أكد الخبير المختص في الاقتصاد العقاري والهندسة المالية بن يمينة عبد الرحمان، أهمية الزيادة في أجور العمال بالنسبة للغالبية الكبيرة من العمال، معتبرا أنّ الحديث عن مساهمة هذه الزيادات في رفع القدرة الشرائية للعمال وتقييمها أمر نسبي لأنّ الأزمة مزدوجة قديمة ولا تزال قائمة وهي عدم رفع الأجور بصفة معتبرة، منذ سنوات عديدة ثم الأزمة العالمية التي أدت إلى تضخم وبالتالي رفعت قيمة المنتوجات والأسعار، وهو الأمر الذي يجعل من راتب العامل في مواجهة أمرين أولها أنها بقيت راكدة لمدة وثانيها التضخم.
بخصوص متوسط هذه الزيادة فتدور بين الـ3 ألاف دج والـ5 ألاف وهي زيادة إيجابية ومهمة ومعتبرة للفئة الغالبة الأمر، الذي يجعل من تقييمها وأهميتها نسبيا كون العامل الجزائري البسيط بحاجة لأيّ زيادة تخفف عنه عبء الغلاء واستدل بن يمينة بمردود هذه الزيادة وفائدتها في الواقع العملي للعامل مستعملا بعض المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك كأداة قياس لذلك، حيث تساهم هذه الزيادة مثلا في اقتناء 40 كلغ شهريا من البطاطا رغم غلائها وفي حال قدر سعرها بـ100دج، مُتسائلا عن ما إذا كانت هذه الكمية من البطاطا مهمة للعامل أم لا؟، معتبرا إياها مهمة كثيرا فبدل أن يبقى هذا العامل حسبه ينتظر إعانة من جمعية تكون تلك الكمية من البطاطا قد سدت حاجته كما لو اقتنى أيضا 20 لترا من زيت المائدة شهريا بسعرها الحالي المضخم معتبرا ذلك أيضا إضافة مهمة.
وبخصوص الذين ينتقدون هذه الزيادة ويقزّمون من أهميتها فدعاهم محدثنا إلى التوقف عن ذلك، مُعتبرا أنّ تقييمهم لها جاء بالمطلق، خلافا لحقيقة الموضوع وما له من علاقة بالجانب الاقتصادي والاجتماعي والمجتمعي أيضا، لأنّ هؤلاء المنتقدين لهذه الزيادات حسب بن يمينة عمال يتقاضون رواتب مريحة لا ينتمون للفئة الغالبة من العمال الجزائريين ولا ينتمون للعمال المصنفين في الأصناف الضعيفة من 0 إلى 7، كما أنهم ليسوا من أصحاب الدرجة 1 او 2، داعيا إلى منح فرصة التقييم للفئة الغالبة التي استفادت من هذه الزيادة كزاوية أولى، داعيا الجهات المعنية إلى تقييم قفة غذاء الجزائريين للتمكن فعلا من تحديد نسبة الزيادات مستقبلا في الأجور من خلال دراسة المبلغ الكلي الذي يجب أن يضاف للمواطن.
والمهم أيضا في هذه الزيادة تقوية الصندوق الوطني للتقاعد لأنّ النظرة الاقتصادية كلية، ففي حال لم يتمكن من تسديد المعاشات، نكون أمام مشكلة أخرى كون تموين هذا الصندوق يكون من أجور العمال أيّ الفئة الغالبة دائما منهم والتي استفادت من هذه الزيادات في الأجور مهما كانت قيمة الزيادة.كما تحدث أستاذ المعهد العالي للمناجمنت للهندسة المالية واستراتيجيات الاستثمار، بن يمينة عبد الرحمان، في هذا الخصوص، عن نقطة مهمة جدا وهي بطاقة الشفاء بالنسبة للمستفيدين من منحة البطالة، مؤكدا أنّه تمنى لو استفاد منها البطال قبل الأجرة.