رئيس لجنة الدفاع الوطني بـ«الغرفة السفلى»:

كل عدوان سينكسر عند جدار تلاحم الشعـب مع الجيش

حوار: هيام لعيون

يؤكد رئيس لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني رابح جدو، أنّ صلابة وثبات الدبلوماسية الجزائرية، يعود لتوفر عدة عوامل أهمها تلاحم الشعب مع جيشه، والتفافه حول مؤسساته، فضلا عن ثبات مواقف الجزائر بعيدا عن المراوغة، ما شكل جدارا حصينا أمام كل المحاولات البائسة والفاشلة التي تريد النيل منا، ليشدّد على أنّ قوة هذه الدبلوماسية التي تسعى لطرد الكيان الصهيوني بعد أول خطة بتعليق عضويته في الاتحاد الإفريقي، ستنجح في تنظيم القمة العربية في وقتها بالرغم من المؤامرات التي تُحاك بالجوار.

  الشّعب ويكاند: تعيش الجزائر وسط محيط ملتهب، وتواجه ضربات من جميع الجبهات الداخلية والخارجية، وعلى جميع الأصعدة الأمنية والسياسية، كيف تفسرون ثبات الجزائر في مواقفها؟

 جدّو: الجيش الوطني الشعبي، يمتاز عن باقي جيوش العالم بميزة خاصة انفرد بها، وهي أنّه لم ينشأ بمرسوم، بل خرج من رحم معاناة الشعب، كابد الصعاب وناضل طويلا، وجابه أعتى وأقوى القوات آنذاك وفجّر ثورة التحرير المجيدة، التي أصبحت تدرس في المعاهد وفي الجامعات الدولية، كمرجع للثورات المناهضة للاستعمار والطغيان والظلم.
 إذا هذه الميزة جعلت الجيش الوطني الشعبي يصمد ضد كل المؤامرات الدنيئة والخسيسة، وفي كل المخططات التي تصنعها مخابر أجنبية وتمولها دول مارقة وحاقدة لها أطماع تاريخية في الجزائر وبعض الدول العربية التي سقطت في أحضان تلك الدول التي تحمل هذه المخططات الخبيثة.
الجيش الوطني الشعبي، لم يسقط لأنه يؤمن بالقضايا العادلة ويدافع عنها باستماتة، له مبادئ ثابتة وهو يقف دائما إلى جانب كل القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، التي تعتبر آخر مستعمرة افريقية لازالت ترزخ تحت وطأة استعمار المخزن، الجيش الوطني الشعبي متلاحم بشكل منقطع النظير مع شعبه وهي القوة التي يرتكز عليها في مجابهة ومواجهة كلّ الأعداء وكل المخططات التي ستُنكسر حتما عند جدار تلاحم الشعب الجزائري مع جيشه عبر التاريخ، وهي النقاط التي جعلت جيشنا قويا، متلاحما بشكل كبير جدا مع شعبه بالدرجة الأولى، أضف إلى ذلك وبالرّغم من أن الجزائر مُحاطة بحوالي 7 دول، فإنّ التاريخ لم يذكر يوما أنّ جيشنا خرج خارج الحدود ليهاجم أو يتعدى على دولة من دول الجوار، ما يعني أنّ الجيش يقوي قدراته العسكرية من خلال التجهيز ومن خلال التطوير والتكوين والتأهيل المستمر، وليس من أجل الطغيان، ومهاجمة الدول، بل من أجل حماية حدود بلاده ومن أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوحدة الوطنية.
إذا، كلّ هذه الأمور تشكل نقاط القوة التي جعلت الجيش الوطني الشعبي قوي وصامد وشامخ مثل جبال الأوراس، في وجه كل المخططات الخبيثة والدنيئة التي تريد النيل من الجزائر نظرا لمواقفها الثابتة ولشساعة مساحتها ولقوة شبابها وتنوّع ثرواتها.

- في نظركم، ما هي أهمّ أسباب هذا التكالب على الجزائر؟
 الجزائر لا تبيع القضايا العادلة، الجزائر لم تهرول للتطبيع، الجزائر لها مبادئ ثابتة، ومهما كانت الإغراءات لا يمكنها التنازل بأيّ حال من الأحوال عن القضايا العادلة في العالم، مثل قضية فلسطين، فيمكن لكل الدول أن تتنازل عن القضية إلا الجزائر التي لم ولن تفعلها، لأنها ذاقت ويلات الاستعمار وتعرف معناه ومعنى الظلم، وتعرف مرارة الطغيان، وهو نفس الشيء بالنسبة للصحراء الغربية، إذا هذه المواقف الثابتة جعلتها عرضة لمختلف المخططات ومختلف المؤامرات.

- تحدثتم عن صلابة الدبلوماسية الجزائرية، في اعتقادكم إلى ماذا تعود؟ وما هي القوّة التي تستند عليها؟
 في رأيي، قوة الدبلوماسية الجزائرية جاءت بالدرجة الأولى من تمسكها بمبادئها وثبات مواقفها، فالجزائر لا تراوغ، وعبر التاريخ ثابتة على مواقف ومبادئ لم تحد ولن تحيد عنها مهما كانت الظروف والإغراءات.
ثانيا، وكما هو معلوم فإن الشعب الجزائري، شعب يختلف عن باقي شعوب العالم، متماسك فيما بينه ومتلاحم مع جيشه لدرجة أننا أصبحنا محسودين من قبل جميع دول العالم، وهي نقطة القوة التي ترتكز عليها الدبلوماسية، يضاف لها التفاف الشعب حول مؤسسات دولته، ما شكل جدارا حصينا وحصنا منيعا أمام كل المحاولات البائسة والفاشلة التي تريد النيل منا.

