أكد رئيس المكتب الجهوي لنقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بالجنوب يحي شويحات، أن وضعية تعليق الدراسة في هذه المرحلة بسبب جائحة كورنا كوفيد-19، يحتّم وضع برامج مكيفة مع ما تبقى من الموسم، ومن دونها لا يمكن تفادي النتائج المتدنية والكارثية.
سجل يحي شويحات في تصريح لـ «الشعب ويكاند»، وجود بعض النقائص الميدانية في قطاع التربية بعد توقف الدراسة عند انتشار الوباء داخل الجماعة التربوية، قال «يتحملها القائمون على القطاع مركزيا ومحليا».
مراجعة ما تبقى من البرنامج
قال شويحات، إن نقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين «أنباف» ترى نجاح الموسم الدراسي أكثر من ضروري في هذه المرحلة، مهما كلف ذلك من تضحيات، والموسم الدراسي المتبقي لا يمكن أن يتحمل أكثر من فصلين، بالنظر لقصر مدة الثلاثي الثاني الذي يعد أقصر الفصول، وانقضى منه ما يقارب الشهر. يضاف لذلك، الوضع النفسي المنهار للتلاميذ، الذين يرفض أغلبهم التعلم خلال الانقطاعات عن الدراسة، مضيفا أن الأساتذة، رغم إرهاقهم النفسي، يبدون الإستعداد دوما لإنقاذ الموسم الدراسي.
وأوضح رئيس مكتب الجنوب لنقابة -أنباف- أن الحل في ظل هاته الوضعية، يكون في مراجعة ما تبقى من البرنامج وحذف ما هو تكميلي منه، والتركيز على التعلمات الأساسية في كل مادة، باعتبار أن البرامج متكاملة مع السنوات اللاحقة، كما لا يمكن الحديث عن إنقاذ الموسم بدون التكلم عن ظروف ولايات الجنوب التي تعاني التهميش وعدم الإهتمام أثناء اتخاذ القرارات المركزية فيما يخص الوتائر المدرسية.
ولتدارك الوضع يجب أن تقوم لجان من المفتشين والبيداغوجيين بتكييف البرامج مع الوقت المتبقي، وذلك بتقليص المحتويات التكميلية لها والتركيز على التعلمات الأساسية لكل شعبة ومستوى، وعدم إعطاء الحرية والعملية للأساتذة، والاجتهادات تكون موحدة وطنيا، يضيف المتحدث.
اللوحات الإلكترونية
كما يرى يحي شويحات، ضرورة وضع برامج مكيفة مع ما تبقى من الموسم الدراسي، وبعدم إدراجها لا يمكن تفادي النتائج المتدنية والكارثية عموما. وبالنسبة للجنوب الكبير، سيزيد عدم مراجعة توقيت الامتحانات الرسمية والفصلية النهائية من المشكلة تعقيدا، ودليل ذلك أن ولاياته كانت في المواسم العادية السابقة تتذيل ترتيب النتائج.
وبحسب المتحدث، لا تزال الرقمنة واستعمال اللوحات الإلكترونية، بعيدة عن المأمول، لاسيما في الجنوب، حيث أساسيات استعمال هذه الوسائل منعدم في الكثير من المناطق، بالرغم من وجود كفاءات قادرة على التحدي في الجانب البشري، لكن يبقى الضعف مسجلا في الشق اللوجستي للعملية.
تحسين وضع التعليم
يعتقد يحي شويحات، أن وضع التعليم يتقاسمه كل عماله، سواء الوافدين من الشمال أو العمال المقيمين أصلا، بإحساس مرتبط بالتهميش وعدم الشعور بظروفهم أصلاً، وذلك منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي. في حين كانت هناك مراعاة لظروف الجنوب القاسية قبل وبعد الاستقلال، حيث تجسدت بصدور قرارات ومراسيم لفائدة هذه المنطقة ومميزة لها من أجل خلق توازن بين سكان البلد الواحد. أما الآن، لم يعد هناك خصوصية، بل حتى الميزات السابقة بمراسيم تم تجميدها تعسفا، بحسبه، ناهيك عن مدة العطل وتوقيتها والدخول المدرسي وغيرها مما هو مرتبط بقطاع التعليم في الجنوب الكبير.
أما في الولايات المستحدثة الجديدة بمناطق الجنوب، فهي لحد الآن لا تزال ملحقات للولايات الأم، خاصة في قطاع التربية، حيث ضاع العمال بين مديريتين.