شكلت ولاية ورقلة محطة من بين محطات الحراك الوطني ككل شبر من هذا الوطن.
وكانت ورقلة، كما يؤكد أغلب المتتبعين للشأن المحلي، من بين الولايات السبّاقة في الحراك من ناحية النوعية والسلمية والرسالة. فبالرغم من أن المطالب كانت محلية، إلا أنها أعطت بعدا راقيا.
أكدت المطالب الكثيرة المتعلقة بالتنمية تحديدا والتي مازال ينتظر تجسيدها في ولاية ورقلة، على مدى تشبث المواطن بوطنيته، حيث أبان، كما كان في كل محطة، عن نضج وحس مواطنة كبيرين. كما لعب الوعي في أوساط شباب المنطقة خلال فترة الحراك وما بعدها، دورا مهمّا ومساهما في تجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار لتعزيز خطوات البناء وكان حصنا منيعا في مواجهة ما يحاك من مخططات، في انتظار تحقيق كل هذه الانشغالات والمطالب الاجتماعية والاقتصادية التي نادى وينادي بها سكان المنطقة والجزائر ككل بشكل تدريجي.
ولعل الشغل والصحة ودعم البنية التحتية والهياكل القاعدية وتوفير مختلف المرافق الضرورية والالتفات إلى وضعية سكان هذه المناطق، من بين أكثر المطالب المطروحة والمتعلقة بالشأن التنموي محليا في ولاية ورقلة، وهو ما تجمع عليه آراء مختلف الناشطين في المجتمع المدني.
في سياق متصل، اعتبر الأمين الولائي للمنتدى الوطني للمجتمع المدني وتعزيز الوحدة الوطنية بورقلة رحيم لخضر، في حديثه لـ «الشعب»، أن التنمية بولاية ورقلة تعد ملفا مهما جدا، حيث مازال المواطن بهذه الولاية ينتظر تجسيد العديد من المشاريع التي من شأنها تحسين الوضع المعيشي لسكانها وتحقيق التغطية المطلوبة في مختلف القطاعات ذات الأهمية والمرتبطة بالمواطن بصفة مباشرة، ومن خلال الاستفادة من مقدرات هذه الولاية بما يسهم في الارتقاء بها لمصاف الولايات ذات الأقطاب الصناعية والفلاحية، خاصة وأنها تتوفر على عديد الإمكانات والفرص السانحة لتعزيز هذا التوجه.
وأشار المتحدث، إلى أنه بالرغم من عديد الملفات التنموية ذات الأولوية بالنسبة للمواطن، كانت تسجل احتجاجات شبه يومية، خاصة المتعلقة منها بالمطالبة بالشغل، إلا أن شباب المنطقة ومواطنيها أكدوا كل مرة تشبثهم بالثوابت الوطنية والحفاظ على الوطن في مواجهة وصد أية مخططات كانت ترمي إلى المساس بأمن واستقرار البلاد.
ومازال المواطن بولاية ورقلة يطالب بتحقيق مختلف المطالب والاستجابة لانشغالاته المرتبطة بالتنمية، منها تعزيز البنية التحتية والمرافق الصحية التي ينتظر أن تتدعم بها الولاية، من أجل توفير التغطية الصحية في مختلف الاختصاصات ومن بين أهم هذه المشاريع المسجلة التي ينتظر أن ترى النور قريبا للانطلاق في تجسيدها; مشروع المستشفى الجامعي، بالإضافة إلى دعم الطرق وكذلك تقديم التسهيلات للمستثمرين الشباب في القطاعين الفلاحي والصناعي، فضلا عن عديد المطالب الأخرى التي تنتظر الاستجابة ومنها إيلاء العناية بالسياحة الصحراوية بهذه المنطقة وتوفير مختلف المرافق الترفيهية والحدائق العمومية التي تفتقر إليها الولاية.