يرى الدكتور صالح خويلدات، أستاذ الاقتصاد بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، أن الانتعاش الذي تشهده أسعار المحروقات، يعد عاملا مهما لتحقيق الأهداف الاقتصادية لبلادنا، مؤكدا على أن الاستغلال الأمثل لعائدات النفط من شأنه المساهمة بشكل كبير في بلوغ الإقلاع الاقتصادي المنشود.
اعتبر الدكتور صالح خويلدات، أن الارتفاع في أسعار المحروقات مرتبط أيضا بتشخيص السوق الدولية للنفط، حيث يمكن القول إن الساحة الدولية في الآونة الأخيرة شهدت تطورات كبيرة، وأثر ذلك على سوق الطاقة الدولي، وأدى إلى ارتفاع مفاجئ وغير متوقع في أسعار النفط أو الخام الأسود، الأمر الذي ترتب عنه وفرات أو إيرادات نفطية لدى الدول المنتجة والمعروفة بدول أوبك، وأثر أيضا على الدول المستهلكة للموارد الطاقوية.
ولعل أحد أهم أسبابه هذا الارتفاع حسبما أشار إليه الدكتور خويلدات، هو الحرب الروسية الأوكرانية، التي تخطت أسعار النفط خلال الأسبوع الأول لها عتبة 110 دولار للبرميل، وعرف سوق الطاقة الدولي فيما بعد تأرجحا في الأسعار ارتفاعا وانخفاضا، وذلك لعدة أسباب، ليعاود الارتفاع من جديد خلال الأسبوعين الأخيرين لشهر مارس الجاري.
وتطرق محدثنا إلى موقع الجزائر في سوق النفط الدولي، معتبرا أن بلادنا تعيش الآن مرحلة جيدة، أين شهد النفط الجزائري المعروف بـ «صحاري بلاند» ارتفاعا قياسيا خلال الأسبوع الأول من شهر فيفري، حيث تجاوز 6 في المائة، ووصلت أسعاره إلى 124 دولار للبرميل.
وذكر الدكتور خويلدات أن في إطار الاجتماعات الأخيرة المرتبطة بسوق النفط الدولي، أعلنت شركة سوناطراك زيادة سعر البيع الرسمي لخام صحاري بلاند الجزائري بداية من شهر أفريل، وتتوقع الشركة تحقيق طفرة في الإيرادات النفطية خلال الأشهر القادمة والثلاثي الثالث من عام 2022.
وقال المتحدث أنه وبالإضافة إلى الظروف الدولية التي ساهمت في هذا الارتفاع، فإن الاكتشافات التي أعلنت عنها الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك ووزارة الطاقة والمناجم مؤخرا، ستعزز من مكانة الجزائر في سوق النفط الدولي، حيث أن اكتشاف حقل نفطي جديد في حوض بركين بمنطقة حاسي مسعود بولاية ورقلة والذي يتجاوز المليون برميل، سيعطي أفضلية للنفط الجزائري في السوق الدولية خصوصا أن الدول الأوروبية التي واجهتها البحرية على البحر الأبيض المتوسط تعد الجزائر وجهتها الأولى للتزود بالمصادر النفطية.
وعن انعكاسات ارتفاع أسعار المحروقات على الاقتصاد الجزائري، أشار الدكتور خويلدات إلى أن عائدات الإيرادات النفطية ستساهم في رفع اليد عن المشاريع المجمدة التي تجمدت بسبب الانخفاض في أسعار النفط، خلال السنوات الفارطة خاصة المشاريع الكبرى المخططة عبر الولايات، مضيفا أن من خلال لقاءات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مع وسائل الإعلام، شدد على التوجه نحو استغلال أمثل للإيرادات النفطية في الاستثمار في المشاريع لخلق قيمة إنتاجية في القطاع الفلاحي والصناعات التحويلية وتأمين الجبهة الاجتماعية أيضا، وهذا سينعكس على تحقيق تنمية شاملة في الجزائر.
