مهما اختلفت التسميات حول ما تكتبه المرأة من أدب من «أدب الملائكة والسكاكين» إلى أدب «الأظافر الطويلة» إلى «الأدب الأنثوي» تظل المرأة بخصوصيتها المحرّك لهذا الأدب سواء كان شعرا أو نثرا، حيث تشحنه بأنوثتها ورؤيتها الخاصة للعالم ولقضاياه المختلفة بلغة تشبهها، وتشبه تكوينها المختلف، وتحاول تقديم نص متفرّد يقولها للرجل ولذاتها، نص يشبهها جميل وشرس محبوب وغريب ساحر وصعب إنه نص أنثى. وفي الجزائر تزداد خصوصية النص النسوي، فالمرأة الجزائرية أدّت دورها بقوة وحضور ملفت رغم أنّه كان محدودا على المستوى الأدبي انطلاقا من أوضاع تاريخية واجتماعية معيّنة حكمت عليها بالتراجع في فترات محدّدة في تاريخنا، لكن هذا لم يثنها فقد شقّت طريقها أديبة شاعرة وساردة من عمق زمن الكفاح إلى الاستقلال وبعده فقدّمت الكثير ومازالت وستظل، فمن زهور ونيسي، وزليخة السعودي وربيعة جلطي وزينب الأعوج وأحلام مستغانمي وفضيلة فاروق إلى زهرة ديك ونصيرة محمدي ونادية نواصر ونوارة لحرش وأمال رقايق وأسماء مطر وهند جودر، وغيرهن من شاعرات وروائيات كتبن أسماءهن بمداد الأنوثة على خارطة الأدب الجزائري، ففاق جمهورهن جمهور الرجال وتميّز حرفهن بإشراقه ونظام تصويره الفريد.