجتماعا رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي، خصص لملف الإرهاب في قارة افريقيا، الضوء على خطورة الظاهرة التي تؤرق القارة السمراء، مؤكّدا إرادة الجزائر في إعادة إقحام المجموعة الدولية، وإعادة تسليط الضوء من طرفها على آفة الإرهاب في أفريقيا، التي أصبحت تتميز ببعض الخصائص، وأشار في السياق إلى انتشار الظاهرة بشكل مخيف في القارة، ما حوّل منطقة الساحل إلى بؤرة جديدة للإرهاب العالمي بتسجيل 48 بالمئة من الوفيات الناجمة عنه في العالم. وقدّم الوزير عطاف أرقاما صادمة عن أعداد الهجمات الإرهابية، وعدد الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الهجمات، مما يجعل القارة أمام “جيوش إرهابية”، بدل جماعات إرهابية كانت تنشط بشكل منفرد إلى وقت قريب. وأكّد أنّه في وقت تتراجع ظاهرة الإرهاب في مناطق أخرى من العالم كانت بؤرة، تحوّلت أفريقيا إلى بؤرة جديدة لانتشار توسّعه، وهذا ما يستدعي تسليط الضوء على مكافحة الظاهرة، وتكاثف الجهود الدولية لدعم جهود القارة في مكافحة الظاهرة، التي ستكون نتائج القضاء عليها في القارة في صالح العالم أجمع. وقد أثنت الوفود المشاركة المقدّرة بسبعين وفدا من داخل وخارج القارة بجهود الجزائر الدبلوماسية بشأن الملف.

إنجاز تاريخي

 وفي إطار الدّفاع عن مصالح الدول الأفريقية، ونصرة القضايا العادلة، حقّقت الجزائر إنجازا مهما على الساحة الدولية، لدى ترؤّسها جلسة بخصوص ليبيا، ويتمثل في حماية الأصول الليبية المجمدة، بعد موافقة المجلس على السماح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإعادة استثمار الأصول الليبية المجمدة في المنظمات المالية الدولية، ما يفضي إلى حماية هذه الأصول من التآكل وضمان الحفاظ على قيمتها وعوائدها، بما يخدم مصالح الشعب الليبي، ويمنح ليبيا فرصة أكبر لتتبع مصير أموالها بشكل دقيق وواضح.
كما أكّدت الجزائر رفقة المجموعة الأفريقية “أ3+” عن “التزامها الراسخ بعملية سياسية بقيادة وملكية ليبية تحت مظلة الأمم المتحدة “ مع “الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة وإلى احترام كامل لوحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها”. كما دعت المجلس إلى تحمل المسؤولية في دعم الشعب الليبي بتوفير البيئة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وجامعة تسمح للشعب الليبي ببناء مستقبل أفضل.

اجتماعات مع النّظـراء

 وإلى جانب النّشاطات المكثّفة لإعلاء قواعد القانون الدولي، وحلّ النزاعات بالطرق السلمية ونصرة القضايا العادلة، التقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج والشؤون الأفريقية عددا من نظرائه من الدول الشقيقة والصديقة، تمّ خلالها استعراض التقدم المحرز على درب توطيد الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول مجموعة من المسائل المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن”، والأوضاع الخاصة في بعض الدول على غرار الصومال وليبيا ورواندا من أجل تعزيز التعاون الثنائي وتنسيق المواقف.
وقد استطاعت الجزائر من خلال نشاطها ذاك، تجميع أكبر عدد ممكن من الدول حول القضايا العادلة، وفي هذا السياق استحوذت الأوضاع في الشرق الأوسط، على رأسها القضية الفلسطينية على حصة الأسد من نشاط البعثة الدبلوماسية الجزائرية في مجلس الأمن الدولي، ولاقت شبه إجماع دولي نظرا لكونها موضوع الساعة، ونظرا لامتدادات العدوان الصهيوني إلى دول الجوار في لبنان وسوريا والى إيران واليمن. وأوفت الجزائر بالتزاماتها التي حدّدتها في أجندتها لدى انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، فيما تعلق بالوضع في الشرق الأوسط، والمرافعة للقضايا العادلة ومسألة مكافحة الإرهاب في أفريقيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19680

العدد 19680

الأربعاء 22 جانفي 2025
العدد 19679

العدد 19679

الثلاثاء 21 جانفي 2025
العدد 19678

العدد 19678

الإثنين 20 جانفي 2025
العدد 19677

العدد 19677

الأحد 19 جانفي 2025