يعد الالتزام بالأخلاقيات في العمل الصحفي عنصرا أساسيا للرفع من أداء وسائل الإعلام وكسب ثقة المواطن، حسبما أكد بن دريس أحمد، أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة وهران-1 “أحمد بن بلة.
قال بن دريس في لقاء مع وكالة الأنباء الجزائرية، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، إن “أخلاقيات المهنة تلزم الإعلامي برفع أدائه وتقديم المعلومات التي تشكل أولية للمواطن وتلامس واقع المجتمع وتعبر عن تطلعاته وهذا يكسب العمل الإعلامي مصداقية لدى الجمهور”.
واعتبر الجامعي أخلاقيات المهنة “مرشدة” لسلوك الإعلامي وهي بمثابة “توجيهات داخلية لقراراته في مختلف المواقف والموضوعات التي يواجهها في العمل المهني”، موضحا أنها مجموعة من السلوكيات الإيجابية وممارسة جملة من الواجبات والحقوق تستهدف ضبط المهنة الإعلامية من خلال تكريس التوازن في التغطيات الإعلامية واحترام خصوصية الأفراد والاهتمام بالمصالح العامة للمجتمع.
وحذر الباحث، الذي سبق وأن صدر له كتاب حول “حرية الصحافة وأخلاقيات العمل الإعلامي في الجزائر”، من العواقب الناجمة عن غياب الأخلاقيات بمحتويات مواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي تنشر معلومات خاطئة وتروج للإشاعات والتشهير والمساس بالأشخاص والمؤسسات، ملاحظا أن هذه الانحرافات قابلها وعي جماهيري.
وأوضح في ذات السياق، أن السبيل لمواجهة تجاوزات المواقع الإلكترونية التي تنشر الشائعات والأفكار المغرضة، هو إنشاء منظومة قانونية قوية تتماشى مع التطورات العالمية الحاصلة في المجال الإلكتروني.
مواجهة المخططات العدوانية
أكد أحمد بن دريس، أن للإعلام الوطني دور كبير في مواجهة المخططات العدوانية الأجنبية والدعاية المغرضة التي تستهدف المساس باستقرار الوطن وتشويه صورة الجزائر والمساس بسمعتها محليا ودوليا.
أوضح أن مسؤولية الإعلام الوطني “لا يجب فقط أن تتصدى للدعاية المغرضة وتشويه الحقائق، بل يجب أن تكون حصنا منيعا لأي محاولة تستهدف الوطن”، مشيرا إلى “أن اصطفاف وسائل الإعلام للدفاع عن مقومات وسيادة الجزائر يمنع أي تجاوزات خارجية أو داخلية تسعى لنشر الشائعات والأفكار المضللة”.
كما أكد بن دريس دور وسائل الإعلام في مرافقة الجهود التنموية التي تشهدها البلاد وكذا السعي إلى نشر ثقافة الحوار والتسامح ونبذ كل أشكال التطرف والعنف وإشاعة الأفكار التي تطور وتخدم تنمية قدرات أفراد المجتمع وإمكاناته وتقوية الروابط الاجتماعية والوحدة الوطنية.