الخبير فريد بن يحيى:

مراجعـة سعر البــترول الجزائري ضـرورة

حياة - ك

 ارتفاع أسعار المحروقات نعمة كبيرة على الجزائر وفرصة للانعاش الاقتصاد الوطني، إذا أحسن استغلالها في قطاعات كالفلاحة والصناعة...وعلى سوناطراك أن تبحث لها عن استثمارات في الخارج حسب منظور فريد بن يحيى الخبير الاقتصادي في العلاقات الدولية والدبلوماسية في تصريح لـ «الشعب».
 يرى الخبير بن يحيى أنّ تعافي أسعار النفط الذي يظهر من خلال استمرار منحنى الأسعار في التصاعد، يعطي الفرصة للجزائر لتراجع سعر بترولها من خلال استغلال نوعيته الجيدة مقارنة ببترول الظول الأخرى، من مميزاته أنه خالي من الكبريت، ما يجعله محل طلب كبير، ويمكن أن تستخرج منه مواد كثيرة، فهو يرى أنّه لابد أن يخصص مسار للبترول الجزائري.
يعتقد بن يحيى أن زيادة 2 دولار واحد فقط لسعر البرميل الواحد لبترول الصحراء قليل جدا - حسبما صرّح به لـ «الشعب»، وقال لا بد من أن يضرب سعره في 3، لافتا إلى الفرص التي يمكن للجزائر استغلالها للاستفادة من ارتفاع أسعار المحروقات منها العقد الذي أبرمته سوناطراك مع مجمّع «سينوباك» الصيني، وكذا مشروع الغاز بين للجزائر ونيجيريا.
بالنسبة لمشروع الخزّان الذي ستنجزه سوناطراك مع شراكة صينية، قال بن يحيى إنّ هذا الخزان الجديد للغاز الطبيعي المسال بسعة قدرها 150 ألف متر مكعب بسكيكدة 400 كم شرق الجزائر، سيرفع من سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال لسوناطراك ويزيد من قدرات تعبئته، حيث يقدّر المبلغ الإجمالي يقارب 25 مليار دينار، حيث يمكن استعمال الاموال الزائدة في الاستثمارات المنتجة في القطاعات التي يرتكز عليها الاقتصاد كالفلاحة والصناعة، مشيرا الى ان هذا المشروع يمكن أن تنافس الجزائر من خلاله قطر التي تمتلك أسطولا كبيرا.
غير أنّه على ضوء «عدم وجود رؤية اقتصادية، وعقول قادرة على الإبداع في التسيير، مع بقاء تسيير الاقتصاد إداريا لا يعني من منظور اقتصادي»، على حد قوله، وبرأي الخبير الاقتصادي أنه بإمكان الجزائر الإقلاع من القطاع الفلاحي، الذي يزخر بـ 22 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للفلاحة وهي ليست مستغلة» .
أما مشروع إنجاز خط أنابيب للغاز يزيد طوله عن 4000 كيلومتر، فهو يمتد من نيجيريا وصولا إلى الجزائر مرورا بالنيجر، من أجل نقل مليارات متر مكعب من الغاز، وذلك باستخدام شبكة أنابيب الغاز الجزائرية، حيث ستستفيد نيجيريا من الفرص التي تتيحها الجزائر من حيث البنية التحتية الحالية، حيث يميز الشطر الجزائري من الأنبوب جاهزيته لنقل الغاز من ولاية تامنراست (أقصى الجنوب) وصولاً إلى شمالي البلاد ومنها إلى جنوب أوروبا، بالاضافة الى شبكة النقل ومجمعات الغاز الطبيعي المميع والمنشآت البتروكيماوية، وكذا الموقع الجغرافي القريب من أسواق الغاز.
قال بن يحيى اذا احسن الطرف للجزائري التفاوض، يمكن ان نربح من 20 الى 25 بالمائة من الغاز النيجيري، كما لا بد على شركة سوناطراك أن لا تبقي استثماراتها في الجزائر فقط، بل لا بد ان تتجه الى دول افريقية على غرار التشاد، كما يمكن ان تقيم شراكات مع دول كأمريكا ودول اوروبية للاستثمار في افريقيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024