تعتقد الأستاذة في قسم اللغة والأدب العربي بجامعة محمد الصديق بجيجل والقاصة المتخصصة في القصة القصيرة جدا، أن واقع القصة القصيرة جدا في الجزائر مازال باهتا ويلفّه الكثير من الغموض، ففي الوقت الذي تقام حول هذا الفن الأدبي في المشرق مثل سوريا ورغم الظروف التي تعيشها والمغرب ملتقيات وحملات تعريفية بهذا الجنس الأدبي، لم تحظ الجزائر سوى بملتقيين، والطّامة الكبرى أنّهما لم يحقّقا الانتشار المطلوب والإحاطة بكتابة هذا الجنس الأدبي، كما أن الكثير من المهتمين به لم يستدعوا لهذه التظاهرات الثقافية للأسف.
وبرّرت القاصة مريم بغيبغ ذلك بالأهمية التي تكتسيها هذه الملتقيات والتي تعد فرصة للتعريف بهذا الفن، الالتقاء بالكتاب، معرفة رأي النقاد والمتابعين لمدى أهمية القصة القصيرة جدا كجنس أدبي حداثي في معالجة القضايا الهامة وإسقاطاته على الراهن. لذلك ترى المختصّة في القصة القصيرة جدا أنه لابد من تكثيف هذه الملتقيات حتى نستطيع اللّحاق بالقافلة، لأن هذا الجنس الأدبي حسبها مازال مجهولا في الجزائر رغم نشاط العديد من الكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: «قديما تحجّجنا بتأخّر الأدب الجزائري بالاستعمار، والآن لا حجة لنا فالمهمة صعبة تتطلّب بذل مجهود كبير والإحساس بقوة هذا الجنس الذي سوف يتربّع على عرش الكتابة الأدبية في الأعوام القادمة».
وعرجت الأستاذة بغيبغ في حديثها عن واقع القصة القصيرة جدا على مساهمة الدكتور علاوة كوسة في التعريف بهذا الجنس الأدبي، بتأليفه أول موسوعة للقصّة القصيرة جدّا صدرت حديثا. وقد قدّم للموسوعة الأستاذ الدكتور والأكاديمي الشاعر يوسف وغليسي، والذي اعتبر الخوض في هذا الجنس الأدبي جرأة تحسب للمؤلف باعتباره جنسا أدبيا لم يلق بعد الرّواج، ولم تكتمل التّجربة الفنية والإبداعية فيه في الجزائر.وقد «أبدى اندهاشه كما أبديت عندما رأى هذه الموسوعة تجمع ما يقارب الستّين كاتبا من كتاب هذا الفنّ، باعتبار أنّه فنّ صعب والتّجارب الجزائرية القليل منها ما يرقى إلى مصاف التّجارب العالمية والعربيّة، وهناك أسماء كتبت نماذج في هذا الفنّ عمدا حتّى تخلّد في موسوعات أدبية...»، مضيفة أن الشّيء الذي يلاحظ في هذه الموسوعة غياب بعض الأسماء التّي لها إسهام في التّأسيس مثل ما أشار في ذلك الدكتور يوسف وغليسي، جمال الدين طالب، وأنا أضيف للقائمة: شوقي بن حاج، عبد الرزاق بوكبة، عبد الواحد بن عمر، عمر مصطفى حمّش، غريب محمد يوسف. وكتّاب تشهد لهم أهمّ المجموعات الأدبية العربية الخاصّة بالققج بتمكّنهم في كتابة الققج أمثال: عزيزة بوقاعدة، عبد الحكيم قويدر، حورية داودي، عبد النعيم بغيبغ، غريبي بوعلام، نقموش معمر، هدى سالم، دليلة مكسح، عائشة زغدار، سكينة مرباح، كريمة الطيب، إيمان سبخاوي، خديجة بن عادل، فايزة لكحل، لخضر توامة، وآخرون...والقاصّة الرّائدة رقيّة هجريس التي حصلت سنة 2015 على تنويه لجنة تحكيم مهرجان الناظور بالمغرب للققج سنة 2015، والتي سوف تكرّم هذا العام إلى جانب القاص المغربي القدير حسن برطال في النّاظور.