أبنـاء الجاليـة جاهـزون لنقـل المعـارف والمهــارات والتكنولوجيـا
أكّد البروفيسور توهامي مقراني بقسم الهندسة الكيميائية والطاقة بجامعة جنوب افريقيا، أن البرنامج الجزائري لتنمية الطاقات المتجدّدة يشهد تطورا ملحوظا، وهذا بفضل عدة عوامل أهمها إدراجها تحت وصاية واحدة وهي وزارة بالطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، إلى جانب وضع مشروع طموح لإنتاج 15 ألف ميغاوات من الطاقة الشمسية منها 3 آلاف ميغاوات قيد الإنجاز.
أشار البروفيسور مقراني في تصريحه لـ«الشعب”، إلى دعوة رئيس الجمهورية الجادة والصريحة والمباشرة للجالية بالخارج للانخراط بفاعلية في ديناميكية التنمية الوطنية، والتي كانت محل تثمين من قبلهم، داعيا السلطات العليا للبلاد لوضع آليات ترسّخ ذلك، وإزالة جميع العوائق الادارية من أجل مشاركة فعالة ومجدية وفي أقل وقت ممكن.
تأتي الدعوة انطلاقا من كون أن رئيس الجمهورية يؤمن بالإمكانيات الهائلة لأبناء الجالية التي لها مكانتها ضمن أفضل المؤسسات والشركات الكبرى، ويمكن التعويل عليهم في نقل المعارف والمهارات في إطار التعاون ضمن منطق رابح - رابح، والاعتراف وتقديم التسهيلات اللازمة في الجزائر خاصة في الميادين المصنفة بالاستراتيجية.
وذكّر د - تهامي بورشة عمل مخصصة لتطوير شعبة معدن الليثيوم بوهران، والتي سلّطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمعدن الليثيوم، المعروف بـ “الذهب الأبيض”، واستكشاف إمكاناته الواعدة في الجزائر كأحد الموارد الأساسية لتعزيز التحول الطاقوي، ما يؤكد على الرؤية الطموحة التي يقودها رئيس الجمهورية، الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني عبر استغلال الثروات الاستراتيجية الكامنة في البلاد.
في السياق، أشار إلى تصريح الوزير عرقاب الذي تحدّث فيه عن ضرورة تطوير هذه الشعبة والتوجه نحو صناعة البطاريات، وقد تمّ دعوة الخبير الدولي البروفيسور كريم زريب من كيبيك بكندا، ما من شأنه المساهمة في تدريب الباحثين الجزائريين في مجال البطاريات وكذا في إعادة التدوير.
الهيدروجــين الأخضـر
وحسب المختص في مجال الهندسة الكيميائية والطاقة، تتزامن هذه الورشة مع مشروع الهيدروجين الأخضر الجزائري، الذي تمتلك الجزائر فيه إمكانيات هائلة أكثر من غيرها من الدول الإفريقية، حيث أشار إلى خبرته في هذا المجال لـ 25 عاما الماضية، وعمله على خلية وقود الهيدروجين في جنوب أفريقيا.
وكشف المتحدّث عن مشروع له مع شركة جنوب أفريقية تقوم بتصنيع “PEMEA A« قلب خلية وقود الهيدروجين غير القابلة للاحتراق، والذي سيشرع في إنجازه بداية هذا العام معه من خلال لقاء أفريقي مع الاتحاد الأوروبي حول الطاقات المستدامة، يجمع بين عدة شركاء منها جامعة”Unisa” الجنوب أفريقية التي يعمل بها، ومدرسة البوليتكنيك في ميلانو بإيطاليا، ومؤسسة ألمانية مختصة في التحليل الكهربائي لخلية وقود الهيدروجين، حيث سيكون هذا المشروع مح تطوير وتصنيع بجنوب أفريقيا ثم في الجزائر حسب الطلب طبعا.
في السياق، يرى د - تهامي أنه لنقل أحدث ما توصل إليه من علوم وتكنولوجيا، يجب تكثيف التعاون بين المؤسسات الجزائرية من جامعات ومراكز بحوث وطنية ومراكز شركات الجزائرية والجالية الجزائرية بالخارج سيما خاصة بأوروبا وشمال أمريكا، من خلال المشاركة المباشرة للجالية المتخصصة بالخارج في انشاء شركات ناشئة في الجزائر ذو كفاءة عالمية خاصة الشركات الرائدة.
وحسب الأستاذ يمكن للجزائر تحقيق الكثير خاصة بعد تحول أنظارها إلى افريقيا التي تعد سوقا تجارية كبيرة وبواحد مليار و300 مليون ساكن، ومع وجود المنطقة التجارية الافريقية الحرة، فالجزائر يمكنها أن تحول فائض إنتاجها في أي مجال للدول الافريقية، على غرار الزراعة مثلا والتي تعد من أهم استثماراتها الحالية، وما عليها سوى تقديم التسهيلات اللازمة للاستثمار والتصدير انطلاقا من الفرص التي يمنحها قانون الاستثمار، مشيرا إلى ضرورة تبني امتيازات خاصة حسب نوعية المشاريع فهي ليست متشابهة، فهناك مشاريع متكاملة وأخرى استراتيجية.
وأكّد د - مقراني الذي يمثل مجموعة من الجالية الجزائرية في جنوب افريقيا أنهم يحاولون الترسيخ لتعاون تجاري بين الجزائر وجنوب افريقيا، خاصة بعد الزيارة التاريخية لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوز للجزائر، عبر تقديم عدة مقترحات في مجال الطاقة والمناجم، الصناعة الميكانيكية خاصة المناولة في صناعة السيارات، الصناعة التحويلية للحديد، البناء، الزراعة، تربية المواشي والسياحة.