يعتبر قطاع التكوين المهني والتمهين بولاية باتنة من بين أهم القطاعات التي تعوّل عليها الدولة في تكوين الشباب وتوفير اليد العاملة المتخصصة، والتي يحتاجها سوق العمل على اختلاف حاجياته، حيث جنّدت مديرية التكوين المهني والتمهين بولاية باتنة كل امكانياتها المادية والبشرية لإنجاح الدخول المهني الجديد لدورة أكتوبر ٢٠١٢ ــ ٢٠١٣، حسب ما أكده لجريدة ''الشعب'' المدير الولائي للقطاع السيد بلقيدوم محمد، خلال زيارتنا له بمكتبه أين وجدناه منشغلا بوضع الروتوشات الأخيرة لإنجاح الدخول المهني الجديد.ويتوفّر القطاع بولاية باتنة على مجموعة كبيرة من المنشآت الهامة، على غرار معهدين متخصصين في التكوين المهني بسعة ١٨٠٠ مقعد بيداغوجي، ومعهد متخصص في التعليم العالي بسعة ١٠٠٠ مقعد بيداغوجي، و٢٠ مركزا للتكوين المهني بسعة ٥٥٠٠ مقعد و٣ ملحقات للتكوين المهني ٤٠٠ مقعد بيداغوجي، كما أشار مدير القطاع إلى تواجد ١٧ مؤسسة خاصة بقدرة نظرية إجمالية تقدر بـ ٢٠٢٩ مقعد يتكون بها حاليا ٢١١٣ متربص، وهذا بعد افتتاح مركزين للتكوين المهني خلال الدخول المهني في دورة فيفري ٢٠١٣، ويتعلق الأمر بمركز واد الطاقة بـ ٣٠٠ مقعد يتوفر على داخلية تتسع لـ ٦٠ سرير، ومركز منعة بـ ٢٠٠ مقعد، بالإضافة إلى توسيع ملحقة تالخمت بـ ١٠٠ مقعد وداخلية بـ ٦٠ سرير.
ومن المنتظر أن يلتحق اليوم الأحد أكثر من ٦٣٩٠ متربص بمختلف التخصصات الموجودة بمراكز التكوين المهني، والتي أكّد بشأنها السيد محمد بلقيدوم (مدير القطاع) أنّها في حدود الـ ٨٠ تخصص من أصل ٣٠١ تخصص الموجودة في مدونة شعب، وكل شعبة مهنية بها ١٥ تخصص، مع الإشارة إلى أنّ ولاية باتنة تحتل مراتب متقدمة وطنية في عدد المتربصين والعروض التكوينية المقدمة.
ويبلغ عدد المتربّصين في التكوين الإقامي ٤٣١٥ متربص، و٤٢٨٠ متمهن في نمط التمهين و١٦٢٠ في النظام الداخلي، و٢٧٢٠ يستفيدون من النظام نصف الداخلي، لتصل القدرة النظرية للاستيعاب ٧٧٠٠ متربص.
مخطط إعلامي مكثّف لإنجاح الدخول المهني الجديد
أكّد مدير القطاع أنّه تنفيذا للمخطط الإعلامي السنوي المسطّر لدورتي فيفري وأكتوبر ٢٠١٢، عمدت المديرية بالتنسيق مع جميع المؤسسات التكوينية والمتعاملين الاقتصادين والاجتماعين إلى تسخير جميع الوسائل من أجل توسيع الحملة الإعلامية لهذه الدورة، وذلك بإعداد برنامج إعلامي خاص لضمان إعلام الشباب ودعم هذا العمل الإعلامي من خلال عرض فرص التكوين، بالإضافة إلى عقد سلسلة من اللقاءات العملية مع مستشاري التربية لإعلام التلاميذ في المنظومة التربوية عن فرص التعليم المهني، أين تمّ تزويد الشركاء المعنيين بمختلف المطويات والقصاصات والإشهارات للإعلان عن عروض التكوين والتعليم المهني لدورة أكتوبر ٢٠١٢، مع تخصيص برنامج إعلامي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة، إضافة إلى تنظيم صالون ولائي من أجل إعلام وتوجيه الشباب.
ولتحقيق التواصل بين قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني، تمّ توجيه ٩٧٤٩ تلميذ من قطاع التربية إلى مؤسسات التكوين المهني خلال العام المنصرم، وتقدم مؤسسات التكوين المهني ٣٥٠٥ تكوين تأهيلي، ١٦ تكوين متخصص، ٣٥٣٤ شهادة كفاءة مهنية، ١٢٨٢ شهادة تحكم مهني، ٨٥٥ شهادة تقني و٢٧٥ شهادة تقني سامي من مجموع ٩٤٦٧ منصب مهني مفتوح حسب أنماط وأنواع التكوين ومستويات التأهيل.
