مدير عام حاضنة الأعمال «مستدام» معزوز:

الاقتصاد الأخضر بحاجة إلى قوانين منظّمة

فايزة بلعريبي

تجمع «المشاريع المبتكرة»، «المؤسّسات الناشئة» والحاضنات»، علاقة تكاملية تصب في قلب اهتمامات السلطات العمومية، وتحظى بمرافقة جدية من طرف وزارة المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة.

بالرغم من حزمة الإجراءات المرافقة لنشاط المؤسسات الناشئة، ودعمها بقرارات ومراسيم تنفيذية لصالح الشباب، يبقى الاستثمار في بعض القطاعات يصطدم بعدة عراقيل على غرار قطاع الاقتصاد الدائري، الذي لا يزال يفتقر إلى التأطير والتقنين، ما يدخل هذا النشاط في فوضى ويجعله عرضة للتوقف في أي مرحلة من مراحل المشروع. وهو ما أكّده المدير العام لحاضنة الأعمال «مستدام»، عبد السلام عزوز في اتصال بـ «الشعب».
يرى المدير العام لحاضنة الأعمال «مستدام» عبد السلام عزوز، أنّ ميدان الاقتصاد الأخضر، لا زال فتيا من حيث منظومته التنظيمية وكذا التجارية، حيث يعاني من عدة عراقيل، تتلخص أساسا في السوق غير المنظم، بالرغم من المبادرات المتعددة من أجل تنظيم هذا النشاط الذي يفتقد مزاولوه إلى أدنى الأسس القانونية في مقدمتها، السجل التجاري و خدمات الضمان الاجتماعي وغياب الهيكل الإداري لنشاطهم، المعرض للتوقف في أي مرحلة، الأمر الذي يستدعي ضرورة إرساء منظومة مرافقة من أجل إقناع هؤلاء الشباب بإنشاء مؤسساتهم الخاصة ومزاولة نشاطهم في إطار منظم ومهيكل ما يسمح لهم، الاستفادة من البرامج التي خصصتها الدولة في هذا المجال خاصة ما تعلق بأجهزة الدعم والتمويل على غرار وكالتي «أناد» و»أونجام» والاستفادة من المزايا المرافقة للمشاريع، كالإعفاءات الجبائية، والاستفادة من القروض البنكية لاحقا، في حالة النجاح في تحقيق حصيلة ايجابية خلال السنوات الثلاث الأولى. بالمقابل يمكن للمؤسسة الناشئة الاستفادة من التأمين في حالة التعثر.

غرف التّجارة والصّناعة معنية
من أجل احتواء أكثر للشباب المهتم بمجال الاقتصاد الدائري، يقترح عبد السلام عزوز، تأسيس جمعيات مهنية ومنظمات تعنى بهذا القطاع، كما يأمل أن يكون هناك اهتمام وشراكة على مستوى غرف التجارة و الصناعة من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب مرحليا وتحفيزهم على ولوج هذا القطاع بصفة نظامية و قانونية، وهي المهمة التي تتشرف حاضنة الأعمال «مستدام»، بالتأسس في إطارها كشريك فعال من خلال الانخراط، والمساهمة  في ديناميكية الاقتصاد الجزائري الذي سيعتمد مستقبلا على  المؤسسات الناشئة ومرافقة الشباب الحامل للأفكار في مجال الاقتصاد الأخضر، وهو الدور الذي حدده صراحة المرسوم التنفيذي 20/254 المؤرخ في 15 سبتمبر 2020، حيث تقوم الحاضنات بمرافقة الشباب من حاملي المشاريع والأفكار من اجل تأسيس مؤسساتهم، وكذا مرافقة أصحاب المؤسسات الصغيرة من حيث التسيير الإداري بتوفير الاستشارة والتوجيه والتكوين المستمر لتطوير مؤسساتهم.

