أكدت «الزهراء غيلاني» رئيسة مصلحة النشاطات والمؤسسات الثقافية بمديرية الثقافة بولاية تمنراست، في الحديث الذي جمعها مع «الشعب»، أن الجمعيات الثقافية بعاصمة الأهقار رغم عددها المعتبر الذي تجاوز 300 جمعية بتنوع مجالاتها وأهدافها، يميزها ويغلب على نشاطها الحضور المناسباتي إلا القلة القليلة منها التي لا تكاد تحسب مقارنة مع عددها، بحضور ونشاط محتشم وعادي، وفي غالب الأحيان مكرّر ومتشابه لا يرقى للمستوى المطلوب، خاصة في جانب الفلكلور، وهذا خلال المناسبات الوطنية أو غيرها، يضاف لها افتقار التأطير والتكوين خاصة في تقديم المشاريع والبرامج المقدمة.
يحدث هذا حسب المتحدثة في ظلّ تقديم الدعم والتشجيع لهذه الجمعيات من طرف الهيئات المخولة على غرار الصندوق الولائي لدعم الجمعيات التابع لمديرية الشباب والرياضة، والذي يخصّص ما قيمته 2 في المائة للجمعيات الثقافية، وهذا من أجل تقديم الإضافة للمشهد الثقافي، وخدمة أهدافها المسطرة.
في ذات السياق، أضافت غيلاني، أنه إذا ما تمّ استثناء الجمعيات الناشطة في مجال الفن الرابع والعلمية التي تقدم الإضافة والنشاط الراقي، مع أنها تفتقر للدعم والتشجيع الذي لم يقدم لها كما يجب رغم أحقيته به، فإن الباقية منها غلب عليها المطالبة بالحقوق وإغفال الواجبات التي تقع على عاتقها، وهذا انطلاقا من افتقارها لمقر للجمعية، كأدنى شيء، وصولا إلى إهمالها إلى عنصر التكوين، وحتى في معرفتها لكيفية صياغة مشروع للحصول على الدعم ومنه تطبيقه خلال باقي أيام السنة.
في سياق متصل، أكدت رئيس مصلحة النشاطات والمؤسسات الثقافية، أن غياب المشاريع الهادفة والنظرة الثاقبة والبعيدة للأمور، جعلت من نشاط الجمعيات واستمراره يحكم عليه بالفشل والزوال منذ الوهلة الأولى، خاصة بعد ترسيم ضرورة تقديم مشروع ممنهج عوض برامج سنوية، ودراسته لجنة مختصة من أجل الحصول على الدعم، الشيء الذي أوقعها فيه مشكل إهمال التكوين والتأطير.
يحدث هذا حسب غيلاني، في الوقت الذي كانت تتحصل فيه على دعم كبير وقت البحبوحة المالية، والذي لم تستغله هذه الجمعيات كما يجب أن يكون، ولم يستثمروه في كيفية الارتقاء بالعمل ومحاولة تطوير أفكارهم، ما جعلهم يبقون رهن الحضور المناسباتي.
اعتبرت غيلاني، أن عدم إدراك الأهمية الذي من الممكن أن تلعبه الجمعيات في المجتمع وما يمكن أن تقدمه للمشهد الثقافي لدى أغلبية الناشطين، جعل من نشاطها وما تقدمه لا يرقى ولا يحوز على إعجاب الجمهور الذي من المفترض أن يكون هو الشريك الأول لها، ولا يقدم الإضافة المنتظرة منه للثقافة خاصة في منطقة تعتبر طبيعة ثقافية مفتوحة، تحتاج لمن ينشط ويقدم برامج هادفة تعزّز المشهد الثقافي المحلي والوطني.