والجدير بالذكر هنا، أنّ أبواب قطاع التكوين المهني كانت دائما مفتوحة أمام كل الشركاء المهنين والاجتماعين، وقبلهم لوسائل الإعلام كون مدير القطاع يؤمن بحق المواطن في إعلام موضوعي وحيادي ونزيه، مؤكدا لنا استعداده للتواصل معنا في كل الأوقات والأمكنة لتطوير القطاع وخدمة الولاية باتنة.
أولوية القطاع...التجاوب مع متطلبات السوق المحلية
اعتبر محمد بلقيدوم مدير القطاع أنّ أولويات قطاعه بباتنة هو التجاوب مع متطلبات السوق المحلي بالدرجة الأولى، واعترف المتحدث بصعوبة توفير بعض التخصصات المطلوبة بجدة في سوق العمل على غرار تخصص البناء الذي تطلبه ورشات العمل.
ورغم رفع إدارة التكوين المهني لمستوى عديد التخصصات، إلاّ أنّ مراكز التكوين تشهد إقبالا كبيرا من طرف الشباب الراغبين في الاستفادة من تربصات في مختلف التخصصات، خاصة وأنّ التسجيلات مستمرة إلى غاية ٣١ من الشهر الجاري، إضافة إلى قرار الوزارة الوصية والقاضي بالعودة إلى مدونات شعب ٢٠٠٧، ومنح فرصة التكوين المهني والتمهين للتلاميذ محدودي وضعيفي المستوى.
وركّز المتحدث على أنّ قطاع التكوين المهني بمثابة محطة العبور لعالم الشغل، خاصة وأنّ القطاع بباتنة يشهد إقبالا من طرف عديد الشباب حاملي الشهادات الجامعية، ما يبرز حسب السيد بلقيدوم وعي متزايد لدى الشباب بأنّه ليس من الضروري العمل بالشهادة الجامعية التي درس بها الطالب كون قطاع النكوين المهني يعطيه فرصة أخرى للتكوين في عمل يدوي.
وكشف مدير التكوين المهني بباتنة، عن فتح تخصص صقل الحجارة بمركز تكوت للتكوين المهني والتمهين قيد الإنجاز، والتي فاقت نسبة الأشغال بها الـ ٦٠ بالمائة، حيث تمّ إنشاء هذه المؤسسة بناء على طلب شباب منطقة تكوت، قابله سعي حثيث من مدير القطاع لتسجيل المشروع بالتنسيق مع وزارة المالية، وهو ما استجابت له الجهات المعنية لوضع حد لموت العشرات من الشباب العاملين بهذه الحرفة التي حصدت أرواح المئات منهم. ويرى محدثنا أنّ شباب تكوت لو مارس مهنة الصقل بالطرق التقليدية لما أصيب بأي خطر، كون النحت والصقل بالمواد الكاشطة هو من يتسبّب في تطاير الغبار الدقيق ودخوله إلى رئتي العامل، ما يتسبب له في الاصابة بداء السيليكوز القاتل. وأشار المتحدث إلى تقنية جديدة من المنتظر أن تعمّم في مركز التكوين المهني لتكوت والخاصة بالنحت، وهو جهاز باستعمال الماء ما يقلل كثيرا من احتمالات الإصابة بداء التكلس الرئوي، وأكّد المتحدث أنّه أخذ معه الجهاز إلى المؤسسة الوطنية المكلفة باقتناء تجهيزات مؤسسات التكوين المهني.
وبخصوص التأطير، فقد تمّ تدعيم قطاع التكوين والتعليم المهنيين بالولاية بـ ٦٨ أستاذ في مختلف الرتب والتخصصات خلال السنة المنصرمة، كما سيتم برمجة مناصب للتوظيف للسنة المالية ٢٠١٢ بعدد إجمالي يقدر بـ ٤٦ منصب مختلف، كما تمّ برمجة حصة من أجهزة الإعلام الآلي ضمن البرنامج المركزي لتجديد حظيرة الإعلام الآلي لفروع المكتبات، وفضاءات الإعلام الآلي والأنترنيت، وكذا مكتب الاستقبال والتوجيه المقدّرة بـ ٢٧٦ جهاز إعلام آلي.
باتنــة
6390 متربص وبرمجة تخصص نحت الحجارة بتكوت
باتنة: لموشي حمزة
شوهد:2387 مرة