- ما هو دوركم باعتباركم برلمانيين، وما هي مساهمتكم في الوقوف إلى جانب الدبلوماسية الجزائرية؟
 إذا تريدين الحديث معي كرئيس لجنة الدفاع ، فالدستور والقانون العضوي للمجلس الشعبي الوطني، حدد ما هي المهام الأساسية لها، والصلاحيات التي تخول لنا الدفاع عن مؤسسات الدولة في الداخل والخارج، وفي وجه أعداء الجزائر، وفي وجه كل ما يحاك داخل المنصات الافتراضية والمواقع الإلكترونية المأجورة، من أجل تنفيذ أجندات أجنبية هنا في الجزائر، من خلال سن قوانين ردعية لمواجهة مثل هذه الممارسات التي تمس الجرائم السيبرانية وتستهدف أمن واستقرار وسمعة الجزائر.
لذلك، فنحن كنواب نسنّ مثل هذه القوانين لزجر وردع مثل هذه الممارسات، كما نسنّ قوانين من أجل وضع حد للأقلام المأجورة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة وأنّ العديد منها جزائرية اللسان لكنها غربية الفكر، لكن تأكدوا أنّ مثل هذه الخطط الخبيثة لا يمكن لها أن تلبث وأن تصمد كثيرا أمام الجدار القوي الذي شكله تلاحم الشعب وجيشه.
وخلال قادم الأيام وبالتنسيق مع قيادة الجيش، اقترحنا تنظيم يوم برلماني بعنوان «تلاحم الشعب مع جيشه، انتصار للجزائر وتعزيز لوحدتها»، حيث اتخذت كل الإجراءات من أجل ذلك، غير أننا تأخرنا بسبب ظروف الجائحة وسننظمه خلال أيام مقبلة، وهو موضوع مهم جدا لاسيما على ضوء هذه الظروف المحيطة بنا، وسيشارك خلال اليوم البرلماني المنتظر أساتذة مختصون في التاريخ وعلم الاجتماع، بحضور ضباط من المؤسسة العسكرية لإلقاء محاضرات بخصوص الموضوع.

- تحدثتم منذ قليل عن حروب الجيل الرابع، وحروب المواقع الالكترونية، حيث الجزائر في قلب ما يحدث من معارك سيبرانية، ما السبيل لمواجهتها؟
 بقدر ما تشكل هذه الحروب السيبرانية خطرا على أمن واستقرار الجزائر، بقدر ما هي خطر على كل الدول غير المحصنة بأنظمة ردعية فعالة، والجزائر ليست بمنأى عن هذه المخاطر لذلك قامت الوزارة المعنية بسن عدة مشاريع مثل قانون التي تمت المصادقة عليه لزجر كل هذه الإشاعات والمؤامرات التي تحاك عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، والمساس بسمعة الجزائر، وتهدف كذلك إلى تكسير وتحطيم الاقتصاد الوطني، ونشر البلبلة، وزرع الشك بين المواطنين، وإحداث شرخ كبير وفجوة بين الجزائريين ومؤسسات دولته، لذلك قمنا بالمصادقة على قانون يحارب كل هذه السلوكيات وإدراج عقوبات ضد كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد ووحدتها الترابية، أما بالنسبة للمؤسسة العسكرية فهي تملك الآليات التي تمكنها من ردع كل هذه الإشاعات وهذه الأكاذيب المغرضة التي تستهدف استقرار البلاد.
كما أنّ هناك سلطة ضبط لمراقبة المواقع، حيث أصبحنا نتصدى لمختلف الهجمات السيبرانية، حتى باتت الدول المصدرة لهذا النوع من المعلومات معروفة لدى الأجهزة الخاصة، والجهات المعنية، كما أن الأشخاص المأجورين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتوا معروفين أيضا، وسيأتي اليوم الذي سيدفع فيه كل شخص فاتورة خيانته للبلاد.

-  نجحت الجزائر رفقة أحرار إفريقيا في تجميد منح الكيان الإسرائيلي صفة «مراقب» في الاتحاد الإفريقي، كيف ترون الخطوة؟
 هذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على قوة الدبلوماسية الجزائرية في حشد التأييد لمواقفها مثل جنوب إفريقيا، فرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، اتخذ قرارا من جانب واحد وهو السماح للكيان بعضوية الاتحاد ومنحه صفة مراقب، وهو ما لم ترض به الجزائر والدول الأحرار، لذلك نجحت الجزائر في تعليق القرار إلى غاية الاجتماع المقبل للجنة.

- ستحتضن الجزائر القمة العربية قريبا، وسط تحرشات ومحاولات لإفساد التئامها، ما رأيكم؟
 نجحت الخرجات الميدانية التي يقوم بها وزير الخارجية رمطان لعمامرة عبر مختلف دول العالم، إلى حد كبير في استقطاب العديد من الدول ونيل موافقتها على رأسهم دولة الكويت الذي جهرت بالأمر وقالت في تصريحات سابقة  أنها، ستكون أوّل من أحضر هذه القمة.
لكن هذا لا ينفي أنّ هناك بعض الدول على رأسها نظام المخزن الذي يسعى بكل الطرق من أجل إفشال عقد القمة في الجزائر وفي موعدها، إضافة إلى الكيان الصهيوني الذي لن يرضى بذلك ويسعى بكل الطرق الخبيثة والدنيئة لتعطيل الأمر لطمس القضية الفلسطينية ودفنها رفقة قضية الصحراء الغربية، لكنّ الجزائر بالمرصاد وقد نجحت في استقطاب العديد من الدول، وستعقد هذه في موعدها إن شاء الله، وفي التاريخ الذي يحدده رئيس الجمهورية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024