عرفت مبادرة إطلاق المهرجان الوطني للمسرحية الثورية خلال سنة 2006، من قبل منظمة المجاهدين بسكيكدة، نجاحا كبيرا، وكانت الفكرة تحمل بين طياتها بذور النجاح، إلا أن ذلك الحلم أجهض لأسباب عدة، أبرزها الدعم المادي والمعنوي، من قبل السلطات المعنية من المجالس البلدية المنتخبة، وقطاع الثقافة الذي لم يحتضن الفكرة، ولم تتمكّن جمعية مهرجان المسرح التي تولت لها عملية تنظيم بداية من الطبعة الثانية خلال سنة 2008، من الاستمرار في إقامة المهرجان، لانكبابها على تنظيم الأيام الوطنية للمسرح لمدينة سكيكدة.
الطبعة الأولى من المهرجان للمسرحية الثورية كانت عشية الفاتح من نوفمبر من سنة 2006، بعروض مسرحية متنوعة «بڤرة الحسين لا تباع»، «نماذج لا تصدأ»، حيث عرف ركح المسرح البلدي بسكيكدة، قبل أن يتم ترقيته إلى مسرح جهوي، تفاعل الجمهور السكيكدي مع مختلف العروض المسرحية التي قدمت خلال 07 أيام كاملة، 12 فرقة مسرحية قَدِمت من 09 ولايات.
شاركت حينها بالمهرجان، جمعيات المنار الفنية والثقافية، الجمعية الثقافية الشعبية، جمعية الصرخة وجمعية البسمة الثقافية، في حين كانت ولايات قالمة، خنشلة، وهران، عين الدفلى، تبسة، جيجل، الطارف، برج بوعريريج وتمنراست حاضرة من خلال مسرحيات «132 سنة»، «دماء ثائرة»، «الرسالة»، «المنبوذون»، «للتذكير»، «رجلان وقضية»، «بنادق الشرف» و»فطومة» على التوالي.
وتنافست هذه العروض المسرحية للظفر بجوائز المهرجان والتي رصدت لها الهيئة المشرفة عليه والمتمثلة في الأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين مبالغ مالية معتبرة، لأحسن عرض مسرحي متكامل، أحسن نصّ، أحسن إخراج، أحسن سينوغرافيا، أحسن أداء ذكوري وأحسن أداء نسوي، كما خصّصت الهيئة المنظمة جائزة تشجيعية للجنة التحكيم.
قال كمال لعور عضو جمعية مهرجان المسرح لسكيكدة بخصوص مهرجان المسرحية الثورية «إن الطبعة الثانية لمهرجان المسرحية الثورية كانت متميزة بإسناد تنظيمها إلى جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة وجرت في الفترة من 31 نوفمبر 2008 إلى 06 نوفمبر 2008، تزامنا مع الاحتفالات بذكرى أول نوفمبر وما ميزها أيضا هو استضافة أعضاء من الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، سيد علي كويرات، بسطانجي، الهادي بوليفة الذين قدموا شهادات حول مساهمة النشاط الثقافي عموما والمسرحي خصوصا في تعبئة ورفع درجة وعي المواطنين أثناء ثورة التحرير»، وأضاف لعور: «يعتبر مهرجان سكيكدة للمسرحية الثورية المهرجان الوحيد عبر تراب الوطن»، وعن فكرة تنظيمه، يقول نفس المتحدث «تهدف إلى إبراز جوانب عديدة من تاريخ وكفاح الشعب الجزائري على الركح، أسوة بالفنانين المجاهدين أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، كما أن هذا المهرجان من جهة أخرى، يدفع بكتاب النصّ المسرحي للإبداع في إبراز الكثير من الحوادث التاريخية التي تروي بطولات الشعب الجزائري أثناء فترة الاحتلال ونضاله وكفاحه المستميت من أجل الحرية»، وتأسف محدثنا لتوقف المهرجان في الطبعة الثانية بسبب الدعم المالي، ويرى «إعادة بعث، وتطوير وترقية هذا المهرجان هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق أطراف عديدة من بينها السلطات الولائية، من القطاعات المعنية والمنظمات الأسرة الثورية».