أحيانا تجرّني الشّاعرة لأكتب بطريقة مختلفة، المرأة التي تكتب لا تستطيع أن تخلع صفة الشاعرة، فكلّما أمطرت تخيّلت أن العالم يغرق في دموع الموجوعين، وأنّ السّماء وحدها من تشد من أزرهم رغم أن السماء واحدة...كم يشبهني الربيع لأنّي من مواليد مارس فأنا أحب أزهار اللوز...شجرة يغريني حملها بالبياض فتتسابق بعروقها كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء، تبعث في إحساسا منعشا مفعما بطفولة يفر من عينيها الأمان في ظل الدواعش على أشكالها، وهذا الخراب الذي حل بالعالم.
أيّها الأطفال ماعاد بوسعي أن أكتب، أن أحكي خرافات الجدات، أنا أستحي من غفوة ايلان على شاطىء الموت، أستحي من طفلة تقف كسنديانة، عهد التميمي.
هل أدرك الملاكم الكبير محمد علي كلاي أن «عهد» بطلة كبيرة لأن الأبطال لا يصنعون في صالات التدريب، إنما يصنعون من أشياء عميقة في داخلهم، هي الارادة..الحلم والرؤية. ما الذي يستدرج قلمي لأصنع في الحكاية الوقفات والنهايات وأكتب ألحانا حزينة لأطفال مبتوري السيقان ليشاركوا في السباق الكبير، لا أستطيع إلا أن أكتب حقيقتنا حين تتشابه الفصول.