يمثّلن أكثر من 65 % من منتسبي قطاع التّربية

معلّمات مناضلات يتصدّرن المشهد النّقابي

خالدة بن تركي

 ساهمت المرأة عموما وصاحبات المآزر البيضاء خصوصا في إرساء القيم، التربية والأخلاق والمبادئ الوطنية في المجتمع، من خلال مساهمتها وتأثيرها الأخلاقي بتضحية ومسؤولية في أداء رسالة العلم والدين، ومن الجانب المهني والتربوي فهي الأم المربية، الأستاذة والمعلّمة ومستشارة نفسانية وصديقة ومرافقة للأجيال ببعد وطني جزائري بحت، يعكس قيمها وتربيتها وتضحيتها.

 إنّ المرأة تمثّل اليوم أكثر من 65 بالمائة من منتسبي قطاع التعليم، وبذلك فهي تؤدي دورا أساسيا في تطوير القطاع وفق قيم تربوية وأخلاقية بحتة، إلا أن المرأة العاملة في قطاع التربية، تواجه صعوبات وضغطا كبيرا من جانب التوفيق بين التعليم والحياة الشخصية، فهي الأم وهي المعلمة، وهي قاعدة بناء الأسرة والمجتمع.

 التّشجيع للمحافظة على نسق العطاء

 أكّدت عضو تنسيقية التعليم الإبتدائي الأستاذة خيار الناس كريمة في تصريح لـ “الشعب”، حاجة المرأة للمزيد من التشجيع، الحماية، الاعتراف والاحترام، فبيداغوجيا تعاني من ضغط وكثافة البرامج مما يصعب عليها المحافظة على نسق العطاء، رغم ذلك تضحّي كثيرا لإرساء قيم العلم والتربية لدى التلميذ، ومن خلال التنسيقية وجدت نافذة تعبّر منها عن معاناتها، وتحاول إيصال المشاكل وتقديم حلول بفاعلية ومسؤولية، وتسعى إلى إيجاد أنجع الطرق لإنجاح العملية التعليمية التعلمية.
وعلى الصعيد الشخصي - تضيف المتحدّثة - الكل يعلم أنّ ما تقدّمه من عمل وجهد دون انتظار اعتراف أو مقابل مادي يعكس حجم تضحياتها، فهناك من يسافرن كل يوم للإلتحاق بعملهن وينتقلن لأكثر من 100 كلم، نتيجة كل هذه المشاكل التي تعاني منها المرأة في قطاع التعليم تشجّعت المرأة الأستاذة وأصبحت عضوا فعّالا في التنسيقية، تطالب بحقوقها وتوصل انشغالاتها وتفرض نفسها كإمرأة جزائرية واعية تسعى إلى خدمة البلاد والقطاع بتسليط الضوء على معاناتها، آملة في يومها العالمي أن تظل الأستاذة مشعّة كالشمس منيرة كالقمر، فهي اللّبنة الأساسية في تكوين المجتمع.

بين حب المهنة وتحدّي الصّعاب

  بدورها الأستاذة بوزيان وداد قالت إنّ المرأة في قطاع التربية تواجه تحدّيات كبيرة، خاصة في ظل الوضع الإستثنائي بسبب وباء كورونا، الذي زاد الأمور تعقيدا على الصعيدين الصحي والمهني، حيث بات من الضروري عليها تحمّل المزيد من التعب والشقاء، فوجدت نفسها في تيارات بين مهنة التعليم كمهنة وما تتطلّبه من جهد وتعب وبين خطورة العمل في ظل الوباء، وبين التوفيق بين العمل ومسؤولية المنزل، وبين مجابهة الغلاء المعيشي والمعاناة من انخفاض القدرة الشهرية التي أضحت جد صعبة، خاصة إذا كانت هي المعيل الوحيد للأسرة.
وأدّى تراكم الكم الهائل من الضغوطات - تضيف المتحدّثة - إلى خروج عفوي لمعلمي الإبتدائي في أكتوبر من سنة 2019، هذا التاريخ الذي شهد ميلاد تنسيقية التعليم الإبتدائي وكانت أغلب المشاركات صاحبات المآزر البيضاء، رافعات شعارات الإصلاح والتغيير، حاملات مطالب بيداغوجية ومهنية القديمة منها والجديدة، فهبّت المعلمات من كل حدب وصوب متخلّصات من قيود الخضوع وهاجس السكوت، متحرّرات يعبّرن ويؤكّدن على مطالبهن تحت لواء التنسيقية التي تحوي أكبر نسبة من المعلمات العضوات، فقد سمح لهن الولوج إليها أن يتصدّرن المشهد في العمل النقابي النزيه.

رسالة العلم ومتاعب الميدان

 من جهتها اعتبرت الأستاذة ظريف رتيبة، أنّ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة مناسبة للتذكير بجهود عاملات قطاع التربية، هذا المجال الذي يواجه مشاكل عديدة دفت صاحبات المآزر البيضاء إلى اقتحام المجال النقابي وبكل قوة، كونها تمثّل نسبة لا تقل عن 60 بالمائة من منتسبي قطاع التربية.
فلم يقتصر دورها اليوم على التعليم وتقديم رسالة، فهي اليوم اقتحمت العمل النقابي الذي جاء بناءً على ردود فعل من تهميش للعنصر النسوي، جاء كرد فعل ودرجة وعي لصاحبات المآزر البيضاء، غاضة بذلك البصر عمّا سيلحق بها من متاعب في الميدان وطبيعة المجتمع الذي تعيش فيه، وكلّها إيمانا بمبادئها ونفض الغبار على قطاعها.
وأشارت الأستاذة إلى تضحيات المعلمات رغبة منهن في تغيير القطاع والرقي به، فبالعلم ترتقي الأمم، وليس من السهل القيام بذلك لاسيما في مثل هذه الظروف، خاصة وأنّها هي التي تعاني في قسمها مع تلاميذها، تعاني إداريا من ومن، هي الأم بالبيت التي ترعى شؤون أسرتها وتربية أطفالها، هي التي تأخذ من وقتها لتوصل رسالتها إلى طفل كالصفحة البيضاء فتعلّمه القراءة والكتابة، إيمانا منها بتحسين أوضاع المدرسة الجزائرية بكل أطوارها، بالأخص المدرسة الابتدائية.
وأكّدت الأستاذات عزمهن على رفع التحدي دائما، وأبدا من أجل التغيير وفي إطار التنسيقية، التي يمكن القول إنّها الوحيدة التي تحوي على أكثر تمثيل نسوي في مكاتبها الوطنية أو الولائية، وهذا إيمانا منهن أنّ النساء يساهمن في تطوير القطاع وترقيته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024