بلعابد عبد الرزاق مخرج ووجه إعلامي، من مؤسسي ليالي القل للسينما غير المحترفة، له العديد من الأشرطة الوثائقية على غرار «في الذاكرة»، وهو فيلم وثائقي يسلط الضوء على بطولات أطفال الثورة، وكذا شهادات عائلة الشهيد ورفقائه ومن عايشوا تلك المرحلة، وأشرطة أخرى «بانوراما الطبيعة»، «متعة حرف الصيد»، «بصمات نسائية»، التي تتطرّق لمواضيع مرتبطة بعالم المرأة خاصة الريفية، إذ سيتم التركيز على الحرف التقليدية اليدوية التي تحترفها النسوة وترتكز السلسلة على دور المرأة الريفية وعلاقتها بثورة التحرير، من خلال تسجيل شهادات حية، ولأوّل مرة، لنساء من أقصى المناطق الريفية الجبلية.
يقول بلعابد: «من خلال ما يعرض من إنتاجات تلفزيونية في شهر رمضان، يبدو للعام والخاص أن جل هذه الأعمال سيطرت عليها الارتجالية، والتشابه في الطرح الاجتماعي للأحداث، وهذا على حساب البحث في الموضوع أي السيناريو»، وتأسّف الإعلامي بلعابد من تحول الشهر الفضيل «إلى فرصة لبعض المنتجين وحتى المخرجين للظهور أمام الجمهور والعودة للواجهة، حتى يتجنبوا البطالة خاصة أصحاب المؤسسات الإنتاجية التي لها أعباء مادية ثقيلة، فهم أمام خيار العمل والإنتاج لسد الفراغ»، وأضاف عبد الرزاق: «بدورها القنوات الوطنية المختلفة بحاجة إلى برامج لمواجهة جمهورها، هذا الجمهور الواسع الذي لم يجد ضالته في هذه البرامج التلفزيونية التي انفردت لها الكاميرا الخفية بمواضيع عنيفة ومرعبة وأخرى غاب فيها الحياء، فالقنوات ليس لها خيار إلا سد هذا الفراغ».
أما بالنسبة للسيتكوم يشير المخرج ابن المصيف القلي «أنّه أصبح عندنا يشبه الوجبة السريعة، مع عودة رمضان تعود ظاهرة الإنتاج العشوائي، فالكل يدخل في معترك الإنتاج بدون تحضيرات مسبقة، كما أنّ الإنتاج الدرامي هو الآخر فكرة مشروعه لم تكتمل في الجزائر لأننا لم نؤسس له من القاعدة، بداية بالممثل إلى المخرج والمنتج الذي يبقى ضائعا بين فضاءات التصوير لأنّنا لا نملك مدنا سينمائية كفيلة بتطوير الفن السابع».ويخلص المخرج إلى أن ما يعرض لم يتمكن من جلب وتجميع الجمهور الجزائري أمام شاشة التلفزيون، الذي أصبح له خيارات كثيرة أمام تعدد وسائل الاتصال الحديثة».