أكدت الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك، أن رمضان سنة 2022 يختلف عن رمضان السنة الماضية، حيث تراجعت فيه معدلات التبذير نسبيا في بعض المواد بسبب ارتفاع أسعار مختلف السلع الاستهلاكية بنسبة 50٪. غير أن التبذير يبقى يطال سنويا مادة الخبز، حيث قدرت الإحصاءات الأخيرة، أن أكثر من مليون وحدة خبز تبذر يوميا، أي ما يعادل 30 مليون وحدة في الشهر.
قال نائب رئيس الفدرالية الوطنية للمستهلكين الدكتور عبيدي محمد، في تصريح لـ«الشعب”، إن المنظمة تدعو سنويا إلى مكافحة التبذير وترشيد الاستهلاك خلال شهر رمضان، حيث أكدت على المستهلك في عديد المرات، اقتناء ما يحتاجه فقط من أجل الابتعاد عن الإسراف والتبذير، خاصة في المواد الغذائية التي ترمى بالأطنان في القمامة.
وتقوم المنظمة في كل مرة- بحسب المتحدث- بتقديم نصائح للمواطنين من أجل الابتعاد عن هذه السلوكيات وتجنب اللهفة في الشراء والاقتصاد في تعاملاتهم اليومية من أجل حماية قدرتهم الشرائية، حيث لوحظ أن التبذير هذه السنة انخفض مقارنة بالسنة الماضية فيما يخص المواد الغذائية والخضر والفواكه التي وصلت أسعارها الى مستويات قياسية في الثلاثي الأول من رمضان، ما جعل الكثير من المستهلكين يقتنون حاجياتهم حسب الأولوية.
في المقابل، استغرب المتحدث كمية النفايات التي تتضاعف كل شهر رمضان بنسبة 10٪ بسبب ارتفاع معدلات الاستهلاك اليومي، خاصة ما تعلق بالحلويات الشرقية والسكريات وكذا المشروبات التي تجاوزت نسبة الاستهلاك 70٪، بالرغم من خطورتها على الصحة العمومية، بالإضافة إلى مادة الخبز التي سجلت معدلات تبذير عالية، إلا أنها تبقى منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية.
وأرجعت الفدرالية السبب، إلى السعر وغياب ثقافة الاستهلاك لدى الكثير من المواطنين، حيث تتجلى الظاهرة في رمي هذه المادة بشكل عشوائي في النفايات، مؤكدا أن ظاهرة تبذير الخبز ترتفع مع حلول شهر رمضان، وهذا راجع إلى عدة أسباب، أحيانا تكون سلوكية وأحيانا أخرى تتعلق بالمنتجين “المخابز” ونوعية الخبر المصنوع، حيث تعتبر من أهم العوامل التي تتسبب في رميه في سلة المهملات.
وفي توضيح أكثر، قال الدكتور عبيدي إن الظاهرة مرتبطة بشهر رمضان بسبب تأثير سيكولوجية الصيام على المستهلك، حيث يشتري منتجات تزيد عن حاجاته اليومية، خاصة ما تعلق بالحلويات، المشروبات والخبز، في حين الخضر والفواكه تراجع الطلب عليها بنسبة 30٪، مما أدى إلى انخفاض معدلات التبذير بشكل واضح، لكن الإشكال المطروح سنويا يبقى في مادة الخبز.
وصرح نائب رئيس الفيدرالية، أن ظاهرة الإسراف في الطعام والمشروبات في شهر رمضان تمس مختلف الفئات، بما في ذلك الطبقة محدودة الدخل، التي تلجأ إلى اقتناء ما لذ وطاب من الأطعمة، غير أنها في النهاية ترمى في المزابل مثل الخبز بمختلف أنواعه، المشروبات الغازية والعصائر، الفواكه وكذا الحلويات، حيث حذر من هذه التصرفات ودعا إلى اعتماد الأولوية في الشراء، من أجل الاقتصاد وعدم الإسراف.
وأكد المتحدث في الختام، على أهمية تحسيس المواطن والتواصل معه، من أجل نصحه بالابتعاد عن الإفراط وتبذير المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل، بل في سائر أيام السنة، وعدم اقتناء المواد والسلع من أجل تخزينها في البيت، لأن هذا يؤدي في النهاية إلى المضاربة ورفع الأسعار، مما يؤثر على قدرته الشرائية.