التّحويل..من محنة إلى منحة
يعتبر مجال الاقتصاد الأخضر رافدا مهما للاقتصاد الوطني، ذو بعد استراتيجي متعلق بصناعة الثروة عن طريق، تحويل النفايات من محنة إلى منحة من خلال تثمينها والاستفادة من عائدات الاستثمار، إضافة إلى إنشاء فرص  الشغل للشباب البطال، إلى جانب البعد البيئي المتمثل في الحفاظ على البيئة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من اجل ترشيد استعمال الطاقات المتنوعة والحفاظ عليها.
حاضنة «مستدام» هي عينة عن الحاضنات الصديقة للبيئة، تأسّست في ماي 2021، تحصّلت على علامة «حاضنة» من طرف وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة. تضم لحد الآن 10 مؤسسات تنشط في مجال جمع و رسكلة النفايات، حيث اقتصرت بدايات هذه الأخيرة في جمع النفايات وبيعها لمؤسسات أخرى تقوم برسكلتها، حسب ما أوضحه مديرها العام، ليتطور نشاطها بعد ذلك من خلال مرافقة الحاضنة لها إلى الاستثمار في مجال رسكلة النفايات، حيث تمّ تسجيل عدة مؤسسات تعتزم الاستثمار في إعادة تدوير البلاستيك، إلى جانب أخرى تعمل على إنشاء مسبكة تعمل على الاستثمار في تحويل النحاس، وكذا مؤسسة أخرى تنوي الاستثمار في تدوير وإعادة استعمال البطاريات.

تشبيك العلاقات أحد مهام الحاضنات
أطلقت الحاضنة في إطار مخطط عملها السنوي، برنامج «تمكين»، عبارة عن مسابقة وطنية تحت الرعاية السامية لوزيرة البيئة والوزير المنتدب للمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، من أجل اختيار سبعة أفكار مشاريع، سيتم مرافقتها في كل مراحل التأسيس من طرف حاضنتنا، والعمل سويا على خطة تمويلية سواء عن طريق التمويل التقليدي عبر البنوك أو عن طريق الصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة أو عن طريق إنشاء شراكة مع المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين الراغبين في تبني أفكار هؤلاء الشباب.
إلى جانب العمل على صناعة شبكة علاقات بين المؤسسات الناشئة ومحيطها الخارجي من مؤسسات زميلة أو مؤسسات عمومية وخاصة كبرى للاستفادة من خبرتها وتجربتها في هذا المجال الخصب، استنادا إلى الأرقام التي تشير إلى أنّنا لا نثمّن إلا 10 % من النفايات المنزلية المتواجدة في كل مكان والقليلة التكلفة، سواء ما تعلق بعملية الجمع أو الرسكلة، ما يجعل الاستثمار فيها في أريحية وذي نتائج مربحة.

وكالة النّفايات تصدر تجربتها
على صعيد آخر، تمّ مؤخرا إمضاء اتفاقية بين حاضنة مستدام والوكالة الوطنية للنفايات، وهي المبادرة التي ستعمّم على مستوى كل حاضنات الأعمال، ما سيسمح بالاستفادة من خبرة وتجربة هذه الأخيرة في مجال تسيير وتثمين النّفايات من خلال استغلال الأرقام والإحصائيات التي تحوزها في تحضير دراسات جدوى ومخطّطات عمل قريبة من الواقع، بالإضافة إلى الاستفادة من إطارات وكوادر الوكالة في عملية التكوين التطبيقي للشباب حملة المشاريع للتعرف ميدانيا على نشاط الاقتصاد الأخضر.

المقاولاتية مفتوحة أمام الموظّفين
اعتبر المدير العام لحاضنة مستدام، تعديل قانون العمل بما يسمح للموظفين والإطارات الاستفادة من عطلة سنة قابلة للتمديد لستة أشهر أخرى من أجل إنشاء مؤسساتهم الخاصة، قرارا «صائبا» من شأنه تحرير مناصب شغل على مستوى المؤسسات العمومية، واستحداث فرص شغل للشباب البطال.
وما يعطي للمشروع تكهّنات تبعث على التفاؤل بالنجاح وإيجابية النتائج، هو أنّ الموظفين السّابقين يتمتّعون مسبقا بخبرة مهنية تسمح لهم بولوج عالم المقاولاتية بكل ثقة، وهنا يتدخّل دور الحاضنات، يضيف معزوز، من أجل مرافقة هؤلاء الإطارات من خلال تزويدهم بأبجديات تسيير المؤسسات والقوانين التنظيمية التي تحكمها، إلى جانب تشبيك العلاقات بينهم وبين مؤسّسات قائمة من أجل تطوير نشاطهم، وضمان نجاح مؤسّساتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024