توقف السفير الفلسطيني، السيد حسين عبد الخالق، أمس، في ندوة منتدى »الشعب«، حول الذكرى الـ24 لإعلان الدولة الفلسطينية، عند التطورات الخطيرة التي تشهدها غزة والتصعيد الإسرائيلي الذي أدّى إلى سقوط عدة شهداء والمصحوب بتهديدات متزايدة من الصقور الصهاينة بشنّ حرب جديدة في غزة مماثلة لتلك التي حرقت أبناء القطاع ما بين نهاية 2008 و2009.
وأردف السفير بأن إسرائيل لم تتوقف يوما عن شنّ حروبها ضد الفلسطينيين، حتى وإن لم تكن هذه الحروب عن طريق القصف والغارات، لأن للاحتلال الصهيوني أساليب وطرقا كثيرة لممارسة إجرامه وقمعه وطمسه للقضية الفلسطينية وقهره لشعبها.
لقد ربط السيد عبد الخالق ملامح الحرب الجديدة في غزة بالمرحلة الانتخابية التي تعيشها إسرائيل، وقال بأن ممارسة أبشع ما يمكن من عدوان وجرائم ضد الفلسطينيين هي وسيلة للدعاية الانتخابية الإسرائيلية لكسب مزيد من الأصوات، والقيادات الإسرائيلية، كما أضاف السفير تبني فوزها ـ كما جرت عليه العادة دائما ـ على ما ترتكبه من جرائم ضد الفلسطينيين...
ولم يغفل السفير عن إبداء تخوفه من تحالف قد يجمع ليبرمان ونتنياهو في البرلمان، لأن الكارثة ستلحق حتما بأبناء الشعب الفلسطيني واحتمال إعلان الحرب في غزة سيتعزز أكثر وأكثر.
كما ربط السفير الفلسطيني التصعيد الإسرائيلي في غزة، بعزم وإصرار السلطة الفلسطينية على التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على العضوية حتى وإن كانت في شكل دولة غير عضو، لأن الحصول على هذا اللقب من شأنه أن يعزز مواقف القضية، ويسمح بإرغام الاحتلال على وقف تنكره لقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها القرار رقم (194) الذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم.
كما أن الحصول على العضوية الذي سيشكل قاعدة تسمح باستئناف المفاوضات، من شأنه أن يجدد ملامح وحدود الدولة الفلسطينية التي لا تعترف بها إسرائيل الآن.
واسترسل السيد عبد الخالق، معددا عوامل ودوافع التصعيد الإسرائيلي على غزة بقوله: أن الضغوطات الصهيونية التي تتنوع بين استخدام الآلة العسكرية والحصار والغلق والضغط المالي والابتزاز السياسي، لا يتوقف هدفها عند التشويش وعرقلة التحرك في اتجاه طلب العضوية وإنما الغرض منه إفشال السلطة وإظهارها بمظهر العاجز عن تحقيق أهداف القضية لينتفض الشعب ضدها ويطالب برحيلها.
وأشار في هذا الصدد، إلى الدعم الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية، واستبعد أن يكون هنالك أي تغيّر في سياسة الإدارة الجديدة لأوباما، والتي لم تحقق شيئا في ولايتها الأولى يقود إلى دفع القضية الفلسطينية نحو الحل، بل لقد عزز الإنحياز الأمريكي الإنسداد وأجهض المفاوضات، لهذا فلا يمكن بأي حال من الأحوال التعويل على الدعم الأمريكي سواء كان الحاكم ديمقراطيا أو جمهوريا، كما لا يوجد أي خلاف بين من يقود رئاسة الوزراء في إسرائيل سواء كان من العمل أو الليكود، فلا حمائم في إسرائيل، بل صقور فقط.