رئيس مصلحة كوفيد بمستشفى الرويبة البروفيسور كتفي:

«التّعايش الذّكي» يحمي من موجات جديدة لكوفيد

خالدة بن تركي

 المناعة الجماعية ارتفعت لكنّها غير كافية

 أكّد أستاذ الطب التنفسي والصدري، ورئيس مصلحة كوفيد بمستشفى الرويبة البروفيسور عبد الباسط كتفي، أنّنا نعيش حالة استقرار تام تتمثل في عدد حالات شبه منعدمة، وأريحية في المستشفيات وقاعات الإنعاش، وقال في هذا الصدد: «هذه الفترة مناسبة للعودة إلى الحياة العادية، وغلق الحدود لا ينفع حتى في الموجات الجديدة، لأنّه يؤجّل الفيروس ولا يمنعه من الدخول».
 أوضح البروفيسور كتفي في تصريح لـ «الشعب»، أنّه كخبير في الوضع الصحي، الجزائر تعيش استقرارا ويجب أن يستغل الهدوء في رفع القيود والتعايش مع الوباء، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أوصت بها اللجنة العلمية لمتابعة الوباء، والإقبال على التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية، مؤكدا «الوباء متواجد بيننا وسنتعايش معه مثله مثل الفيروسات الموسمية».
فيما يتعلق بتحقيق المناعة الجماعية، أشار إلى أنه لا يمكن الحديث عنها، إلا بتلقيح 70 بالمائة من سكان العال ، وهذا لم يتجسّد بعد، مؤكّدا أنّه بمجرد ظهور متحورات جديدة وتسجيل بؤر أخرى في أي دولة من دول العالم سينتشر الفيروس مرة أخرى بشكل واسع، حسب طبيعة المناطق وخصوصيتها، حيث أثبت أيضا أن طفرات أوميكرون تسمح بخفض المناعة بالأجسام المضادة ضد الفيروس، والنتيجة هي إصابة عدد كبير من الملقحين، وإصابة أشخاص سبق وأن أصيبوا بالفيروس.
صرح في سياق آخر، أن المعطيات الوبائية العالمية تؤكّد أن الفيروس تراجع في أوروبا والعديد من الدول، ماعدا جنوب شرق آسيا «الصين «، التي تعيش موجة الثالثة من أوميكرون، وكل الأرقام والمعطيات تثبت أنّ الفيروس لم يعد خطيرا، وستتعايش الدول معه عاديا بسبب ارتفاع نسبة التلقيح التي تجاوزت 60 بالمائة في أغلب الدول، وسيكون الحال كذلك في الجزائر إذا تزايدت معدلات التلقيح.
وشدّد البروفيسور على ضرورة التوجه إلى الحياة العادية و»التعايش الذكي» مع الفيروس، والسرعة في القرارات في حال ظهور متحوّرات جديدة، أي عند ظهور أي متحور في بؤرة ما، يتم الغلق الجزئي للمكان الموبوء وليس غلق جميع المرافق، موضحا بخصوص الفتح الكلي أنّه صائب، ولا يمكن تعطيل أشغال المواطن أكثر، بل الفترة مساعدة للعودة للتنقل بصفة عادية سواء.
وأضاف بخصوص تخفيف الإجراءات على الشّروط الصحية المطبّقة على المسافرين عبر المطارات، الموانئ والحدود البرية، أنّ القرارات سيادية في هذا الموضوع وتخضع للجنة العلمية، لكن يجب أن تخضع لنفس التدابير الاحترازية المفروضة على المواطنين داخل الوطن، موضّحا أن الإجراءات يجب أن تبقى خاضعة دائما للتكيف، حسب الوضع الصحي.
وعن الوضع الصحي العالمي، قال إنّ بعض الدول لم تصل بعد إلى موجة الإصابة بالمتحور «أوميكرون» الشديد العدوى، وإنّ الإجراءات المفروضة للحد من انتشاره يجب أن تخفّف تدريجيا، مثلما يحدث بالصين حاليا، التي تعيش موجة ثالثة من المتحور الجديد، الأمر الذي قد يؤدّي إلى انتشاره في بعض الدول، خاصة التي تشهد مستويات منخفضة من عملية التلقيح.
استبعد كتفي أن تعيش الجزائر موجة خامسة الآن، لأنّ أوروبا تعيش استقرارا وخفّفت القيود، لافتا إلى أنّ الجزائر تعيش نفس ما تعيشه أوروبا في الوضع الصحي، الفرق في الفترة الزمنية المقدّرة بشهرين، أما بخصوص مخاوف موجة أخرى من الصين، فصرّح الدكتور أنّ الصين تعيش موجة
«أوميكرون» بالرغم  من الإغلاق، والجزائر عاشت هذه الموجة ولا يمكن أن تحدث مرة أخرى، إلا في حال ظهور متحورات جديدة.
وأكّد في الختام، أنّ المواطنين أمامهم فرصة كبيرة للتوجه نحو التلقيح وتحقيق المناعة الجماعية، خاصة وأن الجزائر ليست في منأى عن ظهور متحورات جديدة لكوفيد-19، وقد تكون خطيرة بسبب ضعف عمليات التطعيم، إلا أن الاحتمال الوارد أن تتحول إلى الإصابات الموسمية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024