تعطي بصيص أمل ببسكرة

مشاريع صحية رفع عنها التّجميد وأخرى ألغيت

بسكرة: عمر بن سعيد

 تعاني ولاية بسكرة من قلة الهياكل الصحية وتشبع الموجود منها في ظل تزايد عدد السكان وارتفاع الاحتياجات، وبالرغم من استفادة الولاية من مشاريع مهمة طالها التجميد والإلغاء، فإن هناك بصيص أمل في انطلاقة إنجاز ما رفع عنه التجميد، تزامنا وغياب مدير ولائي منذ مدة، وانسحاب المدير المعين بعد شهر من تنصيبه.
قطاع الصحة «المريض» انعكس وضعه سلبا على المواطن، ما يتطلب إعادة النظر في الخريطة الصحية للولاية، وإعادة تكييفها بما يناسب حاجيات السكان المتزايدة، وهو مطلب طرحه أعضاء المجلس الولائي في أكثر من دورة، خاصة العمل على تسجيل المشاريع الاستشفائية التي تمت الموافقة عليها من طرف وزارة المالية سنة 2015، وطالها الإلغاء بعد تجميد المشاريع المسجلة مثل مركز مكافحة السرطان ومركز التصوير الطبي.
                                                                   
مستشفى القنطرة..منشأة لم تر النور

 مشروع مستشفى 60 سريرا القابل للتوسع ببلدية القنطرة، وصلت نسبة الأشغال به حدود لـ  80 بالمائة، توقّفت عمليات الانجاز به سنة 2016 بسبب تصدّع جدرانه، وفساد البلاط نتيجة تسرّب مياه الأمطار والسيول التي أحدثت أضرارا بالمبنى، وهي نتائج لسوء وأخطاء الدراسة التقنية للمشروع، والتي يدفع حسابها المر المواطن والخزينة العمومية.                                                                     
المشروع انطلقت أشغال انجازه سنة 2013 دون دراسة تقنية كافية لنوعية الأرضية، حيث اعتمدت نفس الدراسة الخاصة بمستشفى زريبة الوادي رغم اختلاف نوعية التربة، والتي تبين لاحقا أنها كلسية لا تتحمل مياه السهول، خاصة وأنّ موقع المشروع موجود عند سفح الجبل، حيث تغمر المنطقة مياه السهول والتي أثرت على الأرضية الكلسية التي تنتفخ حالما تتشبع بمياه الأمطار والسيول، وتمّ تدخل أولي بإقامة جدار إسناد لكن الأمور لم تتغير، الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى تجميد الإشغال في انتظار إيجاد حلول تقنية.
شكاوى واتصالات المواطنين وأعيان البلدية تمكّنت من تحريك المياه الراكدة بالإدارة التي تحرّكت خلال الشهور الماضية، وأمر الوالي بتشكيل لجنة تقنية بعد أن أعطت وزارة المالية موافقتها على إعادة أشغال التصليحات، وإسنادها إلى نفس المقاولات المكلفة بالإنجاز وبالأسعار المحددة في الصفقة الأولى، من خلال اعتماد ملاحق، لكن يبدو أن استئناف الأشغال قد تتطلب وقتا أطول، لهذا الصرح الطبي الذي انتظره السكان، وذلك بالرغم من إحالة الملف على لجنة الصفقات العمومية بالولاية.

رفع التّجميد عن مشروع مستشفى 240 سرير

 سجّل مشروع إنجاز مستشفى 240 سرير ضمن القطب الحي بالمنطقة العمرانية الغربية بعاصمة الولاية، قبل أن يتم تجميده سنة 2015، مع إلغاء المشاريع الأخرى التي لم تسجل مثل مركز إعادة التأهيل الوظيفي والحركي ومركز التصوير الطبي ومركز مكافحة السرطان، وكذا مستشفى القلب، وهي مشاريع هياكل صحية كان مقررا إنجازها ضمن قطب طبي على مساحة 15 هكتارا.
مشروع المستشفى يتضمّن كل الاختصاصات إضافة إلى مهبط للطائرات المروحية، وسيمكّن من سد النقص الحاصل في الاستشفاء والعلاج للولاية وبعض الولايات المجاورة، وحسب المعلومات المتحصل عليها، فإنّ قرار رفع التجميد اتخذ سنة 2019، وأحيل ملفه إلى لجنة قطاعية للصفقات العمومية على مستوى الوزارة لدراسة دفتر الشروط المتعلق بالإنجازوالذي دخل مرحلة رفع التحفظات، ليتم بعدها إعادة برمجة دفتر الشروط والمصادقة عليه، ومن ثمّة الإعلان عن مناقصة الإنجاز.
وفي سياق متصل، فإنّ الإجراءات الإدارية والتقنية انطلقت من أجل إنجاز عيادة متعددة الخدمات بالمنطقة العمرانية الغربية، كما بلغت نسبة إنجاز عيادة مماثلة بحي سيدي غزال الشعبي بضواحي عاصمة الولاية، والذي يضمن عددا معتبرا من السكان.
يضاف إلى ذلك عدد من المشاريع التي تشرف على أشغال إنجازها مديرية التجهيزات العمومية منها مركز الأمومة والطفولة وعيادة الولادة بطاقة 80 سريرا ببلدية برج بن عزوز دائرة طولقة، وكذا مستشفى أمراض القلب بطاقة 60 سريرا، والذي رفع عنه التجميد.
أما مشروع مصلحة الإنعاش الطبي الذي أتخيرت أرضيته بجانب وحدة استعجالات بشير بن ناصر، فهو مهدّد بالإلغاء بعد رفض المجلس الطبي لموقع المشروع، الذي اعتبر غير ملائم، مقابل ذلك انتهت عملية إنجاز مركز حقن الدم، وسيتم وضعه حيز الخدمة بعد استكمال تزويده بالكهرباء وتجاوز بعض النقائص.

مركز أمراض الكلى..هيكل كبير

 كما استفادت بسكرة من مشروع إنجاز مركز طبي متخصص في أمراض الكلى والمسالك البولية هبة من المرحوم الأمير السعودي نايف بن عبد العزيز، وقد أنجز بمواصفات عالمية ومجهز بأحدث الأجهزة، وبطاقة استيعاب تقدر بـ  80 سريرا، وهناك قابلية لاستقبال 200 حالة تصفية دم.
المركز أكبر مستشفى متخصّص في الجزائر، يتربّع على مساحة 11.000 متر مربع، ويتكون من ثلاثة طوابق تضم أجنحة تصفية الدم والمخابر وإجراء العمليات الجراحية، وكل المستلزمات الخاصة بالفحص والعلاج، وكل ما يحتاجه المرضى النزلاء بما فيها مطبخ مجهز تجهيزا عصريا.
وتم تشغيل المركز بطريقة ترقيعية، حيث حولت مصلحة تصفية الدم بمستشفى بشير بن ناصر للمركز المذكور، الأمر الذي جعل هذا الهيكل يشتغل بالحد الأدنى باستغلال 40 سريرا من جملة 80 سريرا المتوفرة، وذلك في ظل غياب تكفل من وزارة الصحة، خاصة وأن المركز هو الأول والأكبر في الجزائر، ويتطلّب حسب المعلومات التي استقيناها من مصادر معنية إلى أرمادا من الأطباء والأعوان وميزانية ضخمة، وذلك حتى لا يبقى هيكل ضخم ولكن بمستوى مصلحة صغيرة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024