كانت للدكتورة زينب لوت مداخلة جاءت بعنوان: « قراءة سيميولوجية في رواية «نساء الجزائر في مخدعهن « لأسيا جبار، حيث اعتبرت المحاضرة «ان الكتابة الروائية هي استنطاق لغة من واقع الوجود وامتداد تخيلي لهسهسة التواجد، فهي انتقال بين تحويلات زمنية تعيش في تخصيص المكان في خصوصية الثورة الجزائرية ونواة المرأة كفاعلة ومنفعلة أيديولوجيا بحالة من الوعي الروحي والكلامي والحواري».
على وقع حضور نسوة جزائريات رسمتها الروائية «آسيا جبار» في متنها السردي «نساء الجزائر في مخدعهن» لأنها ببساطة تقول الدكتورة، «تريد ان تخرج من الفئة الموصوفة بجنسها الى فضاء نصف المشارك المجرد من جنسه الا انها في الوقت نفسه تدرك قرارة وعيها ان ذلك لن يتحقق الا لفظيا، وأنها محكومة بحتمية شرط جنسها مقاومة لتصنيف نتاجها الادبي والذهني بانه نسوي».
اشارت لوت «ان الروائية اسيا جبار عملت على إيصال فكرة المرأة وسيسيولوجيا تطورها من مسار الثوري الى التسيير التحرري لمجال يؤهلها في اثارة جوانب مختلفة في الحياة بعد اجتيازها خبرات حياتية وتطلعها الثقافي، فقط أظهرت الروائية صورة المرأة في شتى مجالات الحياة والنافذة في الشأن العام والخاص».
فمن لوحة دلا كروا الى نظرة بيكاسو، تضيف الدكتورة» تخترق «اسيا جبار» في روايتها المكتظة بالصور» نساء الجزائر في مخدعهن» الحدود المرئية لكشف اللامرئي، وتقتفي اثر الكلام والهمس والمعايشة تنيئ الرسام العربي لعظمة المرأة الجزائرية التي لا تجلس في مجالس تنفخ خواء الزمن المنفلت خارج وجودها، وتملأ روحها بمسيرة الكفاح وكسر الرتابة والخذول هي المرأة التي صورتها ارملة ويتيمة ومناضلة تحمل مرارة ما تركته ايادي المستعمر من بشاعة خطفت منها فرح الحياة الا انها وبجسدها الضعيف استطاعت فتق حدود المغلق مثلما تحررت الجزائر من غبن الاحتلال المادي وثقت حريتها التي تصاعدت مع الاحداث، والانفتاح على مرأى اكتساب شخصية كثيفة الدلالات بالأرض بالوطن والهوية»، حيث استشهدت بمقولة نخلة « انا لا افهم أشياء كثيرة في الحياة ومع ذلك تبدو لي اقل غموضا من المرأة ان النساء والأشجار لهن طبيعة واحدة» وهي طبيعة الاستمرار كأي كائن لكن كلوحة عظيمة تخرج لتتجه نحو الحرية من وطن يستند على عظمة النساء».