بالرغم من الفيضان الإعلامي وطنيا دوليا ورقيا والكترونيا مباشر أو عن مسافات يطيب لي أن أعرف، وبعد أن أعرف مضيفتي وأتخطى عتيبة بابها أعرف به بقدر ما عرفت عنها. بعد استقلال الجزائر بمدة قصيرة، الأحرار عمدوا إلى فتح نافدة إعلامية ورقية وكان ذلك بتاريخ 11/12/1962 – لتكون المعبّر عن أحلام الشعب بلسانه الناطق بمآثره وأخباره وتطلعاته لم يكن هناك اسم أدل عن الأهداف أصدق وأبلغ من —الشعب — والمعبرة بلسانه العربي التي حلت عقدته بعد رحيل الاستعمار- من مطابقة الانبعاث المسبق قيل «جريدة الشعب» عميدة الصحف الجزائرية الناطقة بلسان الشعب.
كما جاء القول لم تكن جريدة «الشعب» منبرا فقط للإعلاميين والطلبة بل حظيت بكبار الأدباء والمثقفين الذين وجدوا عبر صفحاتها حالتهم –تستقبل أعمالهم وإبداعاتهم الأدبية.
المتتبع لحصاد هذه الصحيفة لا بد أن يذكر الكبير الطاهر وطار الذي تولى مهمة أسندت له هي الإشراف على صفحات عنونت «دروب القصة» ثمّ تحولت لتصبح قارة كملحق عنوانه «الشعب الثقافي»- نسبة إلى اسم الجريدة- فكان هذا الملحق مرآة تعكس صورة الأدب والثقافة فكان قبلة اطلاع حتى أصبح يصدر في سعة تتسع للأقلام بعدد من الصفحات تجاوزت العشرون، حتى قيل أنّ هذا الملحق مدرسة تخرجت منه تجارب أصبحت الآن من أعلام الأدب في الجزائر، منها محمد مفلاح زهور ونيسي، زينب الميلي، ومن الشعراء أبو القاسم خمار، محمد الصالح باوية، ثم عرف هذا الملحق في المشرق العربي فساهمت فيه نازك الملائكة...
ومن الشعارات التي حملتها «الشعب» شعار التزام، موضوعية، مصداقية ..وهكذا نقدرها بقدر صمودها أمام الانفجار الإعلامي الهائل عبر الأثير ثم عبر الصورة ثم الكترونيا هكذا هذه النافدة، جريدة «الشعب» ظلت صامدة ومازالت تشع بعد مرور أكثر من نصف قرن منذ انبعاثها لتصنّف في صفّ كبريات الصحف الدولية، من خلال نافذتنا التي نظرنا منها والتي فتحتها لنا المحترمة هدى بوعطيح عرفنا بعض من كثير.