الأدب التفاعلي هو تلك الأجناس الأدبية التي تقرأ في وقتها من طرف النقاد والقراء وقراءتها تختلف عن قراءة قصة في كتاب ورقي وهو ظاهرة حديثة مرتبطة بعوالم الأنترنات، حيث أن من يكتب وينشر على النت فإنه يستطيع التفاعل بطريقة فورية وسريعة مع القراء والنقاد، وهذا من شأنه أن يكون له تأثير مباشر على المبدع سواء سلبا أو إيجابا.
في السابق كان الكاتب ينتظر أشهرا أو سنوات ليقرأ مقالات نقدية حول أعماله، حاليا يمكنك قراءة مقالة نقدية بعد دقائق أو رأي قارئ مهتم، وهناك عدة منتديات أدبية أو مواقع ثقافية وأدبية وصفحات فايسبوكية يتم نشر مختلف الأعمال الأدبية فيها سواء كانت قصة أو رواية أو شعر وغيرها، وقد أدى هذا إلى ظهور شريحة جديدة من المجتمع تتفاعل مع كل ما يتم نشره وهذا أيضا جعل نوعا جديدا من المطالعة يسمى المطالعة الإلكترونية والنشر الإلكتروني.إن التفاعل الفوري جعل كل الأطراف تعيش نسقا جديدا من التواصل الأدبي وهذا من شأنه خلق طقوس تفكير وكتابة تؤدي إلى إبداعات ذات نكهة جديدة وتختلف عن طقوس الكتابة الكلاسيكية.
من إيجابيات الأدب التفاعلي، ظهور أسماء أدبية جديدة بطريقة سريعة بعيدا عن احتكار دور النشر، التشجيع على المطالعة بالبيت دون الحاجة إلى اقتناء الكتب أو التنقل إلى المكتبات، تطوير النقد الأدبي الفوري مما يتيح معرفة قيمة كل الكتابات المنشورة، تشجيع النشر الإلكتروني والتوزيع والترويج عبر النت، تشجيع تنظيم المسابقات الأدبية والجوائز الأدبية، ومن سلبيات الأدب التفاعلي أيضا، استسهال النشر لدى الكثيرين حيث كل من يكتب قد يتصور أنه أصبح كاتبا، ظهور بعض النقاد الذين ليس لديهم أي دراية بالنقد وقد يتسببون في تدمير بعض المواهب الأدبية، التسرع في النشر الفوري بكل ما فيه من أخطاء لغوية في حين سابقا كان يمكن للكاتب أن يراجع عمله قبل النشر الورقي، ظهور فئة من الكتاب مكانها الوحيد هو الأنترنات ولا يعرفها القراء في الواقع وليس لديهم إصدارات أدبية ورقي، بعض المنتديات الأدبية أصبحت مجرد فضاء أو تكتل لأدباء ضد آخرين وهذا ما أدى إلى تكريس الرداءة و غياب الموضوعية.