تؤدّي الجمعيات المتخصّصة دورا مهما في التكفل بمرضى السرطان، بل تُكمل العمل المنجز على مستوى المؤسسات الصحية للدولة للعناية بهذه الفئة، وبفضل عملها الدّؤوب تحوّلت إلى مؤسّسات خيرية فاعلة.
ليس بناء على مبدأ اقتسام الأعباء العامة للدولة، ولكن بفضل روح التضامن والمواطنة والمسؤولية كثيرا ما تظهر صور التكافل في المجتمع لجمعيات خيرية في البليدة تسهم في التكفل بالمرضى بشكل عام وبحسب الاستطاعة.
واللافت في العقدين الأخيرين ظهور جمعيات متخصصة في التكفل بمرضى السرطان، ويتعلق الأمر بالجمعية الوطنية « البدر» وجمعية الفجر وجمعية الأمل، ويمكن تخصصها في برنامج عملها الذي يستمر طوال السنة سواء التكفل الطبي والنفسي بالمرضى وإيوائهم، أو تنظيم الحملات التحسيسية والتوعوية ضد هذا المرض.
وفي هذا الشأن، يتحدث المكلف بالإعلام لجمعية الفجر:
«الجمعيات تُكمل عمل المستشفيات لأجل هدف واحد وهو التكفل الجيد بمرضى السرطان...وعلى اختلافها تلعب الجمعيات دورها للتكفل بهذه الفئة بحسب الإمكانيات المتاحة لديها، فهناك جمعيات أصبحت تضمن مراكز إيواء وسيارات نقل وتقوم بتوفير الأدوية الضرورية لمرضى السرطان (يقصد الجمعيات المتخصصة)».
وعن ظهور هذه الجمعيات المتخصصة التي يمكن تصنيفها على أنّها مؤسّسات خيرية تحدّث قائلا: «أعتقد أنّ تنامي مرضى السرطان والتوقف على معاناتهم أدى إلى تأسيس جمعيات خصيصا للتكفل بهم، وهذه الجمعيات تضم مؤطرين جيدين وحتى عمال ناشطين في السلك الطبي يدركون ما يجب عليهم فعله».
وختم محدثنا قوله: «التكفل بالمرضى يكون نفسيا أيضا أما بخصوص مراكز الإيواء، فهي تخدم القادمين من ولايات بعيدة، وهذا ما تعرفه البليدة التي يأتي للعلاج بها من عدة ولايات في مركزها الصحي بمستشفى فرانز فانون، وأحيانا نقوم بإيواء المريض والشخص المرافق له بمركز الإيواء».تقوم جمعية البدر التي تأسّست في سنة 2006 على زيادة الوعي والوقاية من مختلف السرطانات وعوامل الخطر، حيث تضمن المرافقة اليومية للمرضى من خلال الاستقبال، التوجيه والإعلام والدعم النفسي من طرف مختصين.
وتحوز هذه الجمعية الوطنية على دارين للإيواء، الأولى تقع بالقرب من محطة القطار بمدينة البليدة واسمها دار «البدر» وتأوي الرجال، فيما تتواجد الثانية في شارع باب الجزائر وتحمل اسم «دار الإحسان» وتأوي النساء.
وخلال سنة 2021 ضمنت جمعية البدر استشفاء 771 مريض بالسرطان قدموا من 33 ولاية، وقدمت لهم ما يقارب 138 ألف وجبة غذائية ولمرافقيهم، وأجرت لهم 1483 فحص طبي تكميلي، أما فيما يخص الإيواء فقد ضمنت إيواء 1588 ليلة للرجال، و7438 ليلة للنساء.
وتنظّم جمعية البدر ملتقيات علمية لنشر الوعي ضد السرطانات المختلفة على غرار سرطان عنق الرحم، ومؤخرا تنظم تظاهرة القطار الوردي لأجل الحث على القيام بالكشف المبكر عن سرطان الثدي عند النساء، وزيادة على ذلك توفّر الأثداء الاصطناعية للواتي خضعن للجراحة.
من جهتها استفادت جمعية الفجر من دار لإيواء المرضى تبرع أحد المحسنين في شارع أحمد علال في بلدية موزاية بقدرة استيعاب قدرها 17 سرير، وبالإضافة إلى ذلك تجري الفحوص الطبية لهؤلاء المرضى بأسعار مخفّضة بعد اتفاقها مع مركزين طبيين وافقا على مد يد العون لها.
وبالرغم من قلة الإمكانيات لديها، فإنّ ثمة جمعيات ناشطة في مكافحة السرطان تبذل جهودا لتكون أكثر فعالية في المستقبل، كما هو الحال لجمعية الأمل التي بادرت مؤخرا رفقة جمعيات مماثلة لتشكيل فيدرالية وطنية خاصة بهم، وجاء هذا التكتل بهدف وضع خارطة جيدة لتحقيق أهدافها، وتُطالب هذه الجمعيات بتشييد مستشفى خاص بالأطفال المرضى بالسرطان في البليدة.