خدمــــــــة»البيع المباشــــــر» ميّــــزت الطبعــــــة 29

معـرض الإنتـــاج الوطنــــــي يختتم وسط تأكيــــــد علـــــى الجـــــودة

خالدة بن تركي

 الترويج لــ 1400 صنف من تمور الجزائر

سجل معرض الإنتاج الوطني في طبعته 29 المختتم فعالياته مؤخرا بقصر المعارض «صافكس»، إقبالا كبيرا للزوار الراغبين في التعرف على  المنتوج الجزائري والاستفادة من التخفيضات التي قدمها العارضون من منتجين ومصنعين في الأيام الأخيرة، لا سيما بعد فتح فضاء للبيع المباشر في اليوم الثاني من افتتاحه بجناح البهجة «ب» والذي كان فرصة حقيقية للزبائن لاقتناء حاجياتهم بأسعار تنافسية.

 زارت» الشعب» موقع عرض المنتجات الغذائية واسعة الاستهلاك بجناح «البهجة» الذي عرف إقبالا معتبرا من الزوار من مختلف المناطق، حيث توافد الزوار على أجنحة المنتجات الغذائية بدرجة كبيرة، تلتها المنتجات الحرفية التي استقطبت الحرفيين من مختلف الولايات بغية التعرف على المنتوج الوطني، بالإضافة إلى جناح الديكور الذي استهوى النسوة بشكل كبير، أين أبدين استحسانا للأسعار مقارنة بما يعرض، هذا بالإضافة إلى العائلات الراغبة في اكتشاف جديد المنتجين والمصنعين المشاركين في المعرض.

منتوجات محلية بأسعار تنافسية

شهد جناح» البيع المباشر» من المنتج والمصنع إلى المستهلك مباشرة، توافدا كبيرا من الزوار، خصوصا وأن الأسعار كانت منخفضة مقارنة بتلك الموجودة في السوق، حيث اعتبرته العائلات فرصة مناسبة لاقتناء بعض المنتوجات التي لا توجد دائما في السوق ولا يرونها -على حد قولهم -سوى في مثل هذه التظاهرات.

واقتربت» الشعب ويكاند» من بعض المنتجين والمصنعين حيث كان لها حديث مع الحرفية بلقاسم خلود المتخصصة في بيع زيت زيتون أعالي جبال تكسانة جيجل، حيث وجدنا طوابير أمام جناحها لتذوق الخيرات التي تزخر بها بلادنا، وصرحت المتحدثة، إن مشاركتها في معرض الإنتاج الوطني ليست الأولى من نوعها، وتميزت بعرض أجود أنواع زيت الزيتون الطبيعي المحول مباشرة من الشجرة إلى  الطاحونة.

وشمل المنتوج أيضا زيت الضرو الطبيعي المفيد لــ السعال، الربو، ألام المفاصل المصنوع طبيعيا بعيدا عن أية إضافات، وهذا عن طريق معصرة تقليدية تقدم أجود أنواع الزيت،بالإضافة إلى التين المجفف وعن طريق أزيد من 12عاملا يمتهنون الحرفة التي تقدم أحسن الزيوت يمكن الذهاب به بعيدا، وبخصوص الصعوبات التي تواجههم، قالت إن التغليف وغياب الزجاج يعرقل عملهم اليومي.

وعرضت في هذا الخصوص مشاكل الحرفيين مع مصانع التغليف التي تبيع البلاستيك بكميات كبيرة في حين الحرفي يحتاج إلى كميات صغيرة،  هذا دون الحديث عن سعرها،مشيرة إلى عراقيل واجهتههم بسبب جائحة كوفيد 19، حيث وجد هؤلاء صعوبة كبيرة في ترويج المنتوج بسبب اختفاء المعارض الوطنية، ودعت السلطات إلى مرافقتهم من أجل التصدير، خاصة وأن زيت «تكسانة» معروف بذوقه المميز.

كما أوضح عارض آخر من تيزي وزو، أن مشاركته في المعرض جاءت للتعريف بأنواع زيت الزيتون، خاصة وأن الحصول عليه يتم بسحق الزيتون في نفس يوم قطفه بالمزرعة في طاحونة، ويتم قطفه بطريقة تقليدية، وهذا ما يسمح بتقديم زيت الدواء للمواطن الذي يستعمله للأكل وفي علاج بعض الأمراض، مشيرا إلى عراقيل تواجهه في ممارسة نشاطه، ولا تختلف كثيرا عن ممتهني هذه الحرفة.

