أكد وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة بن عتو زيان، أنّ برنامج الوزارة المسطر على الأمد المتوسط في مجالات التحول الطاقوي والاقتصاد من استهلاك الطاقة الأحفورية تم تجسيده ميدانيا بإنجاز عدة مشاريع على المستوى الوطني وإبرام اتفاقيات قطاعية لتوسيع استخدام الطاقات المتجدّدة.
أوضح الوزير بن عتو في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنّ البرنامج الوزاري المسطر في مجال التحول الطاقوي على الأمد المتوسط، في إطار تنفيذ التزامات رئيس الجمهورية، تم تجسيده عبر دخول حيّز الخدمة عددا من المشاريع لإنتاج الطاقات المتجددة على غرار تشجيع المنتجين الذاتيين للطاقة المتجددة وتوسيع استعمال الإنارة العمومية الذكية وتحويل حوالي 200 ألف سيارة إلى نظام استهلاك غاز البترول المميّع وإعداد دفتر الشروط الخاص بإنجاز محطات الطاقة الشمسية بسعة 1000 ميغاواط.وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى إنجاز مشروع استعجالي بتغيير “نمط الضوء” إلى “نمط ذو الكفاءة العالية” في بعض المناطق المعزولة المتواجدة على مستوى الهضاب العليا، خاصة في منطقة الأوراس وجرجرة والونشريس.
كما تمّ مواصلة عملية تحويل السيارات إلى استعمال غاز البترول المميّع-وقود بدلا من البنزين، حيث وصل عدد المركبات التي حولت إلى السيرغاز، بـ200 ألف سيارة منها 50 ألف سيارة أجرة بفضل تجنيد أكثر من 550 ورشة تركيب على المستوى الوطني، حسب بن عتو، مبرزا أنّ برنامج دعم هذه العملية بتخفيض التكاليف بـ 50 بالمائة سيتواصل، وذلك في إطار حماية البيئة والحفاظ على الصحة والتقليص من استهلاك البنزين.
وفي إطار الاتفاقيات القطاعية، تعمل وزارة الانتقال الطاقوي مع وزارة السكن حاليا على تجسيد مشروع العزل الحراري للسكنات الاجتماعية، باستعمال مواد عازلة تهدف إلى إنشاء طبقة عازلة حول البنايات لضمان درجة حرارة مريحة ولتفادي استهلاك مفرط للطاقة، حسب الوزير.
وفي نفس الإطار، باشرت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجدّدة تنفيذ مشاريع مع وزارة الصحة لإنجاز نظام إنارة ذكية تستهلك طاقة كهربائية أقل بنسبة قد تصل إلى 80 بالمائة على مستوى المستشفيات والمراكز الصحية العمومية، يضيف بن عتو، مشيرا إلى أنّ هذا البرنامج سيتم توسيعه على مستوى عدة قطاعات على غرار التربية الوطنية والشؤون الدينية والثقافة.
وفي هذا الصدد، أفاد الوزير أنّ 30 بلدية من ولاية الجزائر استفادت من مشروع الإنارة العمومية الذكية خلال برنامج النجاعة الطاقوية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية.
وسيتم قريبا إطلاق مشروع مماثل في ثلاث ولايات أخرى وهي البويرة، باتنة وتيسمسيلت فيما يخص الإنارة العمومية الذكية ومشروع إنارة عمومية بطاقة شمسية تستفيد منها ولاية إليزي.
وستسمح جل هذه المشاريع، التي دخلت حيّز الخدمة والتي ستستلم في الأيام القريبة، حسب بن عتو، بترشيد استهلاك الطاقة وتقليص التبذير ورفع حجم صادرات الغاز والبترول.وفيما يخصّ مشروع إنجاز محطات الطاقة الشمسية بسعة 1000 ميغاواط، أبرز الوزير أنّ دفتر الشروط المتعلق بالإعلان عن المناقصة التي أطلقت، نهاية ديسمبر 2021، لإنجاز هذه المحطات قد تم الانتهاء منه، حيث شرع في سحبه، منذ الخميس الماضي، ما يزيد عن 80 متعاملا صناعيا وطنيا وأجنبيا يرغبون في الاستثمار في هذا القطاع.
ولفت الوزير إلى أنّ إعداد دفتر الشروط يعتبر مرحلة “هامة” في إنجاز هذا المشروع الوطني للطاقات المتجددة، والذي يهدف إلى إنتاج 15.000 ميغاواط في آفاق 2035.
نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر
وعلى الأمد الطويل، تسعى وزارة الانتقال الطاقوي للمساهمة في دخول حيّز الخدمة لعدد من الاستثمارات الهامة وكذا دمج الإنجازات السابقة وإطلاق مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما تطمح الوزارة إلى إطلاق مشروع بطاريات الوقود التي تعتبر حسب الوزير “عاملا أساسيا للاستعمال في السيارات وكذا الشاحنات الكهربائية المتنقلة بالهدروجين”.
ومن بين المشاريع الأخرى التي سطرت في البرنامج طويل المدى، ذكر بن عتو محطات شحن السيارات الكهربائية وإنتاج المولدات الهوائية والموصلات الكهربائية والرفع من نسبة الإدماج للألواح الشمسية المصنوعة محليا.
أما فيما يخص الهيدرجين، ذكر الوزير بإنشاء لجنة وطنية تتكون من إطارات وزارة الطاقة والمناجم والانتقال الطاقوي، تحت إشراف الوزير الأول، تعمل حاليا على إنجاح هذا المشروع لكي “يكون الهدروجين وقود المستقبل في آفاق 2035 - 2040”، وتابع بأنّ اللجنة تعمل من أجل تموقع الجزائر في هذا الوقود المستقبلي لتحضير مرحلة تصديره إلى أوروبا التي تحتاج لهذه المادة.
وتسعى الوزارة أيضا، في إطار برنامجها القطاعي طويل الأمد، إلى المساهمة في رفع المردود الفلاحي والأمن الغذائي خاصة في تدعيم الاستثمارات في الجنوب، عبر اتفاق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية يبرز الوزير، مؤكدا أنّ الوزارة تعمل بكل أريحية مع جميع القطاعات لتطوير استخدام الطاقات المتجدّدة ولترشيد استهلاك الطاقة الأحفورية.