تتزامن الذكرى السبعون لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، ومواصلة الجزائر مسيرتها نحو البناء والتقدم، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي وضع منذ انتخابه في العام 2019، رؤية شاملة تستند إلى تحديث المؤسسات، تعزيز الحريات وتحقيق التنمية المستدامة بعد عقود من التحديات السياسية والاقتصادية وفق ما يؤكده خبراء لـ “الشعب”.
يقول أستاذ القانون العام والعلوم السياسية، الدكتور بوداعة حاج مختار، إنّ الدولة الجزائرية عملت باستمرار على تقوية مؤسساتها وترسيخ النظام الديمقراطي من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية، شهدت فيها الجزائر تقدّماً ملحوظاً في تنظيم العملية الانتخابية بما يضمن مشاركة أوسع للمواطنين.
ويذكر المختص في القانون والعلوم السياسية، أنّ الجزائر عرفت إصلاحات سياسية مهمة تعزز الديمقراطية وتضمن الاستقرار السياسي، في عهد الرئيس تبون، إذ شكّل تعديل الدستور لعام 2020 خطوة كبيرة في هذا الاتجاه، وأحد دعائم الحريات الفردية والجماعية.
وإلى ذلك، تمّ تقليص صلاحيات الرئيس وتعزيز دور البرلمان، وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات لضمان الشفافية في إدارة الدولة، زيادة على تنظيم الانتخابات التشريعية والمحلية، أظهرت توجّهًا نحو مشاركة أوسع للشباب والنساء في الحياة السياسية، وهو أحد أبرز إنجازات الرئيس تبون على الصعيد السياسي، حيث تأتي هذه الإصلاحات في إطار رؤية الرئيس تبون لجعل العملية الديمقراطية أكثر تمثيلاً للشعب، مع تقليص مدّ الفساد وإصلاح النظام الإداري.
إقــــــــــــــــــلاع متــــــــــــــــــين
أما على الصعيد الاقتصادي، لفت البروفيسور كربوش محمد المختص في الاقتصاد، أن الرّئيس تبون رسم معالم جديدة للجزائر المستقلة، اعتمادا على رؤية استشرافية هادفة، ترمي إلى تنويع الاقتصاد الجزائري وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، مركّزا على تشجيع الاستثمار في قطاعات مثل الزراعة، الصناعة والتكنولوجيا مع تقديم تسهيلات للمستثمرين المحليين والأجانب.
وأوضح أنّ برنامج “الإقلاع الصناعي” الذي أطلقه الرئيس عبد المجيد تبون، يمثل قاعدة متينة لإقلاع اقتصادي حقيقي، يكرّس مساعي تعزيز الصناعة الوطنية وخلق فرص عمل جديدة، فضلا عن قطع خطوات كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي من خلال دعم المشاريع الزراعية الكبرى، وهو ما انعكس على تحسين الإنتاج المحلي وتقليل التبعية للاستيراد.
وأضاف البروفيسور كربوش، أنّ جهود الرئيس تبون وإصلاحاته كبيرة في قطاع الزراعة والتنمية الريفية، من خلال برنامج شامل لتحسين الظروف المعيشية في مناطق الظل، زيادة على تحسين البنية التحتية، وخاصة في قطاع النقل من خلال تطوير السكك الحديدية، الموانئ والطرق السريعة، باعتبار أن هذه المشاريع لا تساهم فقط في تحسين الاقتصاد فحسب، ولكن أيضًا في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
عدالـــــــــــــــــة اجتماعيــــــــــــــــة
وأشار البروفيسور كربوش، إلى الجهود التي بذلتها الجزائر منذ استقلالها في سبيل مكافحة الفقر، والتقليل من البطالة من خلال برامج اجتماعية متعددة تستهدف الشباب والفئات الهشة، تجسيدا لمبادئ الثورة المجيدة المسطرة في بيان أول نوفمبر، القائمة على الطابع الاجتماعي.
في السياق، ثمّن المختص الاقتصادي الطفرة المحققة في قطاع السكن، والإعلان عن برنامج الرئيس عبد المجيد تبون لبناء 2 مليون وحدة سكنية خلال عهدته الجديدة، وذلك ما يعكس التزام الدولة بتوفير السكن الملائم لكل مواطن، وتمسكها بمبادئها الاجتماعية.
وتحدّث عن البرامج التنموية الكبرى التي ركّزت على تحسين النظام الصحي، من خلال بناء مستشفيات جديدة وتعزيز الرعاية الصحية، خاصة في ظل تحديات جائحة كورونا التي تعاملت معها الجزائر بحكمة، إلى جانب ما قدّمه الرئيس عبد المجيد تبون من دعم كبير للنظام التعليمي، والتعليم العالي والبحث العلمي كأدوات لتحقيق التنمية المستدامة.
إصلاحـــــــــــــــات قانونيــــــــــــــــة
وتقاطع الخبير الاقتصادي البروفيسور كربوش محمد والدكتور بوداعة حاج مختار، في أن الجزائر بقيادة الرئيس تبون عرفت إصلاحات ـ تعكس حسبهما ـ رؤية متجدّدة للدولة الجزائرية تقوم على الشفافية، العدالة والتنمية المستدامة، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، مؤكّدان أن القيادة الحالية للبلاد مصمّمة على تحويل التحديات إلى فرص، بعد أن وضعت السياسات الإصلاحية الشاملة والمتكاملة، الأسس الصلبة لتحقيق جزائر قويّة ومستقلّة اقتصاديًا وسياسيًا