وأشار الحرفي محمد، من جانبه، إلى صعوبة اقتناء القارورات الزجاجية لتعبئة زيت الزيتون، كونها نادرة في الجزائر، مما يدفعه أحيانا الى استيرادها، هذا دون الحديث عن التغليف الذي لا يتناسب وامكانياتهم المادية بالنظر إلى أسعاره المرتفعة، وكذا غياب الدعم مما عمق  معاناتهم وقلص من حظوظ التصدير.

وعن أسعار زيت الزيتون، كانت أغلب إجابات المواطنين الذين وجدناهم في طوابير أنها مناسبة مقارنة بسعر السوق أي بفارق وصل إلى 100دينار، وهذا ما دفعهم لاقتناء كميات كبيرة من المنتج، خاصة  أن تلك التي قدمت عروضا مغرية بخصوص التين المجفف الذي يستهلك كعلاج لكثير من الأمراض،على غرار الأنيميا وألم العظام والإرهاق وغيرها.

جودة المنتوج وتنوّعه

على صعيد آخر استطلعت «الشعب ويكاند» آراء العائلات بخصوص الافرشة التي عرضت من مختلف المناطق، حيث أكدت بعض النسوة ممن تحدثن إلينا أنها من نوعية جيدة وموديلات جديدة شكلت محفزا لإقبال العرائس، الى جانب مواد التنظيف من مختلف الأنواع، حيث لاحظنا في الأجنحة علامات محلية جديدة موجودة في ولايات الوطن، كانت محل اكتشاف الزبون.

وأوضح من جهته صاحب شركة بيع الافرشة في الغرب الجزائري، أن المعرض فرصة للترويج للمنتوج الوطني الذي شكل استقطاب الكثير من الزوار ومن مختلف الفئات العمرية لاكتشاف النوعية المميزة والمختلفة عما هو موجود في السوق الوطنية، حيث سمح أيضا بالتعرف عن قرب على المنتوج الوطني والاستفادة من السعر المطبق.

ومن جهتها صرحت الحرفية نورة عسولي مختصة في طرز الافرشة، إن أغلب الفتيات من مختلف ولايات الوطن أقبلن على المعرض، خاصة العرائس اللواتي يرغبن في تجهيز أنفسهن بمفروشات تقليدية وبحسب أذواقهن، حيث قالت: «إن المنتج المعروض ذو نوعية وجودة عالية، وهو غير موجود دائما، لأنه يحوي لمسة خاصة تعكس حب الحرفي لعمله وإتقانه فيه وتعبه لإنجازه، ليصير في النهاية مميزا وجميلا ، على عكس المنتجات الصناعية التي تنتج  بكميات كبيرة و لا تحمل في جوهرها العادات والتقاليد الجزائرية «.

ولاحظنا خلال جولتنا في أجنحة معرض الإنتاج الجزائري، عدم اعتماد بعض الشركات خدمة «البيع المباشر»، لأن الهدف من مشاركتها في التظاهرة التعريف بجودة المنتوج الوطني مقارنة بالمعروض في السوق الوطنية.

حلة متنوعة لتمور الجزائر

وفي فضاء آخر، يبدو كأنه زخرفة حقيقية، يعرض مختلف أنواع التمور، تثير الالتفات من خلال شكلها، ألوانها وطريقة تزيينها، استقطبنا جناح شركة بساتين الجنوب التي عرضت 25 نوعا من التمور، حيث قال بوشارقة الخير ممثل هذه الشركة الفتية، «أنه يوجد  125نوع من التمور في ولاية بسكرة لوحدها وأكثر من 1400نوع على المستوى الوطني « .

وأوضح بخصوص تنوع التمور في بلادنا، أن بذرة التمرة، أين يلقى بها تنبت نوعا جديدا من التمور وهذا المميز في بلادنا، وهو الهدف من خلال المشاركة في المعرض الذي يرغب من خلاله التعريف بأنواع التمور، وهي أصناف عديدة تتمثل في «العجوة الجزائرية، تينسين، الحمراية، صبع العروسة، الغرس، ترشتي، الحمراية، سبعة بذراع والتمر الأبيض وغيرها من الأنواع التي لها فوائد عديدة «.

وبحسب ما قدمه من شروحات، فإن الهدف من مشاركته في المعرض ترقية التمور الجزائرية خاصة دقلة نور المشهورة عالميا، وتبادل الخبرات بين الفاعلين في شعبة التمور،لاسيما المنتجين فضلا عن التمور الجزائرية القابلة للتصدير على غرار «تمر القرباعي « الذي يعرف اقبالا من الكثير  من دول إفريقيا مثل مالي والنيجر، هذا بالإضافة إلى التعريف بالتمور ومشتقاتها للزائرين من جمهور ومهنيين.

