أكد الأكاديمي حميد قريتلي بجامعة يحي فارس بالمدية «أن مظاهرات الفرحة الشعبية بانتهاء الحرب العالمية الثانية في الثامن ماي 1945،قوبلت بجريمة شنعاء ضد الإنسانية من خلال التعداد الرهيب للشهداء الذين سقطوا أمام الآلة الاستعمارية التي وظفت كل أشكال القمع والإبادة، وهو ما يجعل الكتابة والتطرق إليها أكثر من واجب، بل مسؤولية وطنية تلقى على الباحثين والأدباء والفنانين وغيرهم من الجزائريين الأحرار لكي لا يبقى سرد الأحداث الأليمة محصور على رواية الاستعمار الفرنسي الذي سعى إلى استثمارها، فيما يحقّق أهدافه وغاياته محاولا تبييض الصفحة السوداء من تاريخه». ويطرح الكثير من المتتبعين للمحطات الذاكرة الوطنية والمتخصصين في التاريخ، يقول قريتلي «العديد من التساؤلات نذكر منها: هل تتمكّن الكتابات والإبداعات بكل أشكالها من التعبير عن هذه المأساة التي عاشها الشعب الجزائري وإعادة سرد الإحداث والتعريف بها لأجيال ما بعد الاستقلال؟ وهل اهتمت مختلف الفضاءات الأدبية والفنية والسينمائية بهذا الموروث التاريخي وما حمله من قيم». وأوضح محدثنا في ذات السياق، قائلا إن «الاهتمام بتاريخ الحركة الوطنية والثورة الجزائرية للوصول إلى إثبات الحقائق التاريخية بمختلف الطرق والأشكال هو القاعدة الأساسية لبناء الدولة الجزائرية، وبناء جيل ما بعد الاستقلال الذي لا يتنكّر لماضي أمته، ومنه إلى شهداء ماي 1945 ومن سبقهم ولحقهم من الشهداء». فبرغم، أضيف قائلا: «كل ما كتب حول المجزرة من شعر وألف من كتب أدبية لكبار الأدباء والشعراء أمثال «عبد الله الركيبي» ومؤلفه: «الهوية بين الثقافة والديمقراطية» و»الشعر في زمن الحرية»، وما كتب من قصائد كقصيدة «مجدوب مولود»، «أوهام وآلام»، و»معلقة الجزائر» لمحمد الأخضر السائحي و»الديوان الثاني» لأحمد سحنون و»قصيدة «ذكرى الشهداء»، لأحمد الطيب معاش، ومحمد الشبوكي في «الديوان»، وقصيدة عزالدين ميهوبي «منافي الروح» يبقى بعبد التأثير على المتلقي ما لم يتوّج بأعمال سينمائية ويترجم إلى عروض مسرحية معبرة».
ونحتاج، حسب الأكاديمي اليوم إلى «العشرات الأفلام السينمائية لتكوين صورة ذهنية ذات رمزية هادفة للحفاظ على مكتسبات النضال والقيم الوطنية، ولا يمكن أن تتوقّف مسيرة الأدباء والفنانين التي تخلد الأحداث والوقائع بل تكون مصدرا لإلهام الشعراء والأدباء في كل ذكرى».