طالب رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أمس، الأمم المتحدة حماية الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة على خلفية مقتل طالب صحراوي بمدينة أكادير المغربية، وفي سياق آخر كثّفت البوليساريو نشاطاتها الرسمية بالأراضي المحرّرة ردا على استفزازات المغرب.
صعّد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي من لهجة الخطاب ضد الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة، داعيا الأمم المتحدة إلى التدخل بسرعة وبشكل عاجل لحماية الأفراد الذين يتعرّضون بشكل يومي إلى القمع العنيف.
ودعا إبراهيم غالي أمس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى التدخل بسرعة على خلفية مقتل طالب صحراوي بمدينة أكادير المغربية من طرف مجهولين ملثمين مدعومين من طرف السلطات المغربية، حسب نصّ بيان الاحتجاج الذي نشرته وكالة الأنباء الصحراوية، وجدّد الأمين العام لجبهة البوليساريو الدعوة لإنشاء آلية رصد دائمة تابعة للأمم المتحدة في الإقليم لرصد حالة حقوق الإنسان وحمايتها والإبلاغ عنها في انتظار التوصل إلى حلّ سلمي ودائم للنزاع.
وحمّل أمين عام البوليساريو السلطات المغربية كامل المسؤولية عن الجريمة البشعة المتمثلة في اغتيال الطالب الصحراوي عبد الرحيم بدري، وطالب بتقديم الجناة إلى العدالة، مطالبا الأمم المتحدة إلى «التدخل بصفة عاجلة واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية شعبنا الذي يعيش في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية التي لا زالت واقعة تحت مسؤولية الأمم المتحدة».
في سياق آخر، لم يهضم الإحتلال المغربي قيام جبهة البوليساريو، أول أمس، بتنظيم الاحتفالات الرسمية لذكرى اندلاع الكفاح المسلح بالأراضي الصحراوية المحرّرة، الأمر الذي جعله يحتاج إلى ذلك، حسب ما ذكرته وسائل إعلام تابعة لنظام المخزن، وأشارت إلى أن المغرب قدم احتجاجا رسميا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بذريعة إختراق الجبهة للمنطقة العازلة.
نشاطات رسمية مكثّفة لجبهة البوليساريو بالمناطق المحرّرة
كثفت الجمهورية العربية الصحراوية من النشاطات الرسمية في المناطق المحرّرة في رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن جبهة البوليساريو تمارس كل حقها على التراب المحرر في إطار إحترام إتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب سنة 1991.
وفي هذا الإطار، شكّلت الاحتفالات الرسمية لذكرى اندلاع الكفاح المسلح بمنطقة تفاريتي المحررة أبرز النشاطات التي قامت بها الجبهة وسط حضور دولي واسع، الأمر الذي جعل المغرب يحتج رسميا حسب ما ذكرته وسائل إعلام موالية لنظام المغرب، أمس، مؤكدة أن ما قامت به قيادة البوليساريو خرق المنطقة العازلة وهو مبرر واهي لتصعيد التوتر في المنطقة.
لتأكيد جبهة البوليساريو على حماية سيادتها الترابية، عقد البرلمان الصحراوي جلسة عامة بمنطقة التفاريتي بالأراضي المحرّرة ترأسها رئيس المجلس خطري أدوه، حيث قدّم إحصائيات عن تركيبة المجلس الوطني الحالية والذي يتألف من 53 عضوا، 65 بالمائة منهم تقل أعمارهم عن 40 سنة، 40 بالمائة من ذوي المستويات العليا، 100 نساء من أكثر أعضاء المجلس حيوية ومساهمة.
تفجير مخزون الألغام المضادة للأفراد
كما شهدت منطقة تفاريتي المحرّرة بحضور شخصيات دولية واسعة المرحلة السابعة من تفجير مخزون الألغام المضادة للأفراد التي زرعها الاحتلال المغربي إبان الحرب، حيث تقوم جبهة البوليساريو بذلك في إطار إحترام إتفاقية جنيف للقضاء على الألغام، حيث أكد وزير الدفاع الصحراوي عبد الله لحبيب أثناء عملية التفجير، أن جبهة البوليساريو دمرت إلى حدّ الآن 18008 لغم مضاد للأفراد منذ أن وقعت من جانب واحد على حظر استعمال الألغام المضادة للأفراد سنة 2005.
وأوضح الوزير، أن هذا العمل الجبار الذي يأتي تجاوبا مسؤولا مع جهود المجتمع الدولي، الرامية إلى التخلص من هذا السلاح الفتاك، يجسد الإرادة الصادقة لجبهة البوليساريو والدولة الصحراوية في جعل الصحراء الغربية منطقة خالية من الألغام، بدلا من وضعيتها الحالية كواحدة من المناطق الأكثر تلوثا في العالم.
حملة دولية للتضامن مع المعتقلين السياسيين
كما شهدت منطقة تفاريتي المحررة تنظيم حملة دولية تضامنا مع المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي اكديم إزيك، وندّد خلالها المشاركون الذين مثلو شخصيات دولية على غرار إيطاليا المجر وفيتنام وكوبا وغيرها من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والحقوقية باستمرار إعتقال المواطنين الصحراويين بالسجون المغربية وتمّ إصدار بيان للتضامن الكامل معهم وعائلاتهم بالمناطق المحتلة.