كما استغرب زوار المعرض وجود أنواع  من التمور لا تعرض في السوق، حيث قال أحد المواطنين في هذا الصدد» لماذا لا نجد هذه الخيرات في السوق الجزائري الذي لا يعرف إلا نوعا واحدا من التمور تقريبا، في حين الأصناف عديدة ومتعددة»، وقالت سيدة في هذا السياق « أنها استغربت الأنواع المختلفة المعروضة من التمور التي أثارت انبهارها،لأنها لم ترها من قبل، داعية إلى استغلال هذه المعارض للتعريف والترويج للمنتوج  الجزائري الذي أصبح يتمتع بجودة عالية».

فرصة لتعزيز العلامات التجارية

ويبدو أن تعطش المستهلك الجزائري دفعه إلى عدم تفويت فرصة التعرف على منتوجات «بلاده» وهو ما أكده عمار. ب، القادم من ولاية ميلة الذي وجد ضالته في جناح الأجهزة الكهرومنزلية بعد رحلة شاقة للبحث عن شاشة تلفاز من الحجم الكبير، ليتفاجأ في الأخير أن المنتوج المحلي سيمنح له تجربة مشاهدة تفوق الواقع، بالنظر إلى نقاء الصورة والألوان، حيث لم يكن يعتقد أن هذا النوع من الشاشات يوفرها المنتوج المحلي.

في حين استغلت حبيبة. ب (20 سنة ) فرصة تواجدها بالمعرض للتعرف على المنتوجات الطبيعية الصحية على غرار دبس التمر والتين ومختلف أنواع التمور ودقيق الشعير، والزيوت الطبيعية،  حيث عزمت على اقتنائها تشجيعا للمنتجين الشباب من ولاية غرداية، بعدما كانت تشتري الزيوت المستوردة، حيث أكدت أنها تعرفت على أنواع محلية جديدة لم ترها سابقا في السوق، وهي فرصة من أجل استعمال المنتوج المحلي وتشجيعه، خاصة ما يتعلق بمستحضرات العناية والتجميل.

وتقول كريمة من ولاية قسنطينة، إن المعرض شكل فرصة لعرض المنتوج الجزائري بمقاييس عالمية محافظا على الطابع المحلي للإنتاج، كما شكل المنتوج الفلاحي الإستثناء من خلال عرضه لمختلف ما تجود به البلاد من منتوجات وسلع كنا نستوردها في السابق، فيما اعتبر أحد الزبائن المعرض فرصة لا تعوض للمؤسسات الجزائرية من أجل استعراض إمكانياتها وتعزيز العلامات التجارية للمنتج .

ويرى آخر، أن المعرض فاجأ زواره بمختلف السلع والمنتوجات المحلية ذات الجودة، بعد أن تفاجأ هؤلاء بوجود منتجات وسلع لم يكن يعرف أنها موجودة أصلا، حيث قال أحدهم «الإنتاج المحلي يعاني من الإشهار والتسويق، في الوقت الذي كان من المفروض التركيز في  برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي اعتمدته الجزائر بتخصيص حيز  لموضوع الإشهار وتسهيل عملية التسويق للمنتوج المحلي».

العسل الحاضر الأكبر

من جهتها، شاركت مؤسسة سليمي لتربية النحل المتواجد مقرها بولاية تيبازة في فعاليات معرض الإنتاج الوطني، الذي اعتبر فرصة من أجل عرض وبيع العسل بمختلف الأنواع، وكذا لتبادل الخبرات ما بين العارضين، هذا بالإضافة إلى سعره المعقول، حيث أكد أحد العارضين، بأن منتوج العسل متوفر بمختلف الأصناف كعسل السدر والكاليتوس وغيرها إلى جانب بيع حبوب الطلع التي تفيد لعلاج مرض فقر الدم.

وبحسب ممثل الشركة فإن المواطن الجزائري أصبحت لديه  ثقافة استهلاك العسل في حياته اليومية نظرا لفوائده الكثيرة، حيث شكل إقبال الكثير من العائلات التي استغلت فرصة العطلة الشتوية لزيارة المعرض وشراء خيرات البلاد من تمور وعسل، حيث أقتنت كميات معتبرة من العسل للأهل والأقارب.

 

وعرفت التظاهرة التي استمرت قرابة 14يوما دورات تكوينية لفائدة الحرفيين والشباب الراغبين في التكوين في ميدان تربية النحل، حيث استفادوا من دروس نظرية، على أن يتم نقلهم ميدانيا بعد الانتهاء من التظاهرة، على اعتبار ان الجانب النظري- يقول صاحب الشركة -لا يكفي من أجل تعلم الحرفة التي تستهوي الكثير من الشباب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024