أبرز أساتذة من كلية الصحافة بجامعة جيلالي بونعامة بخميس مليانة (عين الدفلى)، أهمية تعزيز الجانب العملي في التكوين الصحفي، الذي من شأنه المساهمة في بلوغ الصحافة مستوى “الاحترافية” واكتسابها “المصداقية”.
بعدما أكد أن “التكوين الصحفي في الجزائر نظري بنسبة 80 بالمائة”، دعا الدكتور بوترعة عبد الرزاق، أستاذ محاضر بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة خميس مليانة، عشية الاحتفال باليوم العالمي للصحافة، إلى رفع الحجم الساعي المخصص للتكوين التطبيقي لطلبة الصحافة.
ويرى نفس الجامعي أن “التكوين النظري الرامي إلى تلقين الطلبة المبادئ الأساسية لعلوم الإعلام والاتصال (مصادر المعلومة ومعالجتها) يفقد ماهيته إذا لم يقترن بتكوين نظري جدي”.
وأوصى الدكتور بوترعة في هذا الشأن، بالعمل على “تكثيف زيارات الطلاب إلى مختلف وسائل الإعلام” من أجل “التعرف عن كثب على أساسيات الصحافة”، وذلك بفضل توقيع اتفاقيات بين الجامعة والمؤسسات الإعلامية.
وانطلاقا من قناعته بكون الصحافة “فنا وعلما ومهنة”، تأسف الأستاذ المحاضر إزاء إشكالية التوظيف التي تواجها الصحافة راهنا، لعدم توفر مرشحين “عمليين” مستعدين لمواجهة مختلف التحديات التي تنتظرهم في الميدان.
وشاطره الرأي الدكتور سعيد عبد الرزاق من نفس الكلية، الذي أبرز أهمية الجانب العملي في التكوين الصحفي، مع التركيز على الطالب الذي هو بدوره مدعو، كما قال، إلى “بذل المزيد من الجهد لبناء شخصيته العلمية وتطوير قدراته في المجال، من خلال القراءة التي ستمكنه من اكتساب مهارات في الكتابة”.
كما يرى المتحدث، أن الدور الأساسي للأستاذ الجامعي متمثل في “توجيه الطلبة بالشكل الذي يمكنهم من تطوير مهاراتهم واستغلالها على أحسن وجه”.
وبعد أن نوه بضرورة توفر دافع حب الصحافة لدى الطالب التي تساعد بشكل كبير في “تسهيل” عمل المكون، أكد نفس المتحدث أهمية تعزيز هذه الموهبة والشغف للمهنة، بأدوات علمية تعرفه بالمجتمع الذي يعيش فيه، سيما من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويتعلق الأمر بـ “تمكين الطالب الصحفي من معرفة وتفهم الآخر، من أجل تحقيق الهدف الأسمى من هذا التكوين”، حسب الأستاذ سعيد عبد الرزاق.
من جهته، تأسف الدكتور أحمد جبار، أستاذ في السمعي البصري بنفس المؤسسة الجامعية، إزاء “عدم توفر استوديو بقسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة خميس مليانة”، معتبرا ان هذا الأمر “يؤثر سلبا” على جودة ونوعية التكوين في هذا الاختصاص.
كما سجل توفر العديد من فرص العمل في المهن السمعية والبصرية، سيما بالنسبة للأشخاص الشغوفين بالتكنولوجيا والمهن المرتبطة بالصورة بشكل عام.
وأبرز هذا الصحفي السابق بالإذاعة الجهوية لعين الدفلى والشلف، أيضا دور شبكات التواصل الاجتماعي في ممارسة مهنة الصحافة.
وأكد أنه “من الصعب تخيل ممارسة الصحافة بدون شبكات التواصل الاجتماعي وكل الأجهزة التي تتيحها هذه الأخيرة للمهنة”، متوقعا ثورات تكنولوجية جديدة من شأنها إحلال ممارسات أكثر ابتكارا خلال السنوات المقبلة.