أصدر أوباما بيانا يفيد بأن القوات الأمريكية وحلفائها سينسحبون من أفغانستان مع نهاية سنة ٢٠١٤ ولكن البعض منها سيبقى بعد نهاية عملية “الحرية الدائمة”.
ويبقى السر في عدد الجنود الذين ستحتفظ بهم أمريكا في أفغانستان مع العلم أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا كان قد وعد منتصف نوفمبر الكشف عن هذا السر في أقرب وقت وبالفعل فقد أعلن مؤخرا عن بقاء ١٠ آلاف مقاتل من الجيش الأمريكي بعد عام ٢٠١٤ في أفغانستان وقد أعرب مختصّون عن اندهاشهم من قلة عدد الجنود لأنه أعلن من قبل عن ٣٠ ألف جندي وهو عدد كاف لحماية القواعد العسكرية الأمريكية لكن المشكل الذي تعانيه الولايات المتحدة هو الصعوبات المالية الخطيرة كون الميزانية العسكرية في انخفاض كبير حيث وصلت نسبتها إلى ٣٠ ٪ وقد يكون هذا هو السبب في انخفاض عدد الجنود الباقين في أفغانستان بعد سنة ٢٠١٤.
وستكون مهام الجنود الأمريكان في أفغانستان عديدة منها تدريب زملائهم الأفغان كما يقومون بالتحكم في إدارة الطائرات بدون طيّار التي تستخدم بشكل واسع فوق الأراضي الأفغانية.
بالإضافة إلى العمليات الخاصة المستهدفة، كما أن أحد أهداف القوات الأمريكية لما دخلت أفغانستان كان مراقبة الأراضي الإيرانية والتجسس عليها.
وكان الرئيسيان الأمريكي والأفغاني قد وقّعا على اتفاقية حول التعاون الإستراتيجي البعيد الأمد ووفقا لهذا الإتفاق يحق للأمريكيين أن يحتفظوا بقواعد عسكرية على الأراضي الأفغانية بعد نهاية السنة الجارية، هذه الرغبة الأمريكية في بقائها في أفغانستان حتى بعد سنة ٢٠١٤ قوبلت بالانتقاد من جانب وزير الخارجية روسي لافروف حيث قال أن عملية نقل المسؤولية من القوات الأجنبية إلى قوات الأمن الأفغانية يجب أن تنتهي سنة ٢٠١٤. إن بناء عدّة قواعد عسكرية ضخمة في أفغانستان دون تحديد تاريخ انتهاء وأهداف بنائها تطرح عدة تساؤلات ولكن الخطط لا تتوقّف عند بناء قواعد بأفغانستان فالأمريكان يسعون إلى بناء قواعد أخرى في دول آسيا الوسطى لأمد طويل وأضاف لافروف موسكو تريد أن تعرف الهدف من هذا الوجود وإذا كان المشروع جيوسياسي فلافروف يريد فهم سبب الإصرار على الوجود في الإقليم الواقع قرب حدود دولته وقد وجهت موسكو سؤالا لواشنطن بخصوص ذلك لكنها لم تتلق أي رد.
هذا الإنسحاب الجزئي للجيش الأمريكي من أفغانستان قوبل بالرفض من قبل الخبراء العسكريين لحلف الناتو لأنّه برأيهم سيفهم الأفغان أن إنهاء الحملة بهذه السرعة هو ضعف وتراجع للتحالف الغربي وسيبدأ بعد ذلك صراع في مرحلة جديدة على السلطة في البلاد بعكس سياسيي بلدان الناتو الذين باركوا الإنسحاب بينما اعتبر بعض المراقبين أن قرار أوباما جاء نتيجة الضغط الداخلي ورفض الشعب الأمريكي لاسيما الناخبين الحرب في أفغانستان والتي طال أمدها.