تراجع منسوب المياه الجوفية، بولاية ميلة، الممونة لستة ولايات شرقية، بسبب شح الامطار، المسجل في الفترة الممتدة من نوفمبر الى مارس الجاري، وهذا ما أدى الى اتخاذ جملة من الإجراءات لمواجهة هذا الوضع المقلق، من بينها الترخيص لـ 13 تنقيبا جديدا هي محل تجهيز لوضعها حيز الخدمة، قبل حلول شهر رمضان المعظم، لدعم التجمعات السكنية بمياه الشرب وكذا السعي لإنجاز تنقيبات أخرى لمواجهة النقص المسجل في مياه الشرب، لاسيما البلديات التي تتزود من المياه الجوفية والبالغ عددها 16 بلدية، خصوصا وان نقص المياه قدرته المصالح المختصة بمديرية الموارد المائية، بأكثر من 3 ملايين متر مكعب.
أوضحت مديرية الموارد المائية في وقت سابق، أن برنامج توزيع مياه الشرب سيخضع للمراجعة في حال تواصل حالة عدم تساقط الأمطار وجفاف الينابيع، حيث سيتم تقليص فترة توزيع مياه الشرب على التجمعات السكنية، لتسيير الوضعية لغاية تحسن الوضع، مع برمجة حملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها المديرية من أجل الحفاظ على الماء وتثمينه.
أما فيما يتعلق ببلديات الولاية المزودة بمياه الشرب، انطلاقا من نظام سد بني هارون، الذي تراجع مخزونه من الماء، بـ 120 مليون متر مكعب، أوضحت هذه الأخيرة، بأن وضعه حسنه، لأن نسبة امتلاء السد تبقى جد مهمة وهي في حدود88 بالمائة وهي كمية لا تؤثر في نظام التوزيع، لا من حيث البرنامج ولا من حيث كمية الماء الموزعة على السكان.
وتعمل الوزارة الوصية، في الوقت الحالي، على الاعتماد على المياه الجوفية إلى غاية إطلاق محطات تحلية مياه البحر كبديل للسدود، وتقتضي هذه المخططات أولا ترشيد وتقنين استهلاك المياه، وثانيا اللجوء إلى المياه الجوفية من خلال الإسراع في انجاز المشاريع الخاصة بحفر العشرات من الآبار.
ويعتبر سد بني هارون أكبر سدود الجزائر من حيث المساحة والسعة «حوضه الهيدروليكي حوالي 7700 كيلومتر مربع» يموّن 6 ولايات بالماء الصالح للشرب، بما يعادل أكثر من 5 ملايين نسمة، أنجز على مصّب ملتقى وادي الديب ووادي الكبير على الحدود الفاصلة بين ولايتي ميلة وجيجل.
طاقة تخزين السد للمياه تقدر بحوالي مليار متر مكعب ويضمن تزويدا بالمياه يقدر بـ 425 مليون متر مكعب في السنة، واستهلك السد الاسمنت المتماسك الملفوف، بحجم يقدر بحوالي 1،5مليون متر مكعب من الاسمنت.
تستخدم مياه السد في ري العديد من الأراضي الزراعية في منطقة السهول العالية بمساحة إجمالية تقدّر بـ 400 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى ري مساحة تقدّر بـ 22.72 كيلومتر مربع من مزارع الحبوب والخضراوات في منطقة أم البواقي، ويوفّر السد مياه الشرب لـ 41 بلديات على مستوى 6 ولايات «جيجل، ميلة، قسنطينة، باتنة، خنشلة وأم البواقي».
كما لا تقتصر أهمية السد في تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، وزيادة المساحات المسقية، وإنما تعتبر كذلك قاعدة أساسية مهمة لقيام الصيد القاري، حيث يتوفر على كمية هائلة من الأسماك، إذ أصبح هذا السد ميناء صغيرا للصيد، لما يتوفر عليه من ثروة سمكية معتبرة، ومن أجل استغلال هذه الثروة السمكية الهائلة، تم تنظيم الصيد ومنحت رخص لشباب الولاية، لممارسة الصيد بصفة شرعية ومنتظمة.