صمود الإعلاميّين السّوريّين ضد الارهاب ودحر صانعيه قناعة عميقة وإيمان ثابت لديهم في إبعاد شرّه المستطير إلى الأبد، من خلال كشف أعماله الاجرامية لدى الرأي العام وهزائمه الكثيرة التي لحقت به جرّاء انهياره، وعدم قدرته على مواصلة إبادة السّوريّين، بالرغم من التّواطؤ الغربي الذي يريد فرض مقاربة التوازن في هذه الحرب على أنّ المسلّحين لم يخسروا أي شيء، كل ما في الأمر أنّه كلّما اشتد عليهم الحصار ينقلون من مكان إلى آخر كما جرى ذلك في حلب والبوكمال، وغيرها من الأماكن التي كانت تحت النار.
هذه المواجهة للارهاب كلّفت ما كلّفت من شهداء الواجب، منهم الإعلامية علا عباس بمنطقة القصير واختطاف الاعلامي محمد سعيد ثم إغتياله، زيادة على مهاجمة مقرّات الاذاعة والتلفزيون قصد إسكات الصّوت الحر المتوجّه إلى الشّعب السّوري في مواصلة الوقوف في وجه الهمجية والتّخريب.
وقد باءت كل هذه العمليات الدّنيئة بالفشل الذّريع بالرغم من عنفها، وهذا بفضل يقظة حرّاس هذه المؤسّسات الذين أحبطوا هذه الأعمال الاجرامية، واستمر البث الاذاعي والتلفزيوني متحديا كل ما يخطّط وما يدبّر لإسقاط هذه المعالم في تنوير الرأي العام، ما يرمي إليه هؤلاء من محاولة الإطاحة بالدولة المركزية.
ولا يخلو الاعلام السّوري من روافد أخرى تعزّزه في تبليغ رسالته، سواء تعلق بالقنوات الأرضية أو الفضائية والمحطّات الاذاعية، والفضاء الأزرق والمواقع الالكترونية، وغيرها التي بإمكانها أن تواجه كل تلك الدّعاية المضادة وتعطي الخبر الصّحيح البعيد عن التّهريج، هذا ما أدّى إلى منع تلك القنوات من البث عبر «نايل سات».
ومثل هذه الوسائل تحرص كل الحرص على أداء مهني من كل الجوانب حفاظا على الوحدة الوطنية، وهذا بالاستعمال الصّحيح للمصطلحات وكذلك التحلي بالوعي الكافي في قراءة متأنية للآثار المترتّبة عن نشر أي خبر.
وفي هذا السّياق، لخّصت الكاتبة إنتصار سليمان كل تلك المناورات في التّلاعب بالصّورة لدى القنوات الفضائية الأخرى وحتى صحفهم ما حدث في مدرسة عكرمة المخزومي من محاولة الاعتداء على بناتها من قبل الدّمويّين، وفي مقابل تسليط الضّوء على الطّفل «أيلان» الذي عثر عليه في أحد الشّواطئ التركية، وقامت الدنيا ولم تقعد من أجله، في حين تجاهل هؤلاء حادثة مدرسة عكرمة المخزومي، هكذا يكيل الغرب بمكيالين في صناعة الصّورة الموجّهة بإتقان ودلالات مثل هذا التّمييز يفهمه الجميع.
