أبدى بعض الشباب البطال في ولاية ورقلة، والذين تم تأكيد قبول ملفاتهم استحسانهم لهذا الإجراء، الذي سيساهم في رفع الغبن عنهم نظير عدم استفادتهم من مناصب عمل، وخلال فترة البحث عن فرص وظيفية أو إيجاد مصادر للدخل، حسبما أكده المتدخّلون.
اعتبر عدد منهم أنّ الحصول على وظيفة أو مصدر آخر للدخل قد يكون مهما، لكن استفادتهم خلال فترة بقائهم دون عمل أو دخل من منحة للبطالة أمر إيجابي، حيث من شأن هذه المنحة أن تساعدهم - كما ذكروا - في تغطية متطلبات أساسية بالنسبة لهم، بالإضافة إلى أهميتها المعنوية.
من جهة أخرى، سجّل الشباب البطال في ولاية ورقلة ملاحظاتهم بخصوص منحة البطالة الموجهة لهذه الفئة، والتي على الرغم من إجماع الكثير منهم على أهميتها وفائدتها بالنسبة للشباب البطال، إلا أن بعض الشروط المفروضة من أجل الاستفادة، اعتبرها الكثيرون غير منطقية، وتحول بينهم وبين الاستفادة من حقهم في المنحة كشباب بطال.
وفي الوقت الذي أكد بعض الشباب الذين قبلت ملفاتهم، أنّهم يأملون في أن تساعدهم هذه المنحة في تغطية احتياجاتهم إلى غاية تمكنهم من الاستفادة من مناصب عمل، أثارت العديد من النقاط حفيظة المتدخلين في الموضوع، حيث أجمع بعضهم على أن أبرز مشكلة تواجه شباب ورقلة البطال في الاستفادة من المنحة، هو شرط عدم الاستفادة السابقة من أي منصب عمل، في حين أن الكثير منهم سبق وأن عمل لفترة معينة على إثر عقود محددة المدة ليجد نفسه بدون عمل من جديد بعد انقضائها، لهذا اعتبر الكثير منهم أنّ هذه المنحة لن تحل المشكل بالنسبة لهم.
وأجمع عدد من الشباب الذين استطلعت آراءهم «الشعب»، على أن قرار رئيس الجمهورية بتخصيص منحة لفئة الشباب البطال في الجزائر، قرار حكيم في مجمله، خاصة أن بلادنا من الدول القليلة التي اتخذت هذه الخطوة.
وبمقابل ذلك، اعتبر بعضهم أن بعض الشروط المدرجة للاستفادة من المنحة غير منطقية إلى حد ما، ومنها أن لا يكون الشاب قد عمل في فترة سابقة حتى لا يسقط حقه في الاستفادة من المنحة وإن كان بطالا في الوقت الحالي، حيث أن هذا الشرط حسب عدد من الشباب في الولاية، حال دون استفادتهم من المنحة الموجهة لفئة الشباب البطال.
وأشار آخرون إلى أن هناك بعض الأخطاء التقنية في الموقع التي ساهمت في تعطيل العملية، مثل وجود صعوبة كبيرة في الولوج إلى الأرضية الخاصة بالتسجيل في المنحة وهي أمور يُنتظر معالجتها، من أجل تمكين كل شاب بطال من الاستفادة من هذه المنحة.
وفي سياق متصل، قال الشاب تقي الدين جدي، أحد خريجي الجامعة، إن تمكين الشباب البطال من حاملي الشهادات الجامعية المتخرجين حديثا من الاستفادة من هذه المنحة دون شروط، يعد من بين أحد المطالب التي يُنتظر تجسيدها، بالإضافة إلى رفع قيمة المنحة، لأنه من غير المعقول أن يتم - حسبه - المساواة بين حاملي الشهادات الجامعية وغيرهم، مشيرا إلى أن البطالين من خريجي الجامعات الذين لم يتم قبولهم في منحة البطالة يتساءلون عن مصيرهم، وحقهم في الاستفادة من منصب شغل يحفظ لهم كرامتهم، ويحقق لهم مصدر عيش كريم من جهة أخرى.
وذكر في حديثه لـ «الشعب» النائب البرلماني عبد الرحمن صالحي، من خلال متابعته للعملية وسيرها في ولاية ورقلة، أن هذه الخطوة لاقت إقبالا كبيرا من طرف الشباب البطال في الولاية، على غرار العديد من الولايات في الوطن، ورافقها في الوقت ذاته، طرح الكثير من الانشغالات والمطالب المتعلقة بإعادة النظر في الشروط المفروضة للاستفادة من المنحة، على غرار تحديد السن بين 19 على 40 سنة، وكذلك عدم تمكين الشباب من خريجي الجامعات من الاستفادة من المنحة، بسبب التأمين الذي لا يزال ساري المفعول للشخص كطالب في الجامعة أو مراكز ومعاهد التكوين، والذي يتطلب تنقل المعني إلى مصالح الضمان الاجتماعي لإلغائه والمتزوجات أيضا اللواتي لم يستفدن، لأن الزوج موظف.
ولعل من بين أبرز المشاكل المطروحة محليا، عدم استفادة الشاب البطال من المنحة، بسبب استفادته من منصب عمل لفترة محددة، كما أشار في السياق ذاته إلى أن الوزارة تلقّت العديد من الطعون من طرف الشباب الذين رفضت ملفاتهم وهم ينتظرون توضيحات في هذا الشأن.