الشباب مطالب بالتخصص في حرفة لتفادي لغة السؤال والفشل

أصبح التكوين المهني بابا لتحسين المستوى المعيشي والرفاهية وباتت الشهادات التي يقدمها أحسن من تلك التي تمنحها مختلف الجامعات فالعبرة في وقتنا الراهن بالشهادة التي تعود على صاحبها بالربح والنفع فكم من شاب متخصص في كهرباء السيارات أو البناء والترصيص تمكنوا من تحقيق ثروة في أوقات قياسية وحجز مكانة اجتماعية مرموقة ووصل بهم الحد إلى توزيع بطاقات الزيارات لكبرى الشخصيات من أجل القيام بأشغال أو ترميمات في صورة تؤكد التحولات الكبيرة للحياة الاجتماعية والاقتصادية التي باتت فيها الأموال المعيار الأساسي للحكم على ميدان العمل والأعمال.
السوق الموازي يكشف عيوب الشباب
كشف تعامل السلطات مع الأسواق الموازية عيوب الشباب الجزائري الذي بات يفضل الطرق السريعة للكسب والربح ولو كان ذلك على حساب الاقتصاد الوطني ومصلحة البلاد، فبدلا من التوجه لمراكز التكوين المهني والتخصص في حرفة معينة تسمح لهم فيما بعد بإقامة نشاطات رسمية وتسديد حقوق الدولة من ضرائب واشتراكات ، تجدهم يفضلون خدمة الاقتصاديات الخارجية من خلال ممارسة التجارة غير الرسمية التي لا تعود بالفائدة إلا على ممارسها وفوق ذلك يكبد الاقتصاد الوطني وصناديق الضمان الاجتماعي والضرائب خسائر كبيرة وعندما يطلب منه تسوية أوضاعه يثور على الجميع ويقلب الطاولة بما فيها في صورة تؤكد غياب ثقافة المواطنة وبعد النظر.
الحرفة وسيلة من وسائل الترقية الاجتماعية
نقلت طرق التشغيل والاستفادة من القروض في إطار مشاريع دعم الشباب صورة سيئة عن الشباب البطال الذي يرغب في الاستفادة من قروض ضخمة ثم يتحايل على الدولة ويشهر إفلاسه للتهرب من إرجاع القروض ليتحول فيما بعد إلى بارون بسيارات وحياة بذخ لم يبذل من أجلها أي جهد .
وينقل الجزائريون الذين يعيشون في الخارج صورا ايجابية عن جزائريين هاجروا إلى الخارج وضمنوا مناصب عمل بفضل شهادات التكوين المهني وتمكنوا من تحسين أحوالهم وأحوال أسرهم وعائلاتهم.
ويبقى تغيير الذهنيات أهم أمر للشباب الجزائري الذي يعتقد معظمهم بأنه يفقه في كل شيء ويتفوق في كل شيء وبات كل أمر عنده عادي بالكلام .... في مظهر يؤكد بأن مستقبل الكثير سيكون غامضا، فهل نحن منتبهون؟