دور هـام في تجديـد الحظـيرة الوطنيـة للحافـلات
النقيــب لرقــم: المساهمـة في إنشـاء قاعدة صناعيـة متينـــــة ومستدامـة
الرائد جلوات: تطوير الصناعة الميكانيكية عبر المناولة والمناولة العكسية
الرائد غوالي: عرض منتجات جديدة وأخرى لاقت رواجا كبيرا وسط الزبائن
تحقّق الصناعات العسكرية نموا سريعا وتطورا لافتا، بفضل انخراطها العميق في التطور التكنولوجي وحرصها القائم على الرفع من حجم نسب الإدماج، ولا يقتصر دورها على تلبية طلب المؤسسة العسكرية بل حريصة على تلبية الطلب في السوق الوطنية، وهذا ما عكس الإقبال الكثيف لزوار الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري على مختلف أجنحتها وانجذابهم للعديد من الصناعات وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن التجربة رائدة تؤسس لصناعة وطنية قوّية ومستدامة.
درون “أوراس 700” للمراقبة والقضاء على الحرائق، جذب جناح مؤسسة تطوير إنتاج أنظمة التكنولوجيا المتقدمة التابعة للناحية العسكرية الأولى اهتمام الجمهور والمتعاملين الاقتصاديين على حد سواء وليس غريبا، لأنها تعكف على تصنيع “الدرون” أو الطائرات بدون طيار.
وتقربت “الشعب” من النقيب سلمان لرقم للوقوف على منتجات المؤسسة والمواكبة التكنولوجية، وأكد أن المؤسسة مختصة في تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى توفيرها الدعم التقني للوحدات الجوية من حيث صناعة التسليح وهياكل الطائرات بكل أنواعها والمصنوعة من المواد المركبة.
وذكر أنه تنفيذا لتوجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تشارك المؤسسة في الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري، بهدف المساهمة في إنشاء قاعدة صناعية متينة ومستدامة، إلى جانب تعريف الجمهور الجزائري بنشاطات المؤسسة العسكرية في المجال الاقتصادي والصناعي بهدف إثراء الإنتاج الوطني.
ومن بين الطائرات بدون طيار المصنعة على مستوى المؤسسة، استعرض النقيب لرقم كل من طائرة من دون طيار صغيرة الحجم رباعية المروحيات “أوراس 700”، وطائرة بدون طيار صغيرة الحجم ذات الشراع الثابت، ومن بين المهمات الرئيسية لهذه الطائرات بدون طيار، ذكر الرائد كل من المراقبة والاستطلاع الجوي ليلا ونهارا وتحديد الموقع الجغرافي للأهداف الثابتة والمتحركة، وكذا المسح الطبوغرافي وتتبع الأهداف المتحركة.
وقال النقيب لرقم إن المؤسسة تتخصص كذلك في تصنيع وإصلاح القطع المصنوعة من المواد المركبة لقطاع الطيران وتقدم الحلول لاستبدال الأجزاء الهيكلية للطائرات، بالإضافة إلى قطع أخرى خاصة للاستخدام في قطاع الطيران، وبفضل خبرات التي يتمتعون بها يضمنون منتجات عالية الجودة وإصلاحات موثوقة لتلبية متطلبات صناعة الطيران في المجال العسكري والمدني.
وبخصوص المشاريع المسطرة، كشف النقيب أنها ومذكورة في المجلة التي يقدمونها للمشاركين في هذه الطبعة، وأفادى أنه لديهم طائرة بدون طيار صغيرة الحجم من ذوية الإطلاق، وطائرات هجينة وهي طائرات تتميز بنفس خصائص الطائرات الصغيرة ذات الشراع الثابت وطائرات بدون طيار رباعية المروحيات ومشروع آخر يتمثل في طائرات بدون طيار سداسية المروحيات.
ويوجد كل مشروع من هذه المشاريع في مرحلة ما من بينها قيد الدراسة وهناك من يوجد في مرحلة التجريب. إلى جانب مشروع طائرة مسيرة صغيرة الحجم انتحارية، مع تطوير أنظمة إطلاق القذائف من دون طيار.
وتطرق النقيب لرقم إلى سلسلة من أهداف المؤسسة تتمثل في السعي نحو تطوير للطائرة بدون طيار ورفع نسبة الإدماج وقال أنها في الوقت الراهن تفوق نسبة 60 بالمائة ويطمحون إلى رفعها إلى 70 أو75 بالمائة، كما أنه بحوزة المؤسسة عدة مشاريع يسهرون على تطويرها تطويرها بهدف تلبية حاجة السوق وإلى جانب تقديم حلول لتصليح أجزاء الطائرات سواء للجانب المدني أو العسكري.
ومن بين الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمجال المدني، أشار النقيب لرقم سلمان، إلى المشاركة في حماية الغابات، من أجل دعمهم بطائرات من دون طيار لحماية الغابات من الحرائق، وتناول في هذا المقام “الدرون أو الطائرة من دون طيار التي طوروها، وقال إنها مجهزة بكاميرا حرارية، تسمح بمراقبة الغابات ويقومون بتسويقها والمتمثلة في طائرة من دون طيار “أوراس 700”، وهي طائرات مجهزة بكاميرات حرارية وكاميرات فصالية ونظام ليزر، لتحديد المواقع وتتبع الأهداف المتحركة والثابتة وتساهم كذلك في المراقبة والاستطلاع على الحدود.
نسـب إدمـاج مرتفعة
وعلى مستوى جناح مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية “قسنطينة”، علما أن فروعه تتواجد في كل فروع من رويبة وتيارت وخنشلة وقسنطينة، تحدث الرائد محمد الأمين جلوات، في عرض دقيق ومستفيض عن منتجات الشركة والدور الاقتصادي المهم الذي تتبوؤه، وأوضح أن المجمع يتواجد بالناحية العسكرية الخامسة وتابع لمديرية الصناعات الميكانيكية بوزارة الدفاع الوطني.
وقال إنه يتألف من 8 وحدات، من بينهم 3 وحدات عبارة عن شراكة مع مصنعين أجانب ويتعلق الأمر بـ “راين ميتال، وتعد شراكة ألمانية لصناعة العربات الخاصة بـ6×6 عجلات وكذلك مع شركة “نمر” بالشراكة مع مصنع “نمر أتوموتيف” لصناعة العربات الخفيفة المدرعة، وأشار الرائد جلوات في نفس السياق، إلى أن الأولى يتواجد مقرها في ولاية قسنطينة أما الثانية بولاية خنشلة.
وفي حديثه عن شركات إنتاج المحركات ذات العلامة الألمانية “صافما” مع المصنعين “دايمر ودويتس و«أم.تي.أو”، قال إنه لديهم القاعدة الميكانيكية، علما أنه كانت الشركة تابعة سابقا للقطاع العام واسترجعتها وزارة الدفاع الوطني، وهي عبارة عن مسبكتين، الأولى تتواجد في رويبة والثانية في ولاية تيارت، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على مؤسسات للتصنيع الميكانيكي في كل من رويبة وعين سمارة وإلى جانب شركة “إيمو” لصناعة العربات ذات التبريد الهوائي.
وأضاف الرائد جلوات محمد الأمين، أن هذه الشركة في البداية كانت تصنع العربات وقطع الغيار لفائدة الجيش الوطني الشعبي، بينما في الوقت الحالي وعن طريق القاعدة الميكانيكية، تعكف على التصنيع للقطاع العام والخاص على حد سواء، وبذلك تساهم في تطوير الصناعة الميكانيكية عن طريق المناولة والمناولة العكسية، على اعتبار أنه لديها ممولين محلين خواص ومن القطاع العام، وكذلك الشركة تقوم بالمناولة العكسية، لأنها بدورها تصنع قطع الغيار للشركات مثل سوناطراك وسونلغاز، وتعمل مع شركات في الشرق والغرب والوسط الجزائري وكذلك مع شركات النقل والخواص.
وبخصوص نسبة الإدماج على مستوى المؤسسة الصناعية، أفاد الرائد جلوات أنها تختلف من قطاع إلى آخر، على خلفية أنه في بعض القطاعات مصنعة بنسبة 100 بالمائة جزائرية، وفي بعض الأحيان تتراوح بين 30 و50 بالمائة، وأما حول الإنتاج الجديد الذي المعروض ، ذكر الهيكل السفلي للعربة والذي رفعت فيه نسبة الإدماج بشكل كبير، وأما في العربات فيتم تصنيع كل ماهو تقطيع وتلحيم وبالإضافة إلى معالجة أسطح المصنعة منذ سنوات وحققت وثبة من خلال تصنيع الهيكل القاعدي للعربة.
وفي هذا الجناح يمكن الوقوف على نماذج 6عربات، تعرض في معرض الإنتاج الجزائري من علامة “نمر”، لأن المؤسسة تصنع العربات وقطع الغيار الخاص بالجيش الوطني الشعبي. وفوق ذلك لديها مشاريع إنتاج عربات وقطع أخرى خاصة الهيكل الذي يستعمل في المقطورات وتوجه هذه الأخيرة لغار جبيلات.
الطاقــة الشمسيـة
وتعرض مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت ذات طابع صناعي وتجاري، مركبات وصناعة ميكانيكية متطورة وواعدة جعلت الزوار يتدفقون باهتمام كبير، تحدثت “الشعب” في هذا الجناح إلى الرائد محمد الأمين غوالي، وأكد أن المؤسسة توجد تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية، وتشارك في الطبعة 32 من المعرض، عن طريق عرض منتجات منقسمة إلى قسمين، أي نوعين، ويتعلق الأمر بمنتجات مصنعة محليا بالشراكة مع الشريك التكنولوجي علامة “مرسيدس بنز”، وكذلك منتجات المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية “أس ان في” سابقا.
وألحقت بالقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، وتم وضعها تحت تصرف مديرية الصناعات العسكرية وخاصة مؤسسة تطوير صناعة السيارات، على غرار مؤسسة صناعة العربات النفعية والصناعية، الكائن مقرها بالرويبة، وفي هذه الطبعة الجديدة للمعرض، أوضح الرائد غوالي أنهم يعرضون منتجات جديدة وأخرى لاقت رواجا كبيرا وسط الزبائن.
وفيما حول منتجات “مرسيدس بنز”، قال الرائد غوالي: “ نعرض ثلاث منتجات جديدة على غرار سيارة رباعية الدفع مزودة بمنصة للرفع تصل إلى 12 متر ومخصصة لأعمال صيانة الكهرباء ونظام المراقبة بالفيديو والكاميرا، ومنتوج له نفس المهام ويتمثل في حافلة ومركبة مزودة بمنصة لرفع 12 متر.
وتكمن خصوصية هذه المركبة في أنها موجهة لأعمال الكهرباء ذات التوتر المتوسط والعالي، ومتوفرة على معزولة تسمح للعامل لممارسة مهامه في ظروف أحسن وبكل سلامة وفي حين المنتوج الثالث متمثل في مركبة مزودة بعيادة متنقلة تسمج بجمع التبرعات بالدم ومزودة بنظام الطاقة الشمسية، يسمح لها بالتمتع بالاستقلالية في التزود بالكهرباء ويسمح لها كذلك بأداء وظائفها بالمناطق النائية على سبيل المثال وفي الأماكن العمومية للتبرع بالدم بدل التوجه للمستشفيات”.
ووقف الرائد غوالي عند المركبات المتوفرة وعرضت في المعرض السابق، وهي عربات صنعت بالشراكة مع مصنع تكنولوجي شهير وهو صيني، وكشف أنه قريبا سيتم إنتاج عربات تبين أن السوق متعطش لها والمتمثلة في شاحنات من سعة 6 إلى 12 طن، وكذلك حافلات لنقل المسافرين في الوسط الحضري والتي تستعمل على سبيل المثال من طرف مؤسسة النقل الحضري “ايتوزا” في العاصمة، وكذلك سيتم طرح حافلات لنقل المسافرين للمسافات الطويلة “الشبه حضري”مزودة بـ33 مقعد، في إطار الحرص على تجديد الحظيرة الوطنية، خاصة بعد تلقيهم عدة إرساليات من طرف وزارة النقل والشركات التي تنشط في مجال النقل يطلبون هذه الحافلات.
وفي الأخير تحدث الرائد غوالي، عن نسبة الإدماج في علامة مرسيدس، وأفاد أنها تتراوج ما بين 15و30 بالمائة، وتتمثل في الهياكل المركبة على الحافلات والمركبات أو السيارات الرباعية الدفع، أما بخصوص المنتجات المصنعة في رويبة وهي الشركة الوطنية “أس أن في” سابقا، قال إن نسبة الإدماج تتراوح فيها من 60 إلى 70بالمائة.
المراقبــة بالفيديــو
ونجحت مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو ذات الطابع التجاري والصناعي، والناشطة تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، حسب ما كشف عنه ممثلها أسامة حمران في تغطية أكثر من 11 ولاية وتثبيت أزيد من 15 ألف كاميرا.
وقال إنه لديها دور مهم في حماية المنشآت الحساسة والرياضية من ملاعب على غرار ملعب تيزي وزو وملعب 5 جويلية وملعب علي عمار وملعب براقي، وهذه المؤسسة تقوم بالمقابل بتثبيت أنظمة ضد التسلل وأنظمة مراقبة الدخول.
وفي حديثه عن صناعة هذا المنتوج، أوضح حمران، أنه لديهم شركاء أجنبيين يتعاملون معهم وأما عن عمليات التثبيت أكد أنها جزائرية، وأبرز أنه من بين المدن التي تم تغطيتها بكاميرات المراقبة، العاصمة ووهران وقسنطينة وسطيف والبليدة وتيزي وزو وعنابة وورقلة وغرداية على مستوى الشوارع الكبرى وبجانب المؤسسات الرسمية.
وخلال حديثه عن الهدف الأساسي، قال إنه يكمن في تأمين المواطن وسلامته المنشات الحساسة التابعة للدولة، في وقت يتطلعون لتعميم العملية على جميع الولايات، على اعتبار أن وضع الكاميرات سيكون في خدمة المواطن وتسهيل الخدمات وسلامته المرورية.