لقد أخذت صحافة المواطن وصفحات التواصل الاجتماعي المتعدّدة خاصة الفايسبوك مواقع متقدمة في وسائل الاتصال الجديدة بفضل التقدم التكنولوجي وقدرتها الكبيرة على التواصل السريع والتفاعل بين المرسل والمستقبل سواء كأفراد أو مجموعات استغلت هامش الحرية داخل الفضاء الأزرق للتعبير ونشر الأفكار واكتساب معارف جديدة كانت ربما قد افتقدتها في وسائل الاتصال التقليدية التي بدأت تترك مكانها شيئا فشيئا لهذا النوع من القنوات، وبالأخص لدى جيل الشباب الذي فقد بنسبة كبيرة ثقافة معانقة النسخة الورقية كل صباح..
مسألة التحوّل العميق في سلوك القارئ واتجاهاته نحومضامين وسائل الإعلام وقنواتها الإتصالية الذي أخذ طريق مخابر الأبحاث الإعلامية الجامعية لمعرفة أسباب هذا التحول، مس جميع شرائح المجتمع وفئاته وبالتالي لم يقتصر على فئة بعينها باختلاف مستوياتها التعليمية بالنظر إلى المميزات العملية لهذه الوسائل وقدرتها على التعبئة الجماهيرية والنشر الواسع، ومن بين هذه الفئات الاجتماعية التي أدركت أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في خدمة طموحاتها هي الطبقة المثقفة أوالنخبة التي لجأت إلى إنشاء مواقع تواصل ومدونات على شبكة الانترنت لطرح أفكارها ونشر إبداعاتها الفنية من شعر وأدب ومختلف الفنون الأخرى بدون قيود وبعيدا عن غربال الرقابة بهدف كسب أكبر عدد من القراء والمتبعين على هذه الصفحات أحيانا بتفاعل يتعدى الحدود.
وكعينة لنا في هذا الملف الذي اخترناه ليكون بعنوان المثقف وموقع الفايسبوك، نقلنا الإشكالية إلى مبدعة متألقة في مجال الكلمة الموزونة التي قدمت عدة قصائد شعرية وسجلت حضورا دائما في مختلف الفعاليات الثقافية المحلية بولاية بومرداس ويتعلّق الأمر بالشاعرة إيمان بن حمودة صاحبة فضاء النادي الأدبي «عبير الورود» حديث النشأة التي علقت عن الموضوع بالقول «أن الفايس بوك هومتنفس لرواد الفكر والإبداع وهو وسيلة راقية وهامة للتواصل الاجتماعي ونشر الأعمال الأدبية والإبداعات الشعرية والإطلاع على مختلف ما يقدم من إنتاجات فكرية وفنية وتوسيع مجال القراءة والاطلاع، كما يشكل فضاء لكسب قراء جدد ومتابعين للحركة الأدبية والنقدية سواء في الجزائر أوخارجها وذلك بالنظر إلى ما تتميز به هذه الوسيلة من حرية وسهولة الولوج والاستعمال بعيدا عن كافة القيود القانونية والإدارية التي تخضع لها باقي وسائل الاتصال الأخرى في الإعلام التقليدي كالصحافة المكتوبة، التلفزيون وغيرها..
إنتاجات فكرية وفنية
في سؤال عن كيفية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفايسبوك عمليا من قبل القائمين على النادي الأدبي وهل يمكن اعتبارها بديلا للإعلام التقليدي، إعتبرت الشاعرة بن حمودة «أن المشرفين على فضاء النادي الأدبي أدركوا من البداية أهمية هذه القنوات الإعلامية والاتصالية في إنجاح المبادرة وذلك بالاعتماد على الشبكة الواسعة لمستعملي الفايسبوك، خاصة من قبل المثقفين والمهتمين بميدان الشعر والقصة المنتشرين في الفضاء الأزرق عبر الصفحات والمدونات، لذلك تمّ التركيز كثيرا على هذه الوسيلة للتعبئة والتحضير للإعلان عن ميلاد النادي الأدبي عبير الورود عن طريق التشاور والتنسيق مع المبدعين الشباب وعدد كبير من الأساتذة والشعراء المعروفين على الساحتين الوطنية والمحلية، وبالتالي فإن كل الإجراءات الإدارية وعملية التواصل وإيصال دعوات الحضور والمشاركة في اللقاء سواء كأفراد أو هيئات ومنها وسائل الإعلام كانت بواسطة الفايسبوك والدليل أن جريدة الشعب كان التواصل معها عن طريق هذه الوسيلة التي نراها أكثر فعالية من غيرها.
وأضافت رئيسة النادي الأدبي بالقول «أن وسيلة الفايسبوك يتمّ استغلالها أيضا حتى في النشاطات الداخلية للنادي من خلال استغلال الصفحة بنشر الإعلانات الخاصة بالنشاطات الأسبوعية والمساهمة في نشر إبداعات المواهب الشابة والتعريف بها للجمهور بسبب التهميش وعدم قدرة وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة الالتفات إليها وإخراجها من دائرة الظل إلى الأضواء وبالأخص على المستوى